049-001 آ«يا أيها الذين آمنوا لا تقدمواآ» من قدم بمعنى تقدم، أي لا تَقَدَّمُوا بقول ولا فعل آ«بين يدي الله ورسولهآ» المبلغ عنه، أي بغير إذنهما آ«واتقوا الله إن الله سميعآ» لقولكم آ«عليمآ» بفعلكم، نزلت في مجادلة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما عند النبي صلى الله عليه وسلم في تأمير الأقرع بن حابس أو القعقاع بن معبد ونزل فيمن رفع صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم.
049-002 آ«يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكمآ» إذا نطقتم آ«فوق صوت النبيآ» إذا نطق آ«ولا تجهروا له بالقولآ» إذا ناجيتموه آ«كجهر بعضكم لبعضآ» بل دون ذلك إجلالا له آ«أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرونآ» أي خشية ذلك بالرفع والجهر المذكورين، ونزل فيمن كان يخفض صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم كأبي بكر
049-003 آ«إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحنآ» اختبر آ«الله قلوبهم للتقوىآ» أي لتظهر منهم آ«لهم مغفرة وأجر عظيمآ» الجنة، ونزل في قوم جاءُوا وقت الظهيرة والنبي صلى الله عليه وسلم في منزله فنادوه.
049-004 آ«إن الذين ينادونك من وراء الحجراتآ» حجرات نسائه صلى الله عليه وسلم جمع حجرة وهي ما يحجر عليه من الأرض بحائط ونحوه، وكان كل واحد منهم نادى خلف حجرة لأنهم لم يعلموه في أي حجرة مناداة الأعراب بغلظة وجفاء آ«أكثرهم لا يعقلونآ» فيما فعلوه محلَّك الرفيع وما يناسبه من التعظيم.
049-005 آ«ولو أنهم صبرواآ» أنهم في محل رفع بالابتداء، وقيل فاعل لفعل مقدر، أي ثبت آ«حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيمآ» لمن تاب منهم، ونزل في الوليد بن عقبة وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق مصدقا فخافهم لترة كانت بينه وبينهم في الجاهلية فرجع وقال إنهم منعوا الصدقة وهموا بقتله، فهمَّ النبي صلى الله عليه وسلم بغزوهم فجاءوا منكرين ما قاله عنهم.
049-007 آ«واعلموا أن فيكم رسول اللهآ» فلا تقولوا الباطل فإن الله يخبره بالحال آ«لو يطيعكم في كثير من الأمرآ» الذي تخبرون به على خلاف الواقع فيرتب على ذلك مقتضاه آ«لعنتُّمآ» لأثمتم دونه إثم التسبب إلى المرتب آ«ولكن الله حبَّب إليكم الإيمان وزينهآ» حسنه آ«في قلوبكم وكرَّه إليكم الكفر والفسوق والعصيانآ» استدراك من حيث المعنى دون اللفظ لأن من حبب إليه الإيمان إلخ غايرت صفته صفة من تقدم ذكره آ«أولئك همآ» فيه التفات عن الخطاب آ«الراشدونآ» الثابتون على دينهم.
049-009 آ«وإن طائفتان من المؤمنينآ» الآية، نزلت في قضية هي أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا ومر على ابن أبيّ فبال الحمار فسد ابن أبيّ أنفه فقال ابن رواحة: والله لبول حماره أطيب ريحا من مسكك فكان بين قوميهما ضرب بالأيدي والنعال والسعف آ«اقتتلواآ»
049-011 آ«يا أيها الذين آمنوا لا يسخرآ» الآية، نزلت في وفد تميم حين سخروا من فقراء المسلمين كعمار وصهيب، والسخرية: الازدراء والاحتقار آ«قومآ» أي رجال منكم آ«من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهمآ» عند الله آ«ولا نساءآ» منكم آ«من نساءٍ عسى أن يكنَّ خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكمآ» لا تعيبوا فتعابوا، أي لا يعب بعضكم بعضا آ«ولا تنابزوا بالألقابآ» لا يدعون بعضكم بعضا بلقب يكرهه، ومنه يا فاسق يا كافر آ«بئس الاسمآ» أي المذكور من السخرية واللمز والتنابز آ«الفسوق بعد الإيمانآ» بدل من الاسم أنه فسق لتكرره عادة آ«ومن لم يتبآ» من ذلك آ«فأولئك هم الظالمونآ».
049-013 آ«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثىآ» آدم وحواء آ«وجعلناكم شعوباآ» جمع شعب بفتح الشين هو أعلى طبقات النسب آ«وقبائلآ» هي دون الشعوب وبعدها العمائر ثم البطون ثم الأفخاذ ثم الفصائل آخرها، مثاله خزيمة: شعب، كنانة: قبيلة، قريش: عمارة بكسر العين، قُصي: بطن، هاشم: فخذ، العباس: فصيلة آ«لتعارفواآ» حذف منه إحدى التاءين ليعرف بعضكم بعضا لا لتفاخروا بعلو النسب وإنما الفخر بالتقوى آ«إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليمآ» بكم آ«خبيرآ» ببواطنكم.
049-015 آ«إنما المؤمنونآ» أي الصادقون في إيمانهم كما صرح به بعد آ«الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابواآ» لم يشكوا الإيمان آ«وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللهآ» فجهادهم يظهر بصدق إيمانهم آ«أولئك هم الصادقونآ» في إيمانهم، لا من قالوا آمنا ولم يوجد منهم غير الإسلام.
049-016 آ«قلآ» لهم آ«أتعلمون الله بدينكمآ» مضعف علم بمعنى شعر، أي أتُشْعِرونه بما أنتم عليه في قولكم آمنا آ«والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليمآ».
049-017 آ«يمنون عليك أن أسلمواآ» من غير قتال بخلاف غيرهم ممن أسلم بعد قتاله منهم آ«قل لا تمنوا عليَّ إسلامكمآ» منصوب بنزع الخافض الباء ويقدر قبل أن في الموضعين آ«بل الله يمنُّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقينآ» في قولكم آمنا.