034-001 آ«الحمد للهآ» حمد تعالى نفسه بذلك، والمراد به الثناء بمضمونه من ثبوت الحمد وهو الوصف بالجميل لله تعالى آ«الذي له ما في السماوات وما في الأرضآ» ملكا وخلقا آ«وله الحمد في الآخرةآ» كالدنيا يحمده أولياؤه إذا دخلوا الجنة آ«وهو الحكيمآ» في فعله آ«الخبيرآ» في خلقه.
034-003 آ«وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعةآ» القيامة آ«قلآ» لهم آ«بلى وربي لتأتينكم عالم الغيبآ» بالجر صفة والرفع خبر مبتدأ وعلام بالجر آ«لا يعزبآ» يغيب آ«عنه مثقالآ» وزن آ«ذرةآ» أصغر نملة آ«في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبينآ» بيَّن وهو اللوح المحفوظ.
034-005 آ«والذين سعوا فيآ» إبطال آ«آياتناآ» القرآن آ«معجزينآ» وفي قراءة هنا وفيما يأتي معاجزين، أي مقدرين عجزنا أو مسابقين لنا فيفوتونا لظنهم أن لا بعث ولا عقاب آ«أولئك لهم عذاب من رجزآ» سيء العذاب آ«أليمآ» مؤلم بالجر والرفع صفة لرجز أو عذاب.
034-006 آ«ويرىآ» يعلم آ«الذين أوتوا العلمآ» مؤمنوا أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه آ«الذي أنزل إليك من ربكآ» أي القرآن آ«هوآ» فصل آ«الحق ويهدي إلى صراطآ» طريق آ«العزيز الحميدآ» أي الله ذي العزة المحمود.
034-008 آ«أفترىآ» بفتح الهمزة للاستفهام واستغني بها عن همزة الوصل آ«على الله كذباآ» في ذلك آ«أم به جنةآ» جنون تخيل به ذلك قال تعالى: آ«بل الذين لا يؤمنون بالآخرةآ» المشتملة على البعث والعذاب آ«في العذابآ» فيها آ«والضلال البعيدآ» عن الحق في الدنيا.
034-009 آ«أفلم يرواآ» ينظروا آ«إلى ما بين أيديهم وما خلفهمآ» ما فوقهم وما تحتهم آ«من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسْفاآ» بسكون السين وفتحها قِطَعَا آ«من السماءآ» وفي قراءة في الأفعال الثلاثة بالياء آ«إن في ذلكآ» المرئي آ«لآيه لكل عبد منيبآ» راجع إلى ربه تدل على قدرة الله على البعث وما يشاء.
034-010 آ«ولقد آتينا داود منا فضلاآ» نبوة وكتابا وقلنا آ«يا جبال أوّبيآ» رجعي آ«معهآ» بالتسبيح آ«والطيرآ» بالنصب عطفا على محل الجبال، أي ودعوناها تسبح معه آ«وألنا له الحديدآ» فكان في يده كالعجين.
034-011 وقلنا آ«أن اعملآ» منه آ«سابغاتآ» دروعا كوامل يجرها لابسها على الأرض آ«وقدر في السردآ» أي نسج الدروع قيل لصانعها سراد، أي اجعله بحيث تتناسب حلقه آ«واعملواآ» أي آل داود معه آ«صالحا إني بما تعملون بصيرآ» فأجازيكم به.
034-013 آ«يعملون له ما يشاء من محاريبآ» أبنية مرتفعة يصعد اليها بدرج آ«وتماثيلآ» جمع تمثال وهو كل شيء مثلته بشيء، أي صور من نحاس وزجاج ورخام، ولم يكن اتخاذ الصور حراما في شريعته آ«وجفانآ» جمع جفنه آ«كالجوابـآ» ـي جمع جابية وهو حوض كبير، يجتمع على الجفنة ألف رجل يأكلون منها آ«وقدور راسياتآ» ثابتات لها قوائم لا تتحرك عن أماكنها تتخذ من الجبال باليمن يصعد إليها بالسلالم وقلنا آ«اعملواآ» يا آ«آل داودآ» بطاعة الله آ«شكراآ» له على ما أتاكم آ«وقليل من عبادي الشكورآ» العامل بطاعتي شكرا لنعمتي.
034-015 آ«لقد كان لسبأآ» بالصرف وعدمه قبيلة سميت باسم جد لهم من العرب آ«في مسكنهمآ» باليمن آ«آيةآ» دالة على قدرة الله تعالى آ«جنتانآ» بدل آ«عن يمين وشمالآ» من يمين واديهم وشماله وقيل لهم: آ«كلوا من رزق ربكم واشكروا لهآ» على ما رزقكم من النعمة في أرض سبأ آ«بلدة طيبةآ» ليس فيها سباخ ولا بعوضة ولا ذبابة ولا برغوث ولا عقرب ولا حية ويمر الغريب فيها وفي ثيابه قمل فيموت لطيب هوائها آ«وآ» الله آ«رب غفورآ».
034-016 آ«فأعرضواآ» عن شكره وكفروا آ«فأرسلنا عليهم سيل العرمآ» جمع عرمة وهو ما يمسك الماء من بناء وغيره إلى وقت حاجته، أي سيل واديهم الممسوك بما ذكر فأغرق
034-018 آ«وجعلنا بينهمآ» بين سبأ، وهم باليمن آ«وبين القرى التي باركنا فيهاآ» بالماء والشجر وهي قرى الشام التي يسيرون إليها للتجارة آ«قرى ظاهرةآ» متواصلة من اليمن إلى الشام آ«وقدرنا فيها السيرآ» بحيث يقيلون في واحدة ويبيتون في أخرى إلى انتهاء سفرهم ولا يحتاجون فيه إلى حمل زاد وماء أي وقلنا آ«سيروا فيها ليالي وأياما آمنينآ» لا تخافون في ليل ولا في نهار.
034-019 آ«فقالوا ربنا بَعِّدْآ» وفي قراءة باعد آ«بين أسفارناآ» إلى الشام اجعلها مفاوز ليتطاولوا على الفقراء بركوب الرواحل وحمل الزاد والماء فبطروا النعمة آ«وظلموا أنفسهمآ» بالكفر آ«فجعلناهم أحاديثآ» لمن بعدهم في ذلك آ«ومزقناهم كل ممزقآ» فرقناهم في البلاد كل التفريق آ«إن في ذلكآ» المذكور آ«لآياتآ» عبر آ«لكل صبَّارآ» عن المعاصي آ«شكورآ» على النعم.
034-022 آ«قلآ» يا محمد لكفار مكة آ«ادعوا الذين زعمتمآ» أي زعمتموهم آلهة آ«من دون اللهآ» أي غيره لينفعوكم بزعمكم قال تعالى فيهم: آ«لا يملكون مثقالآ» وزن آ«ذرةآ» من خير أو شر آ«في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شركآ» شركة آ«وما لهآ» تعالى آ«منهمآ» من الآلهة آ«من ظهيرآ» معين.
034-023 آ«ولا تنفع الشفاعة عندهآ» تعالى ردا لقولهم إن آلهتهم تشفع عنده آ«إلا لمن أذنآ» بفتح الهمزة وضمها آ«لهآ» فيها آ«حتى إذا فَزَّعآ» بالبناء والمفعول آ«عن قلوبهمآ» كشف عنها الفزع بالإذن فيها آ«قالواآ» قال بعضهم لبعض استبشارا آ«ماذا قال ربكمآ» فيها آ«قالواآ» القول آ«الحقآ» أي قد أذن فيها آ«وهو العليّآ» فوق خلقه بالقهر آ«الكبيرآ» العظيم.
034-026 آ«قل يجمع بينا ربناآ» يوم القيامة آ«ثم يفتحآ» يحكم آ«بيننا بالحقآ» فيدخل المحقين الجنة والمبطلين النار آ«وهو الفتاحآ» الحاكم آ«العليمآ» بما يحكم به.
034-027 آ«قل أرونيآ» أعلموني آ«الذين ألحقتم به شركاءآ» في العبادة آ«كلاآ» ردع لهم عن اعتقاد شريك له آ«بل هو الله العزيزآ» الغالب على أمره آ«الحكيمآ» في تدبيره لخلقه فلا يكون له شريك في ملكه.
034-028 آ«وما أرسلناك إلا كافةآ» حال من الناس قدم للاهتمام آ«للناس بشيراآ» مبشرا للمؤمنين بالجنة آ«ونذيراآ» منذرا للكافرين بالعذاب آ«ولكن أكثر الناسآ» أي كفار مكة آ«لا يعلمونآ» ذلك.
034-031 آ«وقال الذين كفرواآ» من أهل مكة آ«لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديهآ» أي تقدمه كالتوراة والإنجيل الدالين على البعث لإنكارهم له قال تعالى فيهم آ«ولو ترىآ» يا محمد آ«إذ الظالمونآ»
034-033 آ«وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهارآ» أي مكر فيهما منكم بنا آ«إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداآ» شركاء آ«وأسرُّواآ» أي الفريقين آ«الندامةآ» على ترك الإيمان به آ«لما رأوا العذابآ» أي أخفاها كل عن رفيقه مخافة التعيير آ«وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفرواآ» في النار آ«هلآ» ما آ«يجزون إلاآ» جزاء آ«ما كانوا يعملونآ» في الدنيا.
034-039 آ«قل إن ربي يبسط الرزقآ» يوسعه آ«لمن يشاء من عبادهآ» امتحانا آ«ويقدرآ» يضيقه آ«لهآ» بعد البسط أو لمن يشاء ابتلاءً آ«وما أنفقتم من شيءآ» في الخير آ«فهو يخلفه وهو خير الرازقينآ» يقال: كل إنسان يرزق عائلته، أي من رزق الله.
034-041 آ«قالوا سبحانكآ» تنزيها لك عن الشريك آ«أنت ولينا من دونهمآ» أي لا موالاة بيننا وبينهم من جهتنا آ«بلآ» للانتقال آ«كانوا يعبدون الجنآ» الشياطين، أي يطيعونهم في عبادتهم إيانا آ«أكثرهم بهم مؤمنونآ» مصدقون فيما يقولون لهم.
034-042 قال تعالى: آ«فاليوم لا يملك بعضكم لبعضآ» أي بعض المعبودين لبعض العابدين آ«نفعاآ» شفاعة آ«ولاضراآ» تعذيبا آ«ونقول للذين ظلمواآ» كفروا آ«ذوقوا عذاب النار التي
034-043 آ«وإذا تتلى عليهم آياتناآ» القرآن آ«بيّناتآ» واضحات بلسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم آ«قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكمآ» من الأصنام آ«وقالوا ما هذاآ» القرآن آ«إلا إفكآ» كذب آ«مفترىآ» على الله آ«وقال الذين كفروا للحقآ» القرآن آ«لما جاءهم إنآ» ما آ«هذا إلا سحرٌ مبينآ» بيّن.
034-045 آ«وكذب الذين من قبلهم وما بلغواآ» أي هؤلاء آ«معشار ما آتيناهمآ» من القوة وطول العمر وكثرة المال آ«فكذبوا رسليآ» إليهم آ«فكيف كان نكيرآ» إنكاري عليهم العقوبة والإهلاك، أي هو واقع موقعه.
034-046 آ«قل إنما أعظكم بواحدةآ» هي آ«أن تقوموا للهآ» أي لأجله آ«مثنىآ» أي اثنين اثنين آ«وفرادىآ» واحدا واحدا آ«ثم تتفكرواآ» فتعلموا آ«ما بصاحبكمآ» محمد آ«من جنةآ» جنون آ«إنآ» ما آ«هو إلا نذير لكم بين يديآ» أي قبل آ«عذاب شديدآ» في الآخرة إن عصيتموه.
034-047 آ«قلآ» لهم آ«ما سألتكمآ» على الإنذار والتبليغ آ«من أجر فهو لكمآ» أي لا أسألكم عليه أجرا آ«إن أجريآ» ما ثوابي آ«إلا على الله وهو على كل شيء شهيدآ» مطلع يعلم صدقي.
034-050 آ«قل إن ضللتآ» عن الحق آ«فإنما أضل على نفسيآ» أي إثم ضلالي عليها آ«وإن اهتديت فيما يوحي إليَّ ربيآ» من القرآن والحكمة آ«إنه سميعآ» للدعاء آ«قريبآ».
034-052 آ«وقالوا آمنا بهآ» بمحمد أو القرآن آ«وأنَّى لهم التناوشآ» بواو وبالهمزة بدلها، أي تناول الإيمان آ«من مكان بعيدآ» عن محله إذ هم في الآخرة ومحله الدنيا.
034-053 آ«وقد كفروا به من قبلآ» في الدنيا آ«ويقذفونآ» يرمون آ«بالغيب من مكان بعيدآ» أي بما غاب علمه عنهم غيبة بعيدة حيث قالوا في النبي ساحر، شاعر، كاهن، وفي القرآن سحر، شعر، كهانة.
034-054 آ«وحيلَ بينهم وبين ما يشتهونآ» من الإيمان، أي قبوله آ«كما فُعل بأشياعهمآ» أشباههم في الكفر آ«من قبلآ» أي قبلهم آ«إنهم كانوا في شك مريبآ» موقع في الريبة لهم فيما آمنوا به الآن ولم يعتدوّا بدلائله في الدنيا.