035-002 آ«ما يفتح الله للناس من رحمةآ» كرزق ومطر آ«فلا ممسك لها وما يمسكآ» من ذلك آ«فلا مرسل له من بعدهآ» أي بعد إمساكه آ«وهو العزيزآ» الغالب على أمره آ«الحكيمآ» في فعله.
035-003 آ«يا أيها الناسآ» أي أهل مكة آ«اذكروا نعمة الله عليكمآ» بإسكانكم الحرم ومنع الغارات عنكم آ«هل من خالقآ» من زائدة وخالق مبتدأ آ«غيرُ اللهآ» بالرفع والجر نعت لخالق لفظا ومحلا، وخبر المبتدأ آ«يرزقكم من السماءآ» المطر آ«وآ» من آ«الأرضآ» النبات، والاستفهام للتقرير، أي لا خالق رازق غيره آ«لا إله إلا هو فأنَّى تؤفكونآ» من أين تصرفون عن توحيده مع إقراركم بأنه الخالق الرازق.
035-004 آ«وإن يكذبوكآ» يا محمد في مجيئك بالتوحيد والبعث، والحساب والعقاب آ«فقد كُذِّبت رسل من قبلكآ» في ذلك فاصبر كما صبروا آ«وإلى الله ترجع الأمورآ» في الآخرة فيجازي المكذبين وينصر المسلمين.
035-008 ونزل في أبي جهل وغيره آ«أفمن زينَ له سوء عملهآ» بالتمويه آ«فرآه حسناآ» من مبتدأ خبره كمن هداه الله؟ لا، دل عليه آ«فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهمآ» على المزيَّن لهم آ«حسراتآ» باغتمامك ألا يؤمنوا آ«إن الله عليم بما يصنعونآ» فيجازيهم عليه.
035-009 آ«والله الذي أرسل الرياحآ» وفي قراءة الريح آ«فتثير سحاباآ» المضارع لحكاية الحال الماضية، أي تزعجه آ«فسقناهآ» فيه التفات عن الغيبة آ«إلى بلد ميتآ» بالتشديد والتخفيف لا نبات بها آ«فأحيينا به الأرضآ» من البلد آ«بعد موتهاآ» يبسها، أي أنبتنا به الزرع والكلأ آ«كذلك النشورآ» أي البعث والإحياء.
035-010 آ«من كان يريد العزة فلله العزة جميعاآ» أي في الدنيا والآخرة فلا تنال منه إلا بطاعته فليطعه آ«إليه يصعد الكلم الطيبآ» يعلمه وهو لا إله إلا الله ونحوها آ«والعمل
035-011 آ«والله خلقكم من ترابآ» بخلق أبيكم آدم منه آ«ثم من نطفةآ» أي منيّ بخلق ذريته منها آ«ثم جعلكم أزواجاآ» ذكورا وإناثا آ«وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمهآ» حال، أي معلومة له آ«وما يعمَّر من معمَّرآ» أي ما يزاد في عمر طويل العمر آ«ولا ينقص من عمرهآ» أي ذلك المعمَّر أو معمَّر آخر آ«إلا في كتابآ» هو اللوح المحفوظ آ«إن ذلك على الله يسيرآ» هيِّن.
035-012 آ«وما يستوي البحران هذا عذب فراتآ» شديد العذوبة آ«سائغ شرابهآ» شربه آ«وهذا ملح أجاجآ» شديد الملوحة آ«ومن كلآ» منهما آ«تأكلون لحما طرياآ» هو السمك آ«وتستخرجونآ» من الملح، وقيل منهما آ«حلية تلبسونهاآ» هي اللؤلؤ والمرجان آ«وترىآ» تُبصر آ«الفلكآ» السفن آ«فيهآ» في كل منهما آ«مواخرآ» تمخر الماء، أي تشقه بجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة آ«لتبتغواآ» تطلبوا آ«من فضلهآ» تعالى بالتجارة آ«ولعلكم تشكرونآ» الله على ذلك.
035-014 آ«إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعواآ» فرضا آ«ما استجابوا لكمآ» ما أجابوكم آ«ويوم القيامة يكفرون بشرككمآ» بإشراككم إياهم مع الله، أي يتبرءون منكم ومن عبادتكم إياهم آ«ولا يُنبئكآ» بأحوال الدارين آ«مثل خبيرآ» عالم هو الله تعالى.
035-018 آ«ولا تزرآ» نفس آ«وازرةآ» آثمة، أي لا تحمل آ«وزرَآ» نفس آ«أخرى وإن تدعآ» نفس آ«مثقلةآ» بالوزر آ«إلى حملهاآ» منه أحدا ليحمل بعضه آ«لا يُحمل منه شيء ولو كانآ» المدعو آ«ذا قربىآ» قرابة كالأب والابن وعدم الحمل في الشقين حكم من الله آ«إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيبآ» أي يخافونه وما رأوه لأنهم المنتفعون بالإنذار آ«وأقاموا الصلاةآ» أداموها آ«ومن تزكَّىآ» تطهر من الشرك وغيره آ«فإنما يتزكَّى لنفسهآ» فصلاحه مختص به آ«وإلى الله المصيرآ» المرجع فيجزي بالعمل
035-022 آ«وما يستوي الأحياء ولا الأمواتآ» المؤمنون ولا الكفار، وزيادة لا في الثلاثة تأكيد آ«إن الله يسمع من يشاءآ» هدايته فيجيبه بالإيمان آ«وما أنت بمسمع من في القبورآ» أي الكفار شبههم بالموتى فيجيبون.
035-025 آ«وإن يكذبوكآ» أي أهل مكة آ«فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيناتآ» المعجزات آ«وبالزبرآ» كصحف إبراهيم آ«وبالكتاب المنيرآ» هو التوراة والإنجيل، فاصبر كما صبروا.
035-027 آ«ألم ترَآ» تعلم آ«أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجناآ» فيه التفات عن الغيبة آ«به ثمرات مختلفا ألوانهاآ» كأخضر وأحمر وأصفر وغيرها آ«ومن الجبال جددآ» جمع جدة، طريق في الجبل وغيره آ«بيض وحمرآ» وصفر آ«مختلف ألوانهاآ» بالشدة
035-028 آ«ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلكآ» كاختلاف الثمار والجبال آ«إنما يخشى الله من عباده العلماءُآ» بخلاف الجهال ككفار مكة آ«إن الله عزيزآ» في ملكه آ«غفورآ» لذنوب عباده المؤمنين.
035-032 آ«ثم أورثناآ» أعطينا آ«الكتابآ» القرآن آ«الذين اصطفينا من عبادناآ» وهم أمتك آ«فمنهم ظالم لنفسهآ» بالتقصير في العمل به آ«ومنهم مقتصدآ» يعمل به أغلب الأوقات آ«ومنهم سابق بالخيراتآ» يضم إلى العلم التعليم والإرشاد إلى العمل آ«بإذن اللهآ» بإرادته آ«ذلكآ» أي إيراثهم الكتاب آ«هو الفضل الكبيرآ».
035-035 آ«الذي أحلّنا دار المقامةآ» الإقامة آ«من فضله لا يمسنا فيها نصبآ» تعب آ«ولا يمسنا فيها لغوبآ» إعياء من التعب لعدم التكليف فيها، وذكر الثاني التابع للأول للتصريح بنفيه.
035-037 آ«وهم يصطرخون فيهاآ» يستغيثون بشدة وعويل يقولون آ«ربنا أخرجناآ» منها آ«نعمل صالحا غير الذي كنا نعملآ» فيقال لهم آ«أوَ لم نعمّركم ماآ» وقتا آ«يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذيرآ» الرسول فما أجبتم آ«فذوقوا فما للظالمينآ» الكافرين آ«من نصيرآ» يدفع العذاب عنهم.
035-040 آ«قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعونآ» تعبدون آ«من دون اللهآ» أي غيره، وهم الأصنام الذين زعمتم أنهم شركاء الله تعالى آ«أرونيآ» أخبروني آ«ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شركآ» شركة مع الله آ«فيآ» خلق آ«السماواتآ» آ«أم آتيناهم كتابا فهم على بينةآ» حجة آ«منهآ» بأن لهم معه شركة آ«بل إنآ» ما آ«يعد الظالمونآ» الكافرون آ«بعضهم بعضا إلا غروراآ» باطلا بقولهم الأصنام تشفع لهم.
035-041 آ«إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولاآ» أي يمنعهما من الزوال آ«ولئنآ» لام قسم آ«زالتا إنآ» ما آ«أمسكهماآ» يمسكهما آ«من أحد من بعدهآ» أي سواه آ«إنه كان حليما غفوراآ» في تأخير عقاب الكفار.
035-042 آ«وأقسمواآ» أي كفار مكة آ«بالله جهد أيمانهمآ» غاية اجتهادهم فيها آ«لئن جاءهم نذيرآ» رسول آ«ليكوننَّ أهدى من إحدى الأممآ» اليهود والنصارى وغيرهم، أي أيَّ واحدة منها لما رأوا من تكذيب بعضهم بعضا، إذ قالت اليهود: ليست النصارى على شيء، آ«فلما جاءهم نذيرآ» محمد صلى الله عليه وسلم آ«ما زادهمآ» مجيئه آ«إلا نفوراآ» تباعدا عن الهدى.
035-044 آ«أوْ لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوةآ» فأهلكهم الله بتكذيبهم رسلهم آ«وما كان الله ليعجزه من شيءآ» يسبقه ويفوته آ«في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليماآ» أي بالأشياء كلها آ«قديراآ» عليها.
035-045 آ«ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبواآ» من المعاصي آ«ما ترك على ظهرهاآ» أي الأرض آ«من دابةآ» نسمة تدبّ عليها آ«ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمىآ» أي يوم القيامة آ«فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيراآ» فيجازيهم على أعمالهم، بإثابة المؤمنين وعقاب الكافرين.