040-007 آ«الذين يحملون العرشآ» مبتدأ آ«ومن حولهآ» عطف عليه آ«يسبحونآ» خبره آ«بحمد ربهمآ» ملابسين للحمد، أي يقولون: سبحان الله وبحمده آ«ويؤمنون بهآ» تعالى ببصائرهم أي يصدقون بوحدانيته آ«ويستغفرون للذين آمنواآ» يقولون آ«ربنا وسعت كل شيءٍ رحمة وعلماآ» أي وسعت رحمتك كلَّ شيء وعلمك كل شيء آ«فاغفر للذين تابواآ» من الشرك آ«واتبعوا سبيلكآ» دين الإسلام آ«وقهم عذاب الجحيمآ» النار.
040-010 آ«إن الذين كفروا ينادوْنآ» من قبل الملائكة وهم يمقتون أنفسهم عند دخولهم النار آ«لمقت اللهآ» إياكم آ«أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعوْنآ» في الدنيا آ«إلى الإيمان فتكفرونآ».
040-011 آ«قالوا ربنا أمتَّنا اثنتينآ» إماتتين آ«وأحييتنا اثنتينآ» إحياءتين لأنهم نطفٌ أموات فأحيوا ثم أميتوا ثم أحيوا للبعث آ«فاعترفنا بذنوبناآ» بكفرنا بالبعث آ«فهل إلى خروجآ» من النار والرجوع إلى الدنيا لنطيع ربنا آ«من سبيلآ» طريق وجوابهم: لا.
040-012 آ«ذلكمآ» أي العذاب أنتم فيه آ«بأنهآ» أي بسبب أنه في الدنيا آ«إذا دعي الله وحده كفرتمآ» بتوحيده آ«وإن يُشرَك بهآ» يجعل له شريك آ«تؤمنواآ» تصدقوا بالإشراك آ«فالحكمآ» في تعذيبكم آ«لله العليِّآ» على خلقه آ«الكبيرآ» العظيم.
040-015 آ«رفيع الدرجاتآ» أي الله عظيم الصفات، أو رافع درجات المؤمنين في الجنة آ«ذو العرشآ» خالقه آ«يلقي الروحآ» الوحي آ«من أمرهآ» أي قوله آ«على من يشاء من عباده لينذرآ» يخوَّف الملقى عليه الناس آ«يوم التلاقآ» بحذف الياء وإثباتها يوم القيامة لتلاقي أهل السماء والأرض، والعابد والمعبود، والظالم والمظلوم فيه.
040-018 (وأنذرهم يوم الآزفة) يوم القيامة من أزف الرحيل: قرب (إذ القلوب) ترتفع خوفا (لدى) عند (الحناجر كاظمين) ممتلئين غما حال من القلوب عوملت بالجمع بالياء والنون معاملة أصحابها (ما للظالمين من حميم) محب (ولا شفيع يطاع) لا مفهوم للوصف إذ لا شفيع لهم أصلا "" فما لنا من شافعين "" أوله مفهوم بناء على زعمهم أن لهم شفعاء، أي لو شفعوا فرضا لم يقبلوا.
040-020 آ«والله يقضي بالحق والذين يدعونآ» يعبدون، أي كفار مكة بالياء والتاء آ«من دونهآ» وهم الأصنام آ«لا يقضون بشيءٍآ» فكيف يكونون شركاء لله آ«إن الله هو السميعآ» لأقوالهم آ«البصيرآ» بأفعالهم.
040-021 آ«أوَ لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهمآ» وفي قراءة: منكم آ«قوة وآثارا في الأرضآ» من مصانع وقصور آ«فأخذهم اللهآ» أهلكهم آ«بذنوبهم وما كان لهم من الله من واقآ» عذابه.
040-026 آ«وقال فرعون ذروني أقتل موسىآ» لأنهم كانوا يكفونه عن قتله آ«وليدع ربهآ» ليمنعه مني آ«إني أخاف أن يبدل دينكمآ» من عبادتكم إياي فتتبعوه آ«وأن يُظهر في الأرض الفسادآ» من قتل وغيره، وفي قراءة: أو، وفي أخرى بفتح
040-028 آ«وقال رجل مؤمن من آل فرعونآ» قيل: هو ابن عمه آ«يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أنآ» أي لأن آ«يقول ربيَ الله وقد جاءَكم بالبيناتآ» بالمعجزات الظاهرات آ«من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبهآ» أي ضرر كذبه آ«وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكمآ» به من العذاب عاجلا آ«إن الله لا يهدي من هو مسرفآ» مشرك آ«كذابآ» مفتر.
040-029 آ«يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرينآ» غالبين حال آ«في الأرضآ» أرض مصر آ«فمن ينصرنا من بأس اللهآ» عذابه إن قتلتم أولياءه آ«إن جاءناآ» أي لا ناصر لنا آ«قال فرعون ما أريكم إلا ما أرىآ» أي ما أشير عليكم إلا بما أشير به على نفسي وهو قتل موسى آ«وما أهديكم إلا سبيل الرشادآ» طريق الصواب.
040-031 آ«مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهمآ» مثل بدل من مثل قبله، أي مثل جزاء عادة من كفر قبلكم من تعذيبهم في الدنيا آ«وما الله يريد ظلما لعبادآ».
040-034 آ«ولقد جاءكم يوسف من قبلآ» أي قبل موسى وهو يوسف بن يعقوب في قول، عمَّر إلى زمن موسى، أو يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب في قول آ«بالبيناتآ» بالمعجزات الظاهرات آ«فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتمآ» من غير برهان آ«لن يبعث الله من بعده رسولاآ» أي فلن تزالوا كافرين بيوسف وغيره آ«كذلكآ» أي مثل إضلالكم آ«يضل الله من هو مسرفآ» مشرك آ«مرتابآ» شاك فيما شهدت به البينات.
040-035 آ«الذين يجادلون في آيات اللهآ» معجزاته مبتدأ آ«بغير سلطانآ» برهان آ«أتاهم كَبُرآ» جدالهم خبر المبتدأ آ«مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلكآ» مثل إضلالهم آ«يطبعآ» يختم آ«اللهآ» بالضلال آ«على كل قلب متكبَّرِ جبارآ» بتنوين قلب ودونه، ومتى تكبَّر القلب، تكبَّر صاحبه وبالعكس، وكل على القراءتين لعموم الضلال جميع القلب لا لعموم القلب.
040-040 آ«من عمل سيئة فلا يُجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنةآ» بضم الياء وفتح الخاء وبالعكس آ«يرزقون فيها بغير حسابآ» رزقا واسعا بلا تبعة.
040-043 آ«لا جرمآ» حقا آ«أنما تدعونني إليهآ» لأعبده آ«ليس له دعوةآ» أي استجابة دعوة آ«في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردناآ» مرجعنا آ«إلى الله وأن المسرفينآ» الكافرين آ«هم أصحاب النارآ».
040-046 ثم (النار يعرضون عليها) يحرقون بها آ«غدوا وعشياآ» صباحا ومساءً آ«ويوم تقوم الساعةآ» يقال آ«ادخلُواآ» يا آ«آل فرعونآ» وفي قراءة: بفتح الهمزة وكسر الخاء أمر للملائكة آ«أشد العذابآ» عذاب جهنم.
040-050 آ«قالواآ» أي الخزنة تهكما آ«أوَ لم تك تأتيكم رسلكم بالبيناتآ» بالمعجزات الظاهرات آ«قالوا بلىآ» أي فكفروا بهم آ«قالوا فادعواآ» أنتم فإنا لا نشفع للكافرين، قال تعالى: آ«وما دعاءُ الكافرين إلا في ضلالآ» انعدام.
040-052 آ«يوم لا ينفعآ» بالياء والتاء آ«الظالمين معذرتهمآ» عذرهم لو اعتذروا آ«ولهم اللعنةآ» أي البعد من الرحمة آ«ولهم سوءُ الدارآ» الآخرة، أي شدة عذابها.
040-055 آ«فاصبرآ» يا محمد آ«إن وعد اللهآ» بنصر أوليائه آ«حقآ» وأنت ومن تبعك منهم آ«واستغفر لذنبكآ» ليستن بك آ«وسبِّحآ» صل متلبساً آ«بحمد ربك بالعشيآ» وهو من بعد الزوال آ«والإبكارآ» الصلوات الخمس.
040-056 آ«إن الذين يجادلون في آيات اللهآ» القرآن آ«بغير سلطانآ» برهان آ«أتاهم إنآ» ما آ«في صدورهم إلا كبْرآ» تكبّر وطمع أن يعلوا عليك آ«ما هم ببالغيه فاستعذآ» من شرِّهم آ«بالله إنه هو السميعآ» لأقوالهم آ«البصيرآ» بأحوالهم، ونزل في منكري البعث.
040-057 آ«لخلق السماوات والأرضآ» ابتداءً آ«أكبر من خلق الناسآ» مرة ثانية، وهي الإعادة آ«ولكن أكثر الناسآ» أي كفار مكة آ«لا يعلمونآ» ذلك فهم كالأعمى، ومن يعلمه كالبصير.
040-061 آ«الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراآ» إسناد الإبصار إليه مجازيّ لأنه يبصر فيه آ«إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرونآ» الله فلا يؤمنون.
040-067 آ«هو الذي خلقكم من ترابآ» بخلق أبيكم آدم منه آ«ثم من نطفةآ» منيّ آ«ثم من علقةآ» دم غليظ آ«ثم يخرجكم طفلاآ» بمعنى أطفالا آ«ثمآ» يبقيكم آ«لتبلغوا أشدكمآ» تكامل قوتكم من الثلاثين سنة إلى الأربعين آ«ثم لتكونوا شيوخاآ» بضم الشين وكسرها آ«ومنكم من يتوفى من قبلآ» أي قبل الأشد والشيخوخة، فعل ذلك بكم لتعيشوا آ«ولتبلغوا أجلا مسمىآ» وقتا محدودا آ«ولعلكم تعقلونآ» دلائل التوحيد فتؤمنون.
040-068 آ«هو الذي يحيى ويُميت فإذا قضى أمراآ» أراد إيجاد شيء آ«فإنما يقول له كن فيكونآ» بضم النون وفتحها بتقدير أن، أي يوجد عقب الإرادة التي هي معنى القول المذكور.
040-071 آ«إذ الأغلال في أعناقهمآ» إذ بمعنى إذا آ«والسلاسلآ» عطف على الأغلال فتكون في الأعناق، أو مبتدأ خبره محذوف، أي في أرجلهم أو خبره آ«يسحبونآ» أي يجرون بها.
040-074 آ«من دون اللهآ» معه وهي الأصنام آ«قالوا ضلواآ» غابوا آ«عناآ» فلا نراهم آ«بل لم نكن تدعوا من قبل شيئاآ» أنكروا عبادتهم إياها ثم أحضرت قال تعالى: (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) أي وقودها آ«كذلكآ» أي مثل إضلال هؤلاء المكذبين آ«يضل الله الكافرينآ».
040-077 آ«فاصبر إن وعد اللهآ» بعذابهم آ«حق فإما نرينَّكآ» فيه إن الشرطية مدغمة وما زائدة تؤكد معنى الشرط أول الفعل والنون تؤكد آخره آ«بعض الذي نعدهمآ» به من العذاب في حياتك وجواب الشرط محذوف، أي فذاك آ«أو نتوفينكآ» أي قبل تعذيبهم آ«فإلينا يرجعونآ» فنعذبهم أشد العذاب فالجواب المذكور للمعطوف فقط.
040-078 آ«ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليكآ» روي أنه تعالى بعث ثمانية آلاف نبي: أربعة آلاف نبي من بني إسرائيل، وأربعة آلاف من سائر الناس آ«وما كان لرسولِآ» منهم آ«أن يأتي بآية إلا بإذن اللهآ» لأنهم عبيد مربوبون آ«فإذا جاء أمر اللهآ»
040-080 آ«ولكم فيها منافعآ» من الدر والنسل والوبر والصوف آ«ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركمآ» هي حمل الأثقال إلى البلاد آ«وعليهاآ» في البر آ«وعلى الفلكآ» السفن في البحر آ«تحملونآ».
040-082 آ«أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوَّةً وأثارا في الأرضآ» من مصانع وقصور آ«فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبونآ».
040-083 آ«فلما جاءتهم رسلهم بالبيناتآ» المعجزات الظاهرات آ«فرحواآ» أي الكفار آ«بما عندهمآ» أي الرسل آ«من العلمآ» فرح استهزاء وضحك منكرين له آ«وحاقآ» نزل آ«بهم ما كانوا به يستهزءُونآ» أي العذاب.