039-003 آ«ألا الله الدين الخالصآ» لا يستحقه غيره آ«والذين اتخذوا من دونهآ» الأصنام آ«أولياءآ» وهم كفار مكة قالوا آ«ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفىآ» قربى مصدر بمعنى تقريبا آ«إن الله يحكم بينهمآ» وبين المسلمين آ«في ما هم فيه يختلفونآ» من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة، والكافرين النار آ«إن الله لا يهدي من هو كاذبآ» في نسبة الولد إليه آ«كفارآ» بعبادته غيره الله.
039-004 آ«لو أراد الله أن يتخذ ولداآ» كما قالوا: (اتخذ الرحمن ولدا) آ«لاصطفى مما يخلق ما يشاءآ» واتخذه ولدا غير من قالوا الملائكة بنات الله وعزير ابن الله والمسيح ابن الله آ«سبحانهآ» تنزيها له عن اتخاذ الولد آ«هو الله الواحد
039-006 آ«خلقكم من نفس واحدةآ» أي آدم آ«ثم جعل منها زوجهاآ» حواء آ«وأنزل لكم من الأنعامآ» الإبل والبقر والغنم الضأن والمعز آ«ثمانية أزواجآ» من كلٍ زوجان ذكر وأنثى كما بيّن في سورة الأنعام آ«يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلقآ» أي نطفا ثم علقا ثم مضغا آ«في ظلمات ثلاثآ» هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة آ«ذلكم الله ربكم له الملك لا إله هو فأنَّى تصرفونآ» عن عبادته إلى عبادة غيره.
039-007 آ«إن تكفروا فإن الله غنيٌ عنكم ولا يرضى لعباده الكفرآ» وإن أراده من بعضهم آ«وإن تشكرواآ» الله فتؤمنوا آ«يرضهآ» بسكون الهاء وضمها مع إشباع ودونه: أي الشكر آ«لكم ولا تزرآ» نفس آ«وازرة وزرآ» نفس آ«أخرىآ» أي لا تحمله آ«ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدورآ» بما في القلوب.
039-009 آ«أمَّنآ» بتخفيف الميم آ«هو قانتآ» قائم بوظائف الطاعات آ«آناء الليلآ» ساعاته آ«ساجدا وقائماآ» في الصلاة آ«يحذر الآخرةآ» أي يخاف عذابها آ«ويرجو رحمةآ» جنة آ«ربهآ» كمن هو عاص بالكفر أو غيره، وفي قراءة أم من فأم بمعنى بل والهمزة آ«قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمونآ» أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل آ«إنما يتذكرآ» يتعظ آ«أولوا الألبابآ» أصحاب العقول.
039-010 آ«قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكمآ» أي عذابه بأن تطيعوه آ«للذين أحسنوا في هذه الدنياآ» بالطاعة آ«حسنةآ» هي الجنة آ«وأرض الله واسعةآ» فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات آ«إنما يوفى الصابرونآ» على الطاعة وما يبتلون به آ«أجرهم بغير حسابآ» بغير مكيال ولا ميزان.
039-015 آ«فاعبدوا ما شئتم من دونهآ» غيره، فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى آ«قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامةآ» بتخليد الأنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدَّة لهم في الجنة لو آمنوا آ«ألا ذلك هو الخسران المبينآ» البيَّن.
039-019 آ«أفمن حق عليه كلمة العذابآ» أي: (لأملأن جهنم) آ«أفأنت تنقذآ» تخرج آ«من في النارآ» جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر والهمزة للإنكار، والمعنى لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار.
039-021 آ«ألم ترآ» تعلم آ«أن الله أنزل من السماء ماءً فسلكه ينابيعآ» أدخله أمكنة نبع آ«في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيجآ» ييبس آ«فتراهآ» بعد الخضرة مثلا آ«مصفرا ثم يجعله حطاماآ» فتاتا آ«إن في ذلك لذكرىآ» تذكيرا آ«لأولي الألبابآ» يتذكرون به لدلالته على وحدانية الله تعالى وقدرته.
039-022 آ«أفمن شرح الله صدره للإسلامآ» فاهتدى آ«فهو على نور من ربهآ» كمن طبع على قلبه، دلَّ على هذا آ«فويلٌآ» كلمة عذاب آ«للقاسية قلوبهم من ذكر اللهآ» أي عن قبول القرآن آ«أولئك في ضلال مبينآ» بيّن.
039-023 آ«الله نزَّل أحسن الحديث كتاباآ» بدل من أحسن، أي قرآنا آ«متشابهاآ» أي يشبه بعضه بعضا في النظم وغيره آ«مثانَيآ» ثني فيه الوعد والوعيد وغيرهما آ«تقشعر منهآ» ترتعد عند ذكره وعيده آ«جلود الذين يخشوْنآ» آ«يخافون ربهم ثم تلينآ» تطمئن آ«جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللهآ» أي عند ذكر وعده آ«ذلكآ» أي الكتاب آ«هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هادآ».
039-026 آ«فأذاقهم الله الخزيآ» الذل والهوان من المسخ والقتل وغيره آ«في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانواآ» أي المكذبون آ«يعلمونآ» عذابها ما كذبوا.
039-029 آ«ضرب اللهآ» للمشرك والموحِّد آ«مثلا رجلاآ» بدل من مثلا آ«فيه شركاء متشاكسونآ» متنازعون سيئة أخلاقهم آ«ورجلا سالماآ» خالصا آ«لرجل هل يستويان مثلاآ» تميز أي لا يستوي العبد بجماعه والعبد لواحد، فإن الأول إذا طلب منه كل من مالكيه خدمته في وقت واحد تحيَّر فيمن يخدمه منهم وهذا مثل للمشرك، والثاني مثل للموحّد آ«الحمد للهآ» وحده آ«بل أكثرهمآ» أي أهل مكة آ«لا يعلمونآ» ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون.
039-032 آ«فمنآ» أي لا أحد آ«أظلم ممن كذب على اللهآ» بنسبة الشريك والولد إليه آ«وكذَّب بالصدقآ» بالقرآن آ«إذ جاءه أليس في جهنم مثوىًآ» مأوى آ«للكافرينآ» بلى.
039-036 آ«أليس الله بكاف عبدهآ» أي النبي، بلى آ«ويخوّفونكآ» الخطاب له آ«بالذين من دونهآ» أي الأصنام، أن تقتله أو تخبله آ«ومن يضلل الله فما له من هادآ».
039-038 آ«ولئنآ» لام قسم آ«سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولنَّ الله قل أفرأيتم ما تدعونآ» تعبدون آ«من دون اللهآ» أي الأصنام آ«إن أرادني الله بضرِّ هل هن كاشفات ضرَّهآ» لا آ«أو أرادني برحمة هل هن ممسكاتٌ رحمتَهآ» لا، وفي قراءة بالإضافة فيهما آ«قل
039-041 آ«إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحقآ» متعلق بأنزل آ«فمن اهتدى فلنفسهآ» اهتداؤه آ«ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيلآ» فتجبرهم على الهدى.
039-042 آ«الله يتوفى الأنفس حين موتها وآ» يتوفى آ«التي لم تمت في منامهاآ» أي يتوفاها وقت النوم آ«فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمىآ» أي وقت موتها والمرسلة نفس التمييز تبقى بدونها نفس الحياة بخلاف العكس آ«إن في ذلكآ» المذكور آ«لآياتآ» دلالات. آ«لقوم يتفكرونآ» فيعلمون أن القادر على ذلك، قادر على البعث، وقريش لم يتفكروا في ذلك.
039-043 آ«أمآ» بل آ«اتخذوا من دون اللهآ» أي الأصنام آلهة آ«شفعاءآ» عن الله بزعمهم آ«قلآ» لهم آ«أآ» يشفعون آ«ولو كانوا لا يملكون شيئاآ» من الشفاعة وغيرها آ«ولا يعقلونآ» أنكم تعبدونهم ولا غير ذلك؟ لا.
039-045 آ«وإذا ذكر الله وحدهآ» أي دون آلهتهم آ«اشمأزَّتآ» نفرت وانقبضت آ«قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونهآ» أي الأصنام آ«إذا هم يستبشرونآ».
039-046 آ«قل اللهمآ» بمعنى يا الله آ«فاطر السماوات والأرضآ» مبدعهما آ«عالم الغيب والشهادةآ» ما غاب وما شوهد آ«أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفونآ» من أمر الدين اهدني لما اختلفوا فيه من الحق.
039-049 آ«فإذا مسَّ الإنسانآ» الجنس آ«ضر دعانا ثم إذا خوّلناهآ» أعطيناه آ«نعمةآ» إنعاما آ«منا قال إنما أوتيته على علمآ» من الله بأني له أهل آ«بل هيآ» أي القولة آ«فتنةآ» بلية يبتلى بها العبد آ«ولكن أكثرهم لا يعلمونآ» أي التخويل استدراج وامتحان.
039-053 آ«قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطواآ» بكسر النون وفتحها، وقرئ بضمها تيأسوا آ«من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاآ» لمن تاب من الشرك آ«إنه هو الغفور الرحيمآ».
039-056 فبادروا قبل آ«أن تقول نفسٌ يا حسرتىآ» أصله يا حسرتي، أي ندامتي آ«على ما فرطت في جنب اللهآ» أي طاعته آ«وإنآ» مخففة من الثقيلة، وإني آ«كنت لمن الساخرينآ» بدينه وكتابه.
039-063 آ«له مقاليد السماوات والأرضآ» أي مفاتيح خزائنهما من المطر والنبات وغيرهما آ«والذين كفروا بآيات اللهآ» القرآن آ«أولئك هم الخاسرونآ» متصل بقوله: (وينجي الله الذين اتقوا) 000الخ وما بينهما اعتراض.
039-068 آ«ونفخ في الصورآ» النفخة الأولى آ«فصعقآ» مات آ«من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء اللهآ» من الحور والوالدان وغيرهما آ«ثم نفخ فيه أخرى فإذا همآ» أي جميع الخلائق الموتى آ«قيام ينظرونآ» ينتظرون ما يفعل بهم.
039-069 آ«وأشرقت الأرضآ» أضاءت آ«بنور ربهاآ» حين يتجلى الله لفصل القضاء آ«ووضع الكتابآ» كتاب الأعمال للحساب آ«وجيء بالنبيين والشهداءآ» أي بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته يشهدون للرسل بالبلاغ آ«وقُضيَ بينهم بالحقآ» أي العدل آ«وهم لا يظلمونآ» شيئا.
039-073 آ«وسيق الذين اتقوا ربهمآ» بلطف آ«إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءُوها وفتحت أبوابهاآ» الواو فيه للحال بتقدير قد آ«وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتمآ» حال آ«فادخلوها خالدينآ» مقدّرين الخلود فيها، وجواب إذا مقدر، أي دخولها وسوقهم وفتح الأبواب قبل مجيئهم تكرمة لهم، وسوق الكفار وفتح أبواب جهنم عند مجيئهم ليبقى حرها إليهم إهانة لهم.
039-074 آ«وقالواآ» عطف على دخولها المقدر آ«الحمد لله الذي صدقنا وعدهآ» بالجنة آ«وأورثنا الأرضآ» أي أرض الجنة آ«نتبوأآ» ننزل آ«من الجنة حيث نشاءآ» لأنها كلها لا يختار فيها مكان على مكان آ«فنعم أجر العاملينآ» الجنة.
039-075 آ«وترى الملائكة حافّينآ» حال آ«من حول العرشآ» من كل جانب منه آ«يسبحونآ» حال من ضمير حافين آ«بحمد ربهمآ» ملابسين للحمد: أي يقولون: سبحان الله وبحمده آ«وقضيَ بينهمآ» بين جميع الخلائق آ«بالحقآ» أي العدل فيدخل المؤمنون الجنة، والكافرين النار آ«وقيل الحمد لله رب العالمينآ» ختم استقرار الفريقين بالحمد من الملائكة.