019-005 آ«وإني خفت المواليآ» أي الذين يلوني في النسب كبني العم آ«من ورائيآ» أي بعد موتي على الدين أن يُضيعوه كما شاهدته في بني إسرائيل من تبديل الدين آ«وكانت امرأتي عاقراآ» لا تلد آ«فهب لي من لدنكآ» من عندك آ«ولياآ» ابنا.
019-006 آ«يَرثنيآ» بالجزم جواب الأمر وبالرفع صفة وليا آ«ويرثآ» بالوجهين آ«من آل يعقوبآ» جدّي، العلم والنبوة آ«واجعله رب رضياآ» أي: مرضيا عندك. قال تعالى في إجابة طلبه الابن الحاصل به رحمته:
019-008 آ«قال ربّ أنَّىآ» كيف آ«يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتياآ» من عتا: يبس، أي نهاية السن مائة وعشرين سنة وبلغت امرأته ثمانية وتسعين سنة وأصل عتى: عتو وكسرت التاء تخفيفا وقلبت الواو الأولى ياء لمناسبة الكسرة والثانية ياء لتدغم فيها الياء.
019-009 آ«قالآ» الأمر آ«كذلكآ» من خلق غلام منكما آ«قال ربك هو عليَّ هينآ» أي: بأن أرد عليك قوة الجماع وأفتق رحم امرأتك للعلوق آ«وقد خلقتك من قبل ولم تكُ شيئاآ» قبل خلقك ولإظهار الله هذه القدرة العظيمة ألهمه السؤال ليجاب بما يدل
019-010 آ«قال رب اجعل آيةآ» أي علامة على حمل امرأتي آ«قال آيتكآ» عليه آ«ألا تكلم الناسآ» أي تمتنع من كلامهم بخلاف ذكر الله آ«ثلاث ليالآ» أي بأيامها كما في آل عمران ثلاثة أيام آ«سَوياآ» حال من فاعل تكلم أي بلا علة.
019-011 آ«فخرج على قومه من المحرابآ» أي المسجد وكانوا ينتظرون فتحه ليصلوا فيه بأمره على العادة آ«فأوحىآ» أشار آ«إليهم أن سبحواآ» صلوا آ«بُكرة وعشياآ» أوائل النهار وأواخره على العادة فعلم بمنعه من كلامهم حملها بيحيى، وبعد ولادته بسنتين قال الله تعالى له:
019-017 آ«فاتخذت من دونهم حجاباآ» أرسلت سترا تستتر به لتفلي رأسها أو ثيابها أو تغسل من حيضها آ«فأرسلنا إليها روحناآ» جبريل آ«فتمثل لهاآ» ب لبسها ثيابها آ«بشرا سوياآ» تام الخلق.
019-021 آ«قالآ» الأمر آ«كذلكآ» من خلق غلام منك من غير أب آ«قال ربك هو عليَّ هينٌآ» أي: بأن ينفخ بأمري جبريل فيك فتحملي به ولكون ما ذكر في معنى العلة عطف عليه آ«ولنجعله آيةً للناسآ» على قدرتنا آ«ورحمة مناآ» لمن آمن به آ«وكانآ» خلقه آ«أمرا مقضياآ» به في علمي فنفخ جبريل في جيب درعها فأحست بالحمل في بطنها مصورا.
019-023 آ«فأجاءَهاآ» جاءَ بها آ«المخاضآ» وجع الولادة آ«إلى جذع النخلةآ» لتعتمد عليه فولدت والحمل والتصوير والولادة في ساعة آ«قالت ياآ» للتنبيه آ«ليتني متُّ قبل هذاآ» الأمر آ«وكنت نسيا منسياآ» شيئا متروكا لا يعرف ولا يذكر.
019-026 آ«فكليآ» من الرطب آ«واشربيآ» من السري آ«وقري عيناآ» بالولد تمييز محول من الفاعل أي: لتقر عينك به أي: تسكن فلا تطمح إلى غيره آ«فإماآ» فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة آ«ترينآ» حذفت منه لام الفعل وعينه وألقيت حركتها على الراء وكسرت ياء الضمير لالتقاء الساكنين آ«من البشر أحداآ» فيسألك عن ولدك آ«فقولي إني نذرت للرحمن صوماآ» أي إمساكا عن الكلام في شأنه وغيره من الأناسي بدليل آ«فلن أكلم اليوم إنساآ» أي: بعد ذلك.
019-034 آ«ذلك عيسى ابن مريم قولُ الحقآ» بالرفع خبر مبتدأ مقدر أي: قول ابن مريم وبالنصب بتقدير قلت، والمعنى القول الحق آ«الذي فيه يمترونآ» من المرية أي: يشكون وهم النصارى: قالوا إن عيسى ابن الله، كذبوا.
019-035 آ«ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانهآ» تنزيها له عن ذلك آ«إذا قضى أمراآ» أي: أراد أن يحدثه آ«فإنما يقول له كن في فيكونُآ» بالرفع بتقدير هو، وبالنصب بتقدير أن ومن ذلك خلق عيسى من غير أب.
019-036 (وأن الله ربي وربكم فاعبدوه) بفتح أن بتقدير اذكر، وبكسرها بتقدير قل بدليل "" ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم "" (هذا) المذكور (صراط) طريق (مستقيم) مؤد إلى الجنة.
019-038 آ«أسمع بهم وأبصرآ» بهم صيغتا تعجب بمعنى ما أسمعهم وما أبصرهم آ«يوم يأتونناآ» في الآخرة آ«لكن الظالمونآ» من إقامة الظاهر مقام المضمر آ«اليومآ» أي: في الدنيا آ«في ضلال مبينآ» أي بين به صموا عن سماع الحق وعموا عن إبصاره أي: اعجب منهم يا مخاطب في سمعهم وإبصارهم في الآخرة بعد أن كانوا في الدنيا صما عميا.
019-039 آ«وأنذرهمآ» خوّف يا محمد كفار مكة آ«يوم الحسرةآ» هو يوم القيامة يتحسر فيه المسيء على ترك الإحسان في الدنيا آ«إذ قُضي الأمرآ» لهم فيه بالعذاب آ«وهمآ» في الدنيا آ«في غفلةآ» عنه آ«وهم لا يؤمنونآ» به.
019-042 آ«إذ قال لأبيهآ» آزر آ«يا أبتآ» التاء عوض عن ياء الإضافة ولا يجمع بينهما وكان يعبد الأصنام آ«لمَ تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنكآ» لا يكفيك آ«شيئاآ» من نفع أو ضر.
019-046 آ«قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيمآ» فتعيبها آ«لئن لم تنتهآ» عن التعرض لها آ«لأرجمنَّكآ» بالحجارة أو بالكلام القبيح فاحذرني آ«واهجرني مليّاآ» دهرا طويلاً.
019-047 (قال سلام عليك) مني أي لا أصيبك بمكروه (سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا) من حفي أي بارا فيجيب دعائي وقد أوفى بوعده المذكور في الشعراء "" واغفر لأبي "" وهذا قبل أن يتبين له أنه عدو الله كما ذكره في براءة.
019-052 (وناديناه) بقول "" يا موسى إني أنا الله "" (من جانب الطور) اسم جبل (الأيمن) أي الذي يلي يمين موسى حين أقبل من مدين (وقربناه نجيا) مناجيا بأن أسمعه الله تعالى كلامه.
019-054 آ«واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعدآ» لم يعد شيئا إلا وفى به وانتظر من وعده ثلاثة أيام أيام أو حولاً حتى رجع إليه في مكانه آ«وكان رسولاًآ» إلى جُرهم آ«نبياآ».
019-061 آ«جنات عدنآ» إقامة بدل من الجنة آ«التي وعد الرحمن عباده بالغيبآ» حال، أي غائبين عنها آ«إنه كان وعدهآ» أي موعده آ«مأتياآ» بمعنى آتيا وأصله مأتوي أو موعوده هنا الجنة يأتيه أهله.
019-062 آ«لا يسمعون فيها لغواآ» من الكلام آ«إلاآ» لكن يسمعون آ«سلاماآ» من الملائكة عليهم أو من بعضهم على بعض آ«ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياآ» أي على قدرهما في الدنيا، وليس في الجنة نهار ولا ليل بل ضوء ونور أبدا.
019-064 آ«وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيديناآ» أي أمامنا من أمور الآخرة آ«وما خلفناآ» من أمور الدنيا آ«وما بين ذلكآ» أي: ما يكون في هذا الوقت إلى قيام الساعة أي له علم ذلك جمعيه آ«وما كان ربك نسيّاآ» بمعنى ناسيا أي: تاركا لك بتأخير الوحي عنك.
019-066 آ«ويقول الإنسانآ» المنكر للبعث أبي بن خلف أو الوليد بن المغيرة النازل فيه الآية: آ«أئذاآ» بتحقيق الهمزة الثانية وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأخرى آ«ما متّ لسوف أخرج حياآ» من القبر كما يقول محمد، فالاستفهام بمعنى النفي أي: لا أحيا بعد الموت وما زائدة للتأكيد وكذا اللام ورد عليه بقوله تعالى:
019-067 آ«أولا يَذكرُ الإنسانآ» أصله يتذكر أبدلت التاء ذالا وأدغمت في الذال وفي قراءة تركها وسكون الذال وضم الكاف آ«أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاآ» فيستدل بالابتداء على الإعادة.
019-073 آ«وإذا تتلى عليهمآ» أي المؤمنين والكافرين آ«آياتناآ» من القرآن آ«بيناتآ» واضحات حال آ«قال الذين كفروا للذين آمنوا أيُّ الفريقينآ» نحن وأنتم آ«خير مقاماآ» منزلا ومسكنا بالفتح من قام وبالضم من أقام آ«وأحسن ندياآ» بمعنى النادي وهو مجتمع القوم يتحدثون فيه، يعنون نحن فنكون خيرا منكم قال تعالى:
019-075 آ«قل من كان في الضلالةآ» شرط جوابه آ«فليمددآ» بمعنى الخبر أي يمد آ«له الرحمن مداآ» في الدنيا يستدرجه آ«حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذابآ» كالقتل والأسر آ«وإما الساعةآ» المشتملة على جهنم فيدخلونها آ«فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جنداآ» أعوانا أهم أم المؤمنون وجندهم الشياطين وجند المؤمنين عليهم الملائكة.
019-076 آ«ويزيد الله الذين اهتدواآ» بالإيمان آ«هدىآ» يما ينزل عليهم من الآيات آ«والباقيات الصالحاتآ» هي الطاعة تبقى لصاحبها آ«خير عند ربك ثوابا وخير مردّاآ» أي ما يرد إليه ويرجع بخلاف أعمال الكفار والخيرية منا في مقابلة قولهم أي الفرقين خير مقاما.
019-077 آ«أفرأيت الذي كفر بآياتناآ» العاص بن وائل آ«وقالآ» لخباب بن الأرث القائل له نبعث بعد الموت والمطالب له بمال آ«لأوتينَّآ» على تقدير البعث آ«مالاً وولداآ» فأقضيك، قال تعالى:
019-082 (كلا) أي لا مانع من عذابهم (سيكفرون) أي الآلهة (بعبادتهم) أي ينفونها كما في آية أخرى "" ما كانوا إيانا يعبدون "" (ويكونون عليهم ضدا) أعوانا وأعداء.
019-097 آ«فإنما يسرناهآ» أي القرآن آ«بلسانكآ» العربي آ«لتبشر به المتقينآ» الفائزين بالإيمان آ«وتنذرآ» تخوف آ«به قوما لُدّاآ» جمع ألد أي جدل بالباطل وهم كفار مكة.
019-098 آ«وكمآ» أي كثيرا آ«أهلكنا قبلهم من قرنآ» أي أمة من الأمم الماضية بتكذيبهم الرسل آ«هل تحسآ» تجد آ«منهم من أحد أو تسمع لهم ركزاآ» صوتا خفيا؟ لا، فكما أهلكنا أولئك نهلك هؤلاء.