014-001 آ«الرآ» الله أعلم بمراده بذلك، هذا القرآن آ«كتاب أنزلناه إليكآ» يا محمد آ«لتخرج الناس من الظلماتآ» الكفر آ«إلى النورآ» الإيمان آ«بإذنآ» بأمر آ«ربهمآ» ويبدل من: إلى النور آ«إلى صراطآ» طريق آ«العزيزآ» الغالب آ«الحميدآ» المحمود.
014-002 آ«اللهآ» بالجر بدل أو عطف بيان وما بعده صفة والرفع مبتدأ خبره آ«الذي له ما في السماوات وما في الأرضآ» ملكا وخلقا وعبيدا آ«وويل للكافرين من عذاب شديدآ».
014-003 آ«الذينآ» نعت آ«يستحبونآ» يختارون آ«الحياة الدنيا على الآخرة ويصدونآ» الناس آ«عن سبيل اللهآ» دين الإسلام آ«ويبغونهاآ» أي السبيل آ«عوجاآ» معوجة آ«أولئك في ضلال بعيدآ» عن الحق.
014-005 آ«ولقد أرسلنا موسى بآياتناآ» التسع وقلنا له آ«أن أخرج قومكآ» بني إسرائيل آ«من الظلماتآ» الكفر آ«إلى النورآ» الإيمان آ«وذكّرهم بأيام اللهآ» بنعمه آ«إن في ذلكآ» التذكير آ«لآيات لكل صبارآ» على الطاعة آ«شكورآ» للنعم.
014-006 آ«وآ» أذكر آ«إذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبِّحون أبناءكمآ» المولودين آ«ويستحيونآ» يستبقون آ«نساءكمآ» لقول بعض الكهنة إن مولودا يولد في بني إسرائيل يكون سبب ذهاب ملك فرعون آ«وفي ذلكمآ» الإنجاء أو العذاب آ«بلاءآ» إنعام أو ابتلاء آ«من ربكم عظيمآ».
014-009 آ«ألم يأتكمآ» استفهام تقرير آ«نبأآ» خبر آ«الذين من قبلكم قوم نوح وعادآ» قوم هود آ«وثمودآ» قوم صالح آ«والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا اللهآ» لكثرتهم آ«جاءتهم رسلهم بالبيناتآ» بالحجج الواضحة على صدقهم
014-010 آ«قالت رسلهم أفي الله شكآ» استفهام إنكار لا شك في توحيده لدلائل الظاهرة عليه آ«فاطرآ» خالق آ«السماوات والأرض يدعوكمآ» إلى طاعته آ«ليغفر لكم من ذنوبكمآ» من زائدة. فإن الإسلام يغفر به ما قبله، أو تبعيضية لإخراج حقوق العباد آ«ويؤخركمآ» بلا عذاب آ«إلى أجل مسمىآ» أجل الموت آ«قالوا إنآ» ما آ«أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤناآ» من الأصنام آ«فأتونا بسلطان مبينآ» حجة ظاهرة على صدقكم.
014-011 آ«قالت لهم رسلهم إنآ» ما آ«نحن إلا بشر مثلكمآ» كما قلتم آ«ولكن الله يمنُّ على من يشاء من عبادهآ» بالنبوة آ«وما كانآ» ما ينبغي آ«لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن اللهآ» بأمره لأننا عبيد مربوبون آ«وعلى الله فليتوكل المؤمنونآ» يثقوا به.
014-012 آ«وما لنا أآ» ن آ«لا نتوكل على اللهآ» أي لا مانع لنا من ذلك آ«وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتموناآ» على أذاكم آ«وعلى الله فليتوكل المتوكلونآ».
014-017 آ«يتجرعهآ» يبتلعه مرة بعد مرة لمرارته آ«ولا يكاد يسيغهآ» يزدرده لقبحه وكراهته آ«ويأتيه الموتآ» أي أسبابه المقتضية له من أنواع العذاب آ«من كل مكان وما هو بميت ومن ورائهآ» بعد ذلك العذاب آ«عذاب غليظآ» قوي متصل.
014-018 آ«مثلآ» صفة آ«الذين كفروا بربهمآ» مبتدأ ويبدل منه آ«أعمالهمآ» الصالحة كصلة وصدقة في عدم الانتفاع بها آ«كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصفآ» شديد هبوب الريح فجعلته هباءً منثورا لا يقدر عليه والمجرور خبر المبتدأ آ«لا يقدرونآ» أي الكفار آ«مما كسبواآ» عملوا في الدنيا آ«على شيءآ» أي لا يجدون له ثوابا لعدم شرطه آ«ذلك هو الضلالآ» الهلاك آ«البعيدآ».
014-021 آ«وبرزواآ» أي الخلائق والتعبير فيه وفيما بعده بالماضي لتحقيق وقوعه آ«لله جميعا فقال الضعفاءآ» الأتباع آ«للذين استكبرواآ» المتبوعين آ«إنا كنا لكم تبعاآ» جمع تابع آ«فهل أنتم مغنونآ» دافعون آ«عنا من عذاب الله من شيءآ» من الأولى للتبيين والثانية للتبعيض آ«قالواآ» المتبوعون آ«لو هدانا الله لهديناكمآ» لدعوناكم إلى الهدى آ«سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا منآ» زائدة آ«محيصآ» ملجأ.
014-022 آ«وقال الشيطانآ» إبليس آ«لما قضي الأمرآ» وأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار واجتمعوا عليه آ«إن الله وعدكم وعد الحقآ» بالبعث والجزاء فصدقكم آ«ووعدتكمآ» أنه غير كائن آ«فأخلفتكم وما كان لي عليكم منآ» زائدة آ«سلطانآ» قوة وقدرة أقهركم على متابعتي آ«إلاآ» لكن آ«أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولموا أنفسكمآ» على إجابتي آ«ما أنا بمصرخكمآ» بمغيثكم آ«وما أنتم بمصرخيَِّآ» بفتح الياء وكسرها آ«إني كفرت بما أشركتمونآ» بإشراككم إياي مع الله آ«من قبلآ» من الدنيا قال تعالى آ«إن الظالمينآ» الكافرين آ«لهم عذاب أليمآ» مؤلم.
014-024 آ«ألم ترآ» تنظر آ«كيف ضرب الله مثلاآ» ويبدل منه آ«كلمة طيبةآ» أي لا إله إلا الله آ«كشجرة طيبةآ» هي النخلة آ«أصلها ثابتآ» في الأرض آ«وفرعهاآ» غصنها آ«في السماءآ».
014-025 آ«تؤتيآ» تعطي آ«أكلهاآ» ثمرها آ«كل حين بإذن ربهاآ» بإرادته كذلك كلمة الإيمان ثابتة في قلب المؤمن وعمله يصعد إلى السماء ويناله بركته وثوابه كل وقت آ«ويضربآ» يبين آ«الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرونآ» يتعظون فيؤمنون.
014-026 آ«ومثل كلمة خبيثةآ» هي كلمة الكفر آ«كشجرة خبيثةآ» هي الحنظل آ«اجتثتآ» استؤصلت آ«من فوق الأرض ما لها من قرارآ» مستقر وثبات كذلك كلمة الكفر لا ثبات لها ولا فرع ولا بركة.
014-027 آ«يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابتآ» هي كلمة التوحيد آ«في الحياة الدنيا وفي الآخرةآ» أي في القبر لما يسألهم الملكان عن ربهم ودينهم ونبيهم فيجيبون بالصواب كما في حديث الشيخين آ«ويضل الله الظالمينآ» الكفار فلا يهتدون للجواب بالصواب بل يقولون لا ندري كما في الحديث آ«ويفعل الله ما يشاءآ».
014-031 آ«قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيعآ» فداء آ«فيه ولا خلالآ» مُخالة أي صداقة تنفع، هو يوم القيامة.
014-032 آ«الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلكآ» السفن آ«لتجري في البحرآ» بالركوب والحمل آ«بأمرهآ» بإذنه آ«وسخر لكم الأنهارآ».
014-034 آ«وآتاكم من كل ما سألتموهآ» على حسب مصالحكم آ«وإن تعدوا نعمة اللهآ» بمعنى إنعامه آ«لا تحصوهاآ» لا تطيقوا عدها آ«إن الإنسانآ» الكافر آ«لظلوم كفارآ» كثير الظلم لنفسه بالمعصية والكفر لنعمة ربه.
014-036 آ«رب إنهنآ» أي الأصنام آ«أضللن كثيرا من الناسآ» بعبادتهم لها آ«فمن تبعنيآ» على التوحيد آ«فإنه منيآ» من أهل ديني آ«ومن عصاني فإنك غفور رحيمآ» هذا قبل علمه أنه تعالى لا يغفر الشرك.
014-037 آ«ربنا إني أسكنت من ذريتيآ» أي بعضها وهو إسماعيل مع أمه هاجر آ«بواد غير ذي زرعآ» هو مكة آ«عند بيتك المحرمآ» الذي كان قبل الطوفان آ«ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدةآ» قلوبا آ«من الناس تهويآ» تميل وتحنُّ آ«إليهمآ» قال ابن عباس لو قال أفئدة الناس لحنت إليه فارس والروم والناس كلهم آ«وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرونآ» وقد فعل بنقل الطائف إليه.
014-038 آ«ربنا إنك تعلم ما نخفيآ» نسر آ«وما نعلن وما يخفى على الله منآ» زائدة آ«شيء في الأرض ولا في السماءآ» يحتمل أن يكون من كلامه تعالى أو كلام إبراهيم.
014-039 آ«الحمد لله الذي وهب ليآ» أعطاني آ«علىآ» مع آ«الكبر إسماعيلآ» ولد وله تسع وتسعون سنة آ«وإسحاقآ» ولد وله مائة واثنتا عشرة سنة آ«إن ربي لسميع الدعاءآ».
014-041 آ«ربنا اغفر لي ولوالديآ» هذا قبل أن يتبين له عداوتهما لله عز وجل وقيل أسلمت أمه وقرئ والدي مفردا وولدي آ«وللمؤمنين يوم يقومآ» يثبت آ«الحسابآ» قال تعالى.
014-042 آ«ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمونآ» الكافرين من أهل مكة آ«إنما يؤخرهمآ» بلا عذاب آ«ليوم تشخص فيه الأبصارآ» لهول ما ترى يقال شخص بصر فلان أي فتحه فلم يغمضه.
014-044 آ«وأنذرآ» خوِّف يا محمد آ«الناسآ» الكفار آ«يوم يأتيهم العذابآ» هو يوم القيامة آ«فيقول الذين ظلمواآ» كفروا آ«ربنا أخرناآ» بأن تردنا إلى الدنيا آ«إلى أجل قريب نجب دعوتكآ» بالتوحيد آ«ونتبع الرسلآ» فيقال لهم توبيخا آ«أو لم تكونوا أقسمتمآ» حلفتم آ«من قبلآ» في الدنيا آ«ما لكم منآ» زائدة آ«زوالآ» عنها إلى الآخرة.
014-045 آ«وسكنتمآ» فيها آ«في مساكن الذين ظلموا أنفسهمآ» بالكفر من الأمم السابقة آ«وتبين لكم كيف فعلنا بهمآ» من العقوبة فلم تنزجروا آ«وضربناآ» بينا آ«لكم
014-046 (وقد مكروا) بالنبي صلى الله عليه وسلم (مكرهم) حيث أرادوا قتله أو تقييده أو إخراجه (وعند الله مكرهم) أي علمه أو جزاؤه (وإن) ما (كان مكرهم) وإن عظم (لتزول منه الجبال) المعنى لا يعبأ به ولا يضر إلا أنفسهم والمراد بالجبال هنا قيل حقيقتها وقيل شرائع الإسلام المشبهة بها في القرار والثبات وفي قراءة بفتح لام لتزول ورفع الفعل فإن مخففة والمراد تعظيم مكرهم وقيل المراد بالمكر كفرهم ويناسبه على الثانية "" تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا "" وعلى الأول ما قرئ وما كان.
014-048 اذكر (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات) هو يوم القيامة فيحشر الناس على أرض بيضاء نقية كما في حديث الصحيحين وروى مسلم حديث: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أين الناس يومئذ قال: "" على الصراط "" (وبرزوا) خرجوا من القبور (لله الواحد القهار).
014-052 آ«هذاآ» القرآن آ«بلاغ للناسآ» أي أنزل لتبليغهم آ«ولينذروا به وليعلمواآ» بما فيه من الحجج آ«أنما هوآ» أي الله آ«إله واحد وليذكّرآ» بإدغام التاء في الأصل في الذال يتعظ آ«أولوا الألبابآ» أصحاب العقول.