009-002 آ«فسيحواآ» سيروا آمنين أيها المشركون آ«في الأرض أربعة أشهرآ» أولها شوال بدليل ما سيأتي ولا أمان لكم بعدها آ«واعلموا أنكم غيرُ معجزي اللهآ» أي فائتي عذابه آ«وأنَّ الله مخزي الكافرينآ» مذلُّهم في الدنيا بالقتل والأخرى بالنار.
009-003 (وأذان) إعلام (من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) يوم النحر (أن) أي بأن (الله برئ من المشركين) وعهودهم (ورسوله) برئ أيضا "" وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا
009-004 آ«إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاآ» من شروط العهد آ«ولم يظاهرواآ» يعاونوا آ«عليكم أحداآ» من الكفار آ«فأتموا إليهم عهدهم إلىآ» انقضاء آ«مدتهمآ» التي عاهدتم عليها آ«إن الله يحب المتقينآ» بإتمام العهود.
009-005 آ«فإذا انسلخآ» خرج آ«الأشهر الحرمآ» وهي آخر مدة التأجيل آ«فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهمآ» في حل أو حرم آ«وخذوهمآ» بالأسر آ«واحصروهمآ» في القلاع والحصون حتى يضطروا إلى القتل أو الإسلام آ«واقعدوا لهم كلَّ مرصدآ» طريق يسلكونه ونصب كل على نزع الخافض آ«فإن تابواآ» من الكفر آ«وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلُّوا سبيلهمآ» ولا تتعرضوا لهم آ«إن الله غفور رحيمآ» لمن تاب.
009-006 آ«وإن أحد من المشركينآ» مرفوع بفعل يفسره آ«استجاركآ» استأمنك من القتل آ«فأجرهآ» أمِّنه آ«حتى يسمع كلام اللهآ» القرآن آ«ثم أبلغه مأمنهآ» وهو دار قومه إن لم يؤمن
009-007 آ«كيفآ» أي لا آ«يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسولهآ» وهم كافرون بالله ورسوله غادرون آ«إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرامآ» يوم الحديبية وهم قريش المستثنون من قبل آ«فما استقاموا لكمآ» أقاموا على العهد ولم ينقضوه آ«فاستقيموا لهمآ» على الوفاء به وما شرطية آ«إن الله يحب المتقينآ» وقد استقام النبي صلى الله عليه وسلم على عهدهم حتى نقضوا بإعانة بني بكر على خزاعة.
009-008 آ«كيفآ» يكون لهم عهد آ«وإن يظهروا عليكمآ» يظفروا بكم آ«لا يرقبواآ» يراعوا آ«فيكم إلاّآ» قرابة آ«ولا ذمةآ» عهدا بل يؤذوكم ما استطاعوا وجملة الشرط حال آ«يرضونكم بأفواههمآ» بكلامهم الحسن آ«وتأبى قلوبهمآ» الوفاء به آ«وأكثرهم فاسقونآ» ناقضون للعهد.
009-009 آ«اشترَوا بآيات اللهآ» القرآن آ«ثمنا قليلاآ» من الدنيا أي تركوا اتباعها للشهوات والهوى آ«فصدُّوا عن سبيلهآ» دينه آ«إنهم ساءآ» بئس آ«ما كانوا يعملونـآ» ـه عملهم هذا.
009-012 آ«وإن نكثواآ» نقضوا آ«أيمانهمآ» مواثيقهم آ«من بعد عهدهم وطعنوا في دينكمآ» عابوه آ«فقاتلوا أئمة الكفرآ» رؤساءه، فيه وضع الظاهر موضع المضمر آ«إنهم لا أيمانآ» عهود آ«لهمآ» وفي قراءة بالكسر آ«لعلهم ينتهونآ» عن الكفر.
009-013 آ«ألاآ» للتحضيض آ«تقاتلون قوما نكثواآ» نقضوا آ«أيمانهمآ» عهودهم آ«وهمُّوا بإخراج الرسولآ» من مكة لما تشاوروا فيه بدار الندوة آ«وهم بدءوكمآ» بالقتال آ«أوَّل مرَّةآ» حيث قاتلوا خزاعة حلفاءكم مع بني بكر فما يمنعكم أن تقاتلوهم آ«أتخشونهمآ» أتخافونهم آ«فاللهُ أحق أن تخشوهآ» في ترك قتالهم آ«إن كنتم مؤمنينآ».
009-016 آ«أمآ» بمعنى همزة الإنكار آ«حسبتم أن تُتركوا ولماآ» لم آ«يعلم اللهآ» علم ظهور آ«الذين جاهدوا منكمآ» بإخلاص آ«ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةآ» بطانة وأولياء، المعنى ولم يظهر المخلصون وهم الموصوفون بما ذكر من غيرهم
009-017 آ«ما كان للمشركين أن يعمُروا مَسْجِدَ اللهآ» بالإفراد والجمع بدخوله والقعود فيه آ«شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطتآ» بطلت آ«أعمالهمآ» لعدم شرطها آ«وفي النار هم خالدونآ».
009-019 آ«أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرامآ» أي أهل ذلك آ«كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند اللهآ» في الفضل آ«والله لا يهدي القوم الظالمينآ» الكافرين، نزلت ردا على من قال ذلك وهو العباس أو غيره.
009-023 ونزل فيمن ترك الهجرة لأجل أهله وتجارته: آ«يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبواآ» اختاروا آ«الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمونآ».
009-025 آ«لقد نصركم الله في مواطنآ» للحرب آ«كثيرةآ» كبدر وقريظة والنضير آ«وآ» اذكر آ«يوم حنينآ» واد بين مكة والطائف أي يوم قتالكم فيه هوازن وذلك في شوّال سنة ثمان آ«إذآ» بدل من يوم آ«أعجبتكم كثرتكمآ» فقلتم لن نُغلب اليوم من قلة وكانوا اثني عشر ألفا والكفار أربعة آلاف آ«فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبتآ» ما مصدرية أي مع رحبها أي سعتها فلم تجدوا مكانا تطمئنون إليه لشدة ما لحقكم من الخوف آ«ثم وليتم مدبرينآ» منهزمين وثبت النبي صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء وليس معه غير العباس وأبو سفيان آخذ بركابه.
009-026 آ«ثم أنزل الله سكينتهآ» طمأنينته آ«على رسوله وعلى المؤمنينآ» فردوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما ناداهم العباس بإذنه وقاتلوا آ«وأنزل جنودا لم تروهاآ» ملائكة آ«وعذَّب الذين كفرواآ»
009-028 آ«يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجسآ» قذر لخبث باطنهم آ«فلا يقربوا المسجد الحرامآ» أي لا يدخلوا الحرم آ«بعد عامهم هذاآ» عام تسع من الهجرة آ«وإن خفتم عَيْلةٌآ» فقرا بانقطاع تجارتهم عنكم آ«فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاءآ» وقد أغناهم بالفتوح والجزية آ«إن الله عليم حكيمآ».
009-029 آ«قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخرآ» وإلا لآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم آ«ولا يحرِّمون ما حرَّم الله ورسولهآ» كالخمر آ«ولا يدينون دين الحقآ» الثابت الناسخ لغيره من الأديان وهو دين الإسلام
009-030 آ«وقالت اليهود عُزَيْرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيحآ» عيسى آ«ابن الله ذلك قولهم بأفواههمآ» لا مستند لهم عليه بل آ«يضاهئونآ» يشابهون به آ«قول الذين كفروا من قبلآ» من آبائهم تقليدا لهم آ«قاتلهمآ» لعنهم آ«الله أنَّىآ» كيف آ«يُؤفكونآ» يُصرفون عن الحق مع قيام الدليل.
009-031 آ«اتَّخذوا أحبارهمآ» علماء اليهود آ«ورهبانهمآ» عبَّاد النصارى آ«أربابا من دون اللهآ» حيث اتبعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل آ«والمسيح بن مريم وما أمرواآ»
009-033 آ«هو الذي أرسل رسولهآ» محمدا صلى الله عليه وسلم آ«بالهدى ودين الحق ليُظهرهآ» يعليه آ«على الدين كلهآ» جميع الأديان المخالفة له آ«ولو كره المشركونآ» ذلك.
009-034 آ«يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلونآ» يأخذون آ«أموال الناس بالباطلآ» كالرشا في الحكم آ«ويصدونآ» الناس آ«عن سبيل اللهآ» دينه آ«والذينآ» مبتدأ آ«يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونهاآ» أي الكنوز آ«في سبيل اللهآ» أي لا يأدون منها حقه من الزكاة والخير آ«فبشرهمآ» أخبرهم آ«بعذاب أليمآ» مؤلم.
009-035 آ«يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوىآ» تحرق آ«بها جباههم وجنوبهم وظهورهمآ» وتوسع جلودهم حتى توضع عليها كلها ويقال لهم آ«هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزونآ» أي جزاءه.
009-036 آ«إن عدة الشهورآ» المعتد بها للسنة آ«عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب اللهآ» اللوح المحفوظ آ«يوم خلق السماوات والأرض منهاآ» أي الشهور آ«أربعة حرمآ» محرَّمة
009-037 آ«إنما النسيءآ» أي التأخير لحرمة شهر إلى آخر كما كانت الجاهلية تفعله من تأخير حرمة المحرم إذا هلَّ وهم في القتال إلى صفر آ«زيادة في الكفرآ» لكفرهم بحكم الله فيه آ«يُضَلٌآ» بضم الياء وفتحها آ«به الذين كفروا يحلونهآ» أي النسيء آ«عاما ويحرمونه عاما ليواطئواآ» يوافقوا بتحليل شهر وتحريم آخر بدله آ«عدةآ» عدد آ«ما حرم اللهآ» من الأشهر فلا يزيدوا على تحريم أربعة ولا ينقصوا ولا ينظروا إلى أعيانها آ«فيحلوا ما حرم الله زُيِّن لهم سوء أعمالهمآ» فظنوه حسنا آ«والله لا يهدي القوم الكافرينآ».
009-038 ونزل لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى غزوة تبوك وكانوا في عسرة وشدة حر فشق عليهم آ«يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتمآ» بإدغام التاء في الأصل في المثلثة واجتلاب همزة الوصل أي تباطأتم وملتم عن الجهاد آ«إلى الأرضآ»
009-039 آ«إلاّآ» بإدغام لا في نون إن الشرطية في الموضعين آ«تنفرواآ» تخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد آ«يعذبكم عذابا أليماآ» مؤلماً آ«ويستبدل قوما غيركمآ» أي يأت بهم بدلكم آ«ولا تضروهآ» أي الله أو النبيَّ صلى الله عليه وسلم آ«شيئاآ» بترك نصره فإن الله ناصر دينه آ«والله على كل شيء قديرآ» ومنه نصر دينه ونبيه.
009-040 آ«إلاّ تنصروهآ» أي النبيَّ صلى الله عليه وسلم آ«فقد نصره الله إذآ» حين آ«أخرجه الذين كفرواآ» من مكة أي الجؤوه إلى الخروج لما أرادوا قتله أو حبسه أو نفيه بدار الندوة آ«ثاني اثنينآ» حال أي أحد اثنين والآخر أبو بكر - المعنى نصره الله في مثل تلك الحالة فلا يخذله في غيرها - آ«إذآ» بدل من إذ قبله آ«هما في الغارآ» نقب في جبل ثور آ«إذآ» بدل ثان آ«يقول لصاحبهآ» أبي بكر وقد قال له لما رأى أقدام المشركين لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا آ«لا تحزن إن الله معناآ» بنصره آ«فأنزل الله سكينتهآ» طمأنينته آ«عليهآ» قيل على النبي * وقيل على أبي بكر آ«وأيَّدهآ» أي النبي صلى الله عليه
009-041 آ«انفِروا خفافا وثقالاآ» نشاطا وغير نشاط، وقيل أقوياء وضعفاء، أو أغنياء وفقراء، وهي منسوخة بآية (ليس على الضعفاء) آ«وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمونآ» أنه خير لكم فلا تثاقلوا.
009-042 ونزل في المنافقين الذين تخلفوا آ«لو كانآ» ما دعوتهم إليه آ«عرضاآ» متاعا من الدنيا آ«قريباآ» سهل المأخذ آ«وسفرا قاصداآ» وسطا آ«لاتَّبعوكآ» طلبا للغنيمة آ«ولكن بعدت عليهم الشُّقَّةُآ» المسافة فتخلفوا آ«وسيحلفون باللهآ» إذا رجعتم إليهم آ«لو استطعناآ» الخروج آ«لخرجنا معكم يهلكون أنفسهمآ» بالحلف الكاذب آ«والله يعلم إنهم لكاذبونآ» في قولهم ذلك.
009-043 وكان صلى الله عليه وسلم أذن لجماعة في التخلف باجتهاد منه، فنزل عتابا له وقدم العفو تطمينا لقلبه آ«عفا الله عنك لِمَ أذنت لهمآ» في التخلف وهلا تركتهم آ«حتى يتبين لك الذين صدقواآ» في العذر آ«وتعلم الكاذبينآ» فيه.
009-046 آ«ولو أرادوا الخروجآ» معك آ«لأعدوا له عدةآ» أهبة من الآلة والزاد آ«ولكن كره الله انبعاثهمآ» أي لم يرد خروجهم آ«فثبطهمآ» كسَّلهم آ«وقيلآ» لهم آ«اقعدوا مع القاعدينآ» المرضى والنساء والصبيان، أي قدر الله تعالى ذلك.
009-048 آ«لقد ابتغواآ» لك آ«الفتنة من قبلآ» أول ما قدمت المدينة آ«وقلَّبوا لك الأمورآ» أي أحالوا الفكر في كيدك وإبطال دينك آ«حتى جاء الحقآ» النصر آ«وظهرآ» عَزَّ آ«أمر اللهآ» دينه آ«وهم كارهونآ» له فدخلوا فيه ظاهرا.
009-049 آ«ومنهم من يقول ائذن ليآ» في التخلف آ«ولا تفتنِّيآ» وهو الجد بن قيس قال له النبي صلى الله عليه وسلم هل لك في جلاد بني الأصفر؟ فقال: إني مغرّم بالنساء وأخشى إن رأيت ُ نساء بني
009-050 آ«إن تصبك حسنةآ» كنصر وغنيمة آ«تسؤهم وإن تصبك مصيبةآ» شدة آ«يقولوا قد أخذنا أمرناآ» بالحزم حين تخلفنا آ«من قبلآ» قبل هذه المعصية آ«ويتولَّوا وهم فرحونآ» بما أصابك.
009-052 آ«قل هل تربصونآ» فيه حذف إحدى التاءين من الأصل أي تنتظرون أن يقع آ«بنا إلا إحدىآ» العاقبتين آ«الحسنيينآ» تثنية حسنى تأنيث أحسن: النصر أو الشهادة آ«ونحن نتربصآ» ننتظر آ«بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عندهآ» بقارعة من السماء آ«أو بأيديناآ» بأن يؤذن لنا في قتالكم آ«فتربصواآ» بنا ذلك آ«إنا معكم متربِّصونآ» عاقبتكم.
009-054 آ«وما منعهم أن تُقبلآ» بالياء والتاء آ«منهم نفقاتهم إلا أنهمآ» فاعل وأن تقبل مفعول آ«كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالىآ» متثاقلون آ«ولا ينفقون إلا وهم كارهونآ»
009-055 آ«فلا تعجبْك أموالهم ولا أولادهمآ» أي لا تستحسن نعمنا عليهم فهي استدراج آ«إنَّمَا يريد الله ليعذبهمآ» أي أن يعذبهم آ«بها في الحياة الدنياآ» بما يلقون في جمعها من المشقة وفيها من المصائب آ«وتزهَقآ» تخرج آ«أنفسهم وهم كافرونآ» فيعذبهم في الآخرة أشد العذاب.
009-057 آ«لو يجدون ملجأًآ» يلجأون إليه آ«أو مغاراتآ» سراديب آ«أو مُدَّخَلاآ» موضعاً يدخلونه آ«لَوَلَّوْا إليه وهم يجمحونآ» يسرعون في دخوله والانصراف عنكم إسراعا لا يرده شيء كالفرس الجموح.
009-059 آ«ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسولهآ» من الغنائم ونحوها آ«وقالوا حسبناآ» كافينا آ«الله سيؤتينا الله من فضله ورسولهآ» من غنيمة أخرى ما يكفينا آ«إنا إلى الله راغبونآ» أن يغنينا وجواب لو لكان خيرا لهم.
009-062 آ«يحلفون بالله لكمآ» أيها المؤمنين فيما بلغكم عنهم من أذى الرسول أنهم ما آذوه آ«ليرضوكم والله ورسوله أحقُّ أن يرضوهآ» بالطاعة آ«إن كانوا مؤمنينآ» حقا وتوحيد الضمير لتلازم الرضاءين أو خبر الله ورسوله محذوف.
009-064 آ«يحذرآ» يخاف آ«المنافقون أن تنزل عليهمآ» أي المؤمنين آ«سورة تنبئهم بما في قلوبهمآ» من النفاق وهم مع ذلك يستهزئون آ«قل استهزؤاآ» أمر تهديد آ«إن الله مخرجآ» مظهر آ«ما تحذرونآ» إخراجه من نفاقكم.
009-065 آ«ولئنآ» لام قسم آ«سألتهمآ» عن استهزائهم بك وبالقرآن وهم سائرون معك إلى تبوك آ«ليقولنآ» معتذرين آ«إنما كنا نخوض ونلعبآ» في الحديث لنقطع به الطريق ولم نقصد ذلك آ«قلآ» لهم آ«أبالله وآياته ورسوله كنتم
009-067 آ«المنافقون والمنافقات بعضهم من بعضآ» أي متشابهون في الدين كأبعاض الشيء الواحد آ«يأمرون بالمنكرآ» الكفر والمعاصي آ«وينهَون عن المعروفآ» الإيمان والطاعة آ«ويقبضون أيديهمآ» من الإنفاق في الطاعة آ«نسوا اللهآ» تركوا طاعته آ«فنسيهمآ» تركهم من لطفه آ«إن المنافقين هم الفاسقونآ».
009-069 أنتم أيها المنافقون آ«كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعواآ» تمتعوا آ«بخلاقهمآ» نصيبهم من الدنيا آ«فاستمتعتمآ» أيها المنافقون آ«بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتمآ» في الباطل والطعن في النبي صلى الله عليه وسلم آ«كالذي خاضواآ» أي كخوضهم آ«أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم
009-070 آ«ألم يأتهم نبأآ» خبر آ«الذين من قبلهم قوم نوح وعادآ» قوم هود آ«وثمودآ» قوم صالح آ«وقوم إبراهيم وأصحاب مدينآ» قوم شعيب آ«والمؤتفكاتآ» قرى قوم لوط أي أهلها آ«أتتهم رسلهم بالبيِّناتآ» بالمعجزات فكذبوهم فأُهلكوا آ«فما كان الله ليظلمهمآ» بأن يعذبهم بغير ذنب آ«ولكن كانوا أنفسهم يظلمونآ» بارتكاب الذنب.
009-071 آ«والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيزآ» لا يعجزه شيء عن إنجاز وعده ووعيده آ«حكيمآ» لا يضع شيئا إلا في محله.
009-072 آ«وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدنآ» إقامة آ«ورضوانُُ من الله أكبرآ» أعظم من ذلك كله آ«ذلك هو الفوز العظيمآ».
009-074 آ«يحلفونآ» أي المنافقون آ«بالله ما قالواآ» ما بلغك عنهم من السب آ«ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهمآ» أظهروا الكفر بعد إظهار الإسلام آ«وهمَّوا بما لم ينالواآ» من
009-075 آ«ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصًّدقنآ» فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد آ«ولنكونن من الصالحينآ» وهو ثعلبة بن حاطب سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له أن يرزقه الله مالا ويؤدي منه كل ذي حق حقه فدعا له فوسع عليه فانقطع عن الجمعة والجماعة ومنع الزكاة كما قال تعالى.
009-077 آ«فأعقبهمآ» أي فصير عاقبتهم آ«نفاقاآ» ثابتا آ«في قلوبهم إلى يوم يلقونهآ» أي الله وهو يوم القيامة آ«بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبونآ» فيه فجاء بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم بزكاته فقال إن الله منعني أن أقبل منك، فجعل
009-078 آ«ألم يعلمواآ» أي المنافقون آ«أن الله يعلم سرهمآ» ما أسروه في أنفسهم آ«ونجواهمآ» ما تناجوا به بينهم آ«وأنّ الله علام الغيوبآ» ما غاب عن العيان ولما نزلت آية الصدقة جاء رجل فتصدق بشيء كثير فقال المنافقون: مُراءٍ وجاء رجل فتصدق بصاع فقالوا: إنّ الله غني عن صدقة هذا فنزل.
009-079 آ«الذينآ» مبتدأ آ«يلمزونآ» يعيبون آ«المطوعينآ» المتنفلين آ«من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهمآ» طاقتهم فيأتون به آ«فيسخرون منهمآ» والخبر آ«سخر الله منهمآ» جازاهم على سخريتهم آ«ولهم عذاب أليمآ».
009-080 (استغفر) يا محمد (لهم أو لا تستغفر لهم) تخيير له في الاستغفار وتركه قال صلى الله عليه وسلم: "" إني خيرت فاخترت يعني الاستغفار "" رواه البخاري (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) قيل المراد بالسبعين المبالغة في كثرة الاستغفار وفي البخاري حديث "" لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر لزدت عليها "" وقيل المراد العدد المخصوص لحديثه أيضاً "" وسأزيد على السبعين "" فبين له حسم المغفرة بآية [سواء عليهم استغفرت لهم
009-081 آ«فرح المخلَّفونآ» عن تبوك آ«بمقعدهمآ» أي بقعودهم آ«خلافآ» أي بعد آ«رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالواآ» أي قال بعضهم لبعض آ«لا تنفرواآ» تخرجوا إلى الجهاد آ«في الحر قل نار جهنم أشدُّ حراآ» من تبوك فالأولى أن يتقوها بترك التخلف آ«لو كانوا يفقهونآ» يعلمون ذلك ما تخلفوا.
009-083 آ«فإنْ رجعكآ» ردك آ«اللهآ» من تبوك آ«إلى طائفة منهمآ» ممن تخلف بالمدينة من المنافقين آ«فاستأذنوك للخروجآ» معك إلى غزوة أُخرى آ«فقلآ» لهم آ«لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفينآ» المتخلفين عن الغزو من النساء والصبيان وغيرهم.
009-084 ولما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على ابن أبيّ نزل آ«ولا تُصلِّ على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبرهآ» لدفن أو زيارة آ«إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقونآ» كافرون.
009-086 آ«وإذا أُنزلت سورةآ» أي طائفة من القرآن آ«أنآ» أي بأن آ«آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطَّوْلآ» ذوو الغنى آ«منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدينآ».
009-090 آ«وجاء المعذِّرونآ» بإدغام التاء في الأصل في الدال أي المعتذرون بمعنى المعذورين وقرئ به آ«من الأعرابآ» إلى النبي صلى الله عليه وسلم آ«ليؤذن لهمآ» في القعود لعذرهم فأذن لهم آ«وقعد الذين كذبوا الله ورسولهآ» في ادعاء الإيمان من منافقي الأعراب عن المجيء للاعتذار آ«سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليمآ».
009-091 آ«ليس على الضعفاءآ» كالشيوخ آ«ولا على المرضىآ» كالعمي والزمنى آ«ولا على الذين لا يجدون ما ينفقونآ» في الجهاد آ«حرجآ» إثم في التخلف عنه آ«إذا نصحوا لله ورسولهآ» في حال قعودهم بعدم الإرجاف والتثبيط والطاعة
009-092 آ«ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهمآ» معك إلى الغزو وهم سبعة من الأنصار وقيل بنو مقرن آ«قلتَ لا أجد ما أحملكم عليهآ» حال آ«تولَّواآ» جواب إذا أي انصرفوا آ«وأعينهم تفيضآ» تسيل آ«منآ» للبيان آ«الدمع حزناآ» لأجل آ«ألا يجدوا ما ينفقونآ» في الجهاد.
009-094 آ«يعتذرون إليكمآ» في التخلف آ«إذا رجعتم إليهمآ» من الغزو آ«قلآ» لهم آ«لا تعتذروا لن نؤمن لكمآ» نصدقكم آ«قد نبأنا الله من أخباركمآ» أي أخبرنا بأحوالكم آ«وسيرى الله عملَكم ورسوله ثم تُردونآ» بالبعث آ«إلى عالم الغيب والشهادةآ» أي الله آ«فينبئكم بما كنتم تعملونآ» فيجازيكم عليه.
009-097 آ«الأعرابآ» أهل البدو آ«أشدُّ كفرا ونفاقاآ» من أهل المدن لجفائهم وغلظ طباعهم وبعدهم عن سماع القرآن آ«وأجدرآ» أولى آ«أآ» ن أي بأن آ«لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسولهآ» من الأحكام والشرائع آ«والله عليمآ» بخلقه آ«حكيمآ» في صنعه بهم.
009-098 آ«ومن الأعراب من يتخذ ما ينفقآ» في سبيل الله آ«مَغرماآ» غرامة وخسرانا لأنه لا يرجو ثوابه بل ينفقه خوفا وهم بنو أسد وغطفان آ«ويتربصآ» ينتظر آ«بكم الدوائرآ» دوائر الزمان أن تنقلب عليكم فيتلخص آ«عليهم دائرة السُّوءآ» بالضم والفتح، أي يدور العذاب والهلاك عليهم لا عليكم آ«والله سميعآ» لأقوال عباده آ«عليمآ» بأفعالهم.
009-099 آ«ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخرآ» كجهينة ومزينة آ«ويتخذ ما ينفقآ» في سبيل الله آ«قرباتآ» تقربه آ«عند الله وآ» وسيلة إلى آ«صلواتآ» دعوات آ«الرسولآ» له آ«ألا إنهاآ» أي نفقتهم آ«قُرُبةٌآ» بضم الراء وسكونها آ«لهمآ» عنده آ«سيدخلهم الله في رحمتهآ» جنته آ«إن الله غفورآ» لأهل طاعته آ«رحيمآ» بهم.
009-100 آ«والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصارآ» وهم من شهد بدرا أو جميع الصحابة آ«والذين اتبعوهمآ» إلى يوم القيامة آ«بإحسانآ» في العمل آ«رضي الله عنهمآ» بطاعته آ«ورضوا عنهآ» بثوابه
009-101 آ«وممن حولكمآ» يا أهل المدينة آ«من الأعراب منافقونآ» كأسلم وأشجع وغفار آ«ومن أهل المدينةآ» منافقون أيضا آ«مردوا على النفاقآ» لُّجوا فيه واستمروا آ«لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتينآ» بالفضيحة أو القتل في الدنيا وعذاب القبر آ«ثم يردونآ» في الآخرة آ«إلى عذاب عظيمآ» هو النار.
009-102 آ«وآ» قوم آ«آخرونآ» مبتدأ آ«اعترفوا بذنوبهمآ» من التخلف نعته والخبر آ«خلطوا عملا صالحاآ» وهو جهادهم قبل ذلك أو اعترافهم بذنوبهم أو غير ذلك آ«وآخر سيئاآ» وهو تخلفهم آ«عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيمآ» نزلت في أبي لبابة وجماعة أوثقوا أنفسهم في سواري المسجد لما بلغهم ما نزل في المتخلفين وحلفوا لا يحلهم إلا النبي صلى الله عليه وسلم فحلُّهم لما نزلت.
009-105 آ«وقلآ» لهم أو للناس آ«اعملواآ» ما شئتم آ«فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردونآ» بالبعث آ«إلى عالم الغيب والشهادةآ» أي الله آ«فينبئكم بما كنتم تعملونآ» فيجازيكم به.
009-106 آ«وآخرونآ» من المتخلفين آ«مُرْجَؤُنآ» بالهمز وتركه: مؤخرون عن التوبة آ«لأمر اللهآ» فيهم بما يشاء آ«إما يعذبهمآ» بأن يميتهم بلا توبة آ«وإما يتوب عليهم والله عليمآ» بخلقه آ«حكيمآ» في صنعه بهم، وهم الثلاثة الآتون بعد: مرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهلال بن أمية، تخلفوا كسلا وميلا إلى الدعة، لا نفاقا ولم يعتذروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كغيرهم فوقف أمرهم خمسين ليلة وهجرهم الناس حتى نزلت توبتهم بعد.
009-107 آ«وآ» منهم آ«الذين اتخذوا مسجداآ» وهم اثنا عشر من المنافقين آ«ضراراآ» مضارة لأهل مسجد قباء آ«وكفراآ» لأنهم بنوه بأمر أبي عامر الراهب ليكون معقلا له يقدم فيه من يأتي من عنده وكان ذهب ليأتي بجنود من قيصر لقتال النبي صلى الله عليه وسلم آ«وتفريقا بين المؤمنينآ» الذين يصلون بقباء بصلاة بعضهم في مسجدهم آ«وإرصاداآ» ترقبا آ«لمن حارب الله ورسوله من قبلآ» أي قبل بنائه،
009-108 (لا تقم) تصل (فيه أبدا) فأرسل جماعة هدموه وحرقوه وجعلوا مكانه كناسة تلقى فيها الجيف (لمسجد أسس) بنيت قواعده (على التقوى من أول يوم) وضع يوم حللت بدار الهجرة، وهو مسجد قباء كما في البخاري (أحق) منه (أن) أي بأن (تقوم) تصلي (فيه، فيه رجال) هم الأنصار (يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) أي يثيبهم، فيه إدغام التاء في الأصل في الطاء، روي ابن خزيمة في صحيحه عن عويمر بن ساعدة: "" أنه صلى الله عليه وسلم أتاهم في مسجد قباء فقال: إن الله تعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم فما هذا الطهور الذي تطهرون به؟ قالوا: والله يا رسول الله ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا "" وفي حديث رواه البزار فقالوا نتبع الحجارة بالماء "" فقال هو ذاك فعليكموه "".
009-111 آ«إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهمآ» بأن يبذلوها في طاعته كالجهاد آ«بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلونآ» جملة استئناف بيان للشراء، وفي قراءة بتقديم المبني للمفعول، أي فيقتل بعضهم ويقاتل الباقي آ«وعدا عليه حقاآ» مصدران منصوبان بفعلهما المحذوف آ«في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفي بعهده من اللهآ» أي لا أحد أوفى منه آ«فاستبشرواآ» فيه التفات عن الغيبة آ«ببيعكم الذي بايعتم به وذلكآ» البيع آ«هو الفوز العظيمآ» المنيل غاية المطلوب.
009-113 ونزل في استغفاره صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب واستغفار بعض الصحابة لأبويه المشركين (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى) ذوي قرابة (من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) النار، بأن ماتوا على الكفر.
009-114 (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه) بقوله "" سأستغفر لك ربي "" رجاء أن يسلم (فلما تبين له أنه عدو لله) بموته على الكفر (تبرأ منه) وترك الاستغفار له (إن إبراهيم لأواه) كثير التضرع والدعاء (حليم) صبور على الأذى.
009-115 آ«وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهمآ» للإسلام آ«حتى يبين لهم ما يتقونآ» من العمل فلا يتقوه فيستحقوا الإضلال آ«إن الله بكل شيء عليمآ» ومنه مستحق الإضلال والهداية.
009-118 آ«وآ» تاب آ«على الثلاثة الذين خُلِّفواآ» عن التوبة عليهم بقرينة آ«حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحُبتآ» أي مع رحبها، أي سعتها فلا يجدون مكانا يطمئنون إليه آ«وضاقت عليهم أنفسهمآ» قلوبهم للغمِّ والوحشة بتأخير توبتهم فلا يسعها سرور ولا أنس آ«وظنُّواآ» أيقنوا آ«أنآ» مخففة آ«لا ملجأ من الله إلاّ إليه ثم تاب عليهمآ» وفقهم للتوبة آ«ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيمآ».
009-120 آ«ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول اللهآ» إذا غزا آ«ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسهآ» بأن يصونوها عما رضيه لنفسه من الشدائد، وهو نهي بلفظ الخبر آ«ذلكآ» أي النهي عن التخلف آ«بأنهمآ» بسبب أنهم آ«لا يصيبهم ظمأآ» عطش آ«ولا نصبآ»
009-121 آ«ولا ينفقونآ» فيه آ«نفقة صغيرةآ» ولو تمرة آ«ولا كبيرة ولا يقطعون وادياآ» بالسير آ«إلا كُتب لهمآ» به عمل صالح آ«ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملونآ» أي جزاءهم.
009-122 ولما وبِّخوا على التخلف وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية نفروا جميعا فنزل آ«وما كان المؤمنون لينفرواآ» إلى الغزو آ«كافة فلولاآ» فهلا آ«نفر من كلِّّّّ فرقةآ» قبيلة آ«منهم طائفةآ» جماعة، ومكث الباقون آ«ليتفقَّهواآ» أي الماكثون آ«في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهمآ» من الغزو بتعليمهم ما تعلموه من الأحكام آ«لعلهم يحذرونآ» عقاب الله بامتثال أمره ونهيه، قال ابن عباس فهذه مخصوصة بالسرايا، والتي قبلها بالنهي عن تخلُّف واحد فيما إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم.
009-123 آ«يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفارآ» أي الأقرب فالأقرب منهم آ«وليجدوا فيكم غلظةآ» شدة، أي أغلظوا عليهم آ«واعلموا أن الله مع المتقينآ» بالعون
009-124 آ«وإذا ما أنزلت سورةآ» من القرآن آ«فمنهمآ» أي المنافقين آ«من يقولآ» لأصحابه استهزاءً آ«أيكم زادته هذه إيماناآ» تصديقا، قال تعالى: آ«فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناآ» لتصديقهم بها آ«وهم يستبشرونآ» يفرحون بها.
009-126 آ«أولا يرونآ» بالياء أي المنافقون، والتاء أيها المؤمنون آ«أنهم يُفتنونآ» يُبتلون آ«في كل عام مرة أو مرتينآ» بالقحط والأمراض آ«ثم لايتوبونآ» من نفاقهم آ«ولا هم يذَّكرونآ» يتعظون.
009-127 آ«وإذا ما أنزلت سورةآ» فيها ذكرهم وقرأها النبي صلى الله عليه وسلم آ«نظر بعضهم إلى بعضآ» يريدون الهرب يقولون آ«هل يراكم من أحدآ» إذا قمتم فإن لم يرهم أحد قاموا وإلا ثبتوا آ«ثم انصرفواآ» على كفرهم آ«صرف الله قلوبهمآ» عن الهدى آ«بأنهم قوم لا يفقهونآ» الحق لعدم تدبرهم.
009-128 آ«لقد جاءكم رسول من أنفسكمآ» أي منكم: محمد صلى الله عليه وسلم آ«عزيزآ» شديد آ«عليه ما عَنِتُّمآ» أي عنتكم، أي مشقتكم ولقاءكم المكروه آ«حريص عليكمآ» أن تهتدوا آ«بالمؤمنين رءوفآ» شديد الرحمة آ«رحيمآ» يريد لهم الخير.