008-002 آ«إنما المؤمنونآ» الكاملون الإيمان آ«الذين إذا ذكر اللهآ» أي وعيده آ«وجلتآ» خافت آ«قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناآ» تصديقا آ«وعلى ربهم يتوكلونآ» به يثقون لا بغيره.
008-005 آ«كما أخرجك ربُّك من بيتك بالحقآ» متعلق بأخرج آ«وإن فريقا من المؤمنين لكارهونآ» الخروج والجملة حال من كاف أخرجك وكما خبر مبتدأ محذوف أي هذه الحال في كراهتهم لها مثل إخراجك في حال كراهتهم وقد كان خيرا لهم فكذلك أيضا وذلك أن أبا سفيان قدم بعير من الشام فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليغنموها فعلمت قريش فخرج أبو جهل ومقاتلوا مكة ليذبُّوا عنها وهم النفير وأخذ أبو سفيان بالعير طريق الساحل فنجت فقيل لأبي جهل ارجع فأبى وسار
008-007 آ«وآ» اذكر آ«إذ يعدكم الله إحدى الطائفتينآ» العير أو النفير آ«أنها لكم وتودُّونآ» تريدون آ«أن غير ذات الشوكةآ» أي البأس والسلاح وهي العير آ«تكون لكمآ» لقلة عددها ومدَدها بخلاف النفير آ«ويريد الله أن يُحق الحقآ» يظهر آ«بكلماتهآ» السابقة بظهور الإسلام آ«ويقطع دابر الكافرينآ» آخرهم بالاستئصال فأمركم بقتال النفير.
008-009 اذكر آ«إذ تستغيثون ربَّكمآ» تطلبون منه الغوث بالنصر عليهم آ«فاستجاب لكم أنيآ» أي بأني آ«مُمدُّكمآ» معينكم آ«بألف من الملائكة مردفينآ» متتابعين يردف بعضهم بعضا وعدهم بها أوَّلا ثم صارت ثلاثة آلاف ثم خمسة كما في آل عمران وقرئ بآلُف كأفُلس جمع.
008-011 اذكر آ«إذ يُغشِّيكم النعاس أمنةآ» أمنا مما حصل لكم من الخوف آ«منهآ» تعالى آ«وَيُنَزِّلُ عليكم من السماء ماء ليطهركم بهآ» من الأحداث والجنابات آ«ويذهب عنكم رجز الشيطانآ» وسوسته إليكم بأنكم لو كنتم على الحق ما كنتم ظمأى محدثين والمشركون على الماء آ«وليربطآ» يحبس آ«على قلوبكمآ» باليقين والصبر آ«ويثبِّت به الأقدامآ» أن تسوخ في الرمل.
008-012 آ«إذ يوحي ربك إلى الملائكةآ» الذين أمد بهم المسلمين آ«أنيآ» أي بأني آ«معكمآ» بالعون والنصر آ«فثبِّتوا الذين آمنواآ» بالإعانة والتبشير آ«سألقي في قلوب الذين كفروا الرعبآ» الخوف آ«فاضربوا فوق الأعناقآ» أي الرءوس آ«واضربوا منهم كل بنانآ» أي أطراف اليدين والرجلين فكان الرجل يقصد ضرب رقبة الكافر فتسقط قبل أن يصل إليه سيفه ورماهم صلى الله عليه وسلم بقبضة من الحصى فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه منها شيء فهزموا.
008-016 آ«ومن يولهم يومئذآ» أي يوم لقائهم آ«دُبُرَهُ إلا متحرفاآ» منعطفا آ«لقتالآ» بأن يريهم الغرَّة مكيدة وهو يريد الكرَّة آ«أو متحيزاآ» منضما آ«إلى فئةآ» جماعة من المسلمين يستنجد بها آ«فقد باءآ» رجع آ«بغضب من الله ومأواه جنهم وبئس المصيرآ» المرجع هي وهذا مخصوص بما لم يزد الكفار على الضعف.
008-017 آ«فلم تقتلوهمآ» ببدر بقوتكم آ«ولكنَّ الله قتلهمآ» بنصره إيّاكم آ«وما رميتآ» يا محمد لأعين القوم آ«إذ رميتآ» بالحصى لأن كفا من الحصى لا يملأ عيون الجيش الكثير برمية بشر آ«ولكنَّ الله رمىآ» بإيصال ذلك إليهم فعل ذلك ليقهر الكافرين آ«وليبلي المؤمنين منه بلاءًآ» عطاء آ«حسناآ» هو الغنيمة آ«إن الله سميعآ» لأقوالهم آ«عليمآ» بأحوالهم.
008-019 آ«إن تستفتحواآ» أيها الكفار إن تطلبوا الفتح أي القضاء حيث قال أبو جهل منكم: اللهم أينا كان أقطع للرحمن وأتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة أي أهلكه آ«فقد جاءكم الفتحآ» القضاء بهلاك من هو كذلك وهو أبو جهل ومن قتل معه دون النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين آ«وإن تنتهواآ» عن الكفر والحرب آ«فهو خير لكم وإن تعودواآ»
008-023 آ«ولو علم الله فيهم خيراآ» صلاحا بسماع الحق آ«لأسمعهمآ» سماع تفهم آ«ولو أسمعهمآ» فرضا وقد علم أن لا خير فيهم آ«لتوَّلواآ» عنه آ«وهم معرضونآ» عن قبوله عنادا وجحودا.
008-024 آ«يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسولآ» بالطاعة آ«إذا دعاكم لما يحييكمآ» من أمر الدين أنه سبب الحياة الأبدية آ«واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبهآ» فلا يستطيع أن يؤمن أو يكفر إلا بإرادته آ«وأنه إليه تُحشرونآ» فيجازيكم بأعمالكم.
008-026 آ«واذكروا إذ أنتم قليل مستضعَفون في الأرضآ» أرض مكة آ«تخافون أن يتخطَّفكم الناسآ» يأخذكم الكفار بسرعة آ«فآواكمآ» إلى المدينة آ«وأيَّدكمآ» قوَّاكم آ«بنصرهآ» يوم بدر بالملائكة آ«ورزقكم من الطيباتآ» الغنائم آ«لعلكم تشكرونآ» نعمه.
008-027 ونزل في أبي لبابة مروان بن عبد المنذر وقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قريظة لينزلوا على حكمه فاستشاروه فأشار إليهم أنه الذبح لأن عياله وماله فيهم آ«يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول و تخونوا أماناتكمآ» ما ائتمنتم عليه من الدين وغيره آ«وأنتم تعلمونآ».
008-029 آ«يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا اللهآ» بالإنابة وغيرها آ«يجعل لكم فرقاناآ» بينكم وبين ما تخافون فتنجون آ«ويكفِّر عنكم سيئآتكم ويغفر لكمآ» ذنوبكم آ«والله ذو الفضل العظيمآ».
008-030 آ«وآ» اذكر يا محمد آ«إذ يمكر بك الذين كفرواآ» وقد اجتمعوا للمشاورة في شأنك بدار الندوة آ«ليثبتوكآ» يوثقوك ويحبسوك آ«أو يقتلوكآ» كلهم قَتلَة رجل واحد آ«أو يخرجوكآ» من
008-031 آ«وإذا تُتلى عليهم آياتناآ» القرآن آ«قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذاآ» قاله النضر بن الحارث لأنه كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة آ«إنآ» ما آ«هذاآ» القرآن آ«إلا أساطيرآ» أكاذيب آ«الأولينآ».
008-032 آ«وإذ قالوا اللهم إن كان هذاآ» الذي يقرؤه محمد آ«هو الحقَّآ» المنزل آ«من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليمآ» مؤلم على إنكاره قاله النصر، وغيره استهزاءً وإيهاما أنه على بصيرة وجزم ببطلانه.
008-033 قال تعالى: آ«وما كان الله ليعذَّبهمآ» بما سألوه آ«وأنت فيهمآ» لأن العذاب إذا نزل عَمَّ ولم تعذَّب أمة إلا بعد خروج نبيها والمؤمنين منها آ«وما كان الله معذبَهم وهم يستغفرونآ» حيث يقولون في طوافهم: غفرانك، غفرانك. وقيل أهم المؤمنون المستضعفون فيهم كما قال تعالى: (لو تزيَّلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما).
008-035 آ«وما كان صلاتُهم عند البيت إلا مُكاءًآ» صفيرا آ«وتصديةًآ» تصفيقا أي جعلوا ذلك موضع صلاتهم التي أمروا بها آ«فذوقوا العذابآ» ببدر آ«بما كنتم تكفرونآ».
008-036 آ«إن الذين كفروا ينفقون أموالهمآ» في حرب النبي صلى الله عليه وسلم آ«ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكونآ» في عاقبة الأمر آ«عليهم حسرةآ» ندامة لفواتها وفوات ما قصدوه آ«ثم يغلبونآ» في الدنيا آ«والذين كفرواآ» منهم آ«إلى جهنمآ» في الآخرة آ«يحشرونآ» يساقون.
008-037 آ«ليميزَآ» متعلق بتكون بالتخفيف والشديد أي يفصل آ«الله الخبيثآ» الكافر آ«من الطيبآ» المؤمن آ«ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيَرْكُمَهُ جميعاآ» يجمعه متراكما بعضه على بعض آ«فيجعله في جهنَّم أولئك هم الخاسرونآ».
008-038 آ«قل للذين كفرواآ» كأبي سفيان وأصحابه آ«إن ينتهواآ» عن الكفر وقتال النبي صلى الله عليه وسلم آ«يُغفر لهم ما قد سلفآ» من أعمالهم آ«وإن يعودواآ» إلى قتال آ«فقد مضت سنَّةُ الأولينآ» أي سنتنا فيهم بالإهلاك فكذا نفعل بهم.
008-041 آ«واعلموا أنما غنمتمآ» أخذتم من الكفار قهرا آ«من شيء فأن لله خمسهآ» يأمر فيه بما يشاء آ«وللرسول ولذي القربىآ» قرابة النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وبني المطلب آ«واليتامىآ» أطفال المسلمين الذين هلك آباؤهم وهم فقراء آ«والمساكينآ» ذوي الحاجة من المسلمين آ«وابن السبيلآ» المنقطع في سفره من المسلمين، أي يستحقه النبي صلى الله عليه وسلم والأصناف الأربعة على ما كان يقسمه من أن لكلٍ خُمسَ الخمس، والأخماس الأربعة الباقية للغانمين آ«إن كنتم آمنتم باللهآ» فاعملوا ذلك آ«وماآ» عطف على بالله آ«أنزلنا على عبدناآ» محمد صلى الله عليه وسلم من الملائكة والآيات آ«يوم الفرقانآ» أي يوم بدر الفارق بين الحق والباطل آ«يوم التقى الجمعانآ» المسلمون والكفار آ«والله على كل شيء قديرآ» ومنه نصركم مع قلتكم وكثرتهم.
008-043 اذكر آ«إذ يريكهُم الله في منامكآ» أي نومك آ«قليلاآ» فأخبرت به أصحابك فسروا آ«ولو أراكهم كثيرا لفشلتمآ» جبنتم آ«ولتنازعتمآ» اختلفتم آ«في الأمرآ» أمر القتال آ«ولكن الله سلَّمـآ» ـكم من الفشل والتنازع آ«إنه عليم بذات الصدورآ» بما في القلوب.
008-044 آ«وإذ يريكموهمآ» أيها المؤمنون آ«إذ التقيتم في أعينكم قليلاآ» نحو سبعين أو مائة وهم ألف لتقدموا عليهم آ«ويقللكم في أعينهمآ» ليقدموا ولا يرجعوا عن قتالكم وهذا قبل التحام الحرب، فلما التحم أراهم إياهم مثليهم كما في آل عمران آ«ليقضيَ الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجعآ» تصير آ«الأمورآ».
008-046 آ«وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعواآ» تختلفوا فيما بينكم آ«فتفشلواآ» تجبنوا آ«وتذهب ريحكمآ» قوتكم ودولتكم آ«واصبروا إن الله مع الصابرينآ» بالنصر والعون.
008-047 آ«ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهمآ» ليمنعوا غيرهم ولم يرجعوا بعد نجاتها آ«بطرا ورئاء الناسآ» حيث قالوا لا نرجع حتى نشرب الخمر وننحر الجزور وتضرب علينا القيان ببدر فيتسامع بذلك الناس آ«ويصدونآ» الناس آ«عن سبيل الله والله بما يعملونآ» بالياء والتاء آ«محيطآ» علما فيجازيهم به.
008-048 آ«وآ» اذكر آ«إذ زيَّن لهم الشيطانآ» إبليس آ«أعمالهمآ» بأن شجعهم على لقاء المسلمين لما خافوا الخروج من أعدائهم بني بكر آ«وقالآ» لهم آ«لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكمآ» من كنانة وكان أتاهم في صورة سراقة بن مالك سيد تلك الناحية آ«فلما تراءتآ» التقت آ«الفئتانآ» المسلمة والكافرة ورأى الملائكة يده في يد الحارث بن هشام آ«نكصآ» رجع آ«على عقبيهآ» هاربا آ«وقالآ» لما قالوا له أتخذلنا على هذه الحال: آ«إني بريء منكمآ» من جواركم آ«إني أرى ما لا ترونآ» من الملائكة آ«إني أخاف اللهآ» أن يهلكني آ«والله شديد العقابآ».
008-049 آ«إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرضآ» ضعف اعتقاد آ«غرَّ هؤلاءآ» أي المسلمين آ«دينُهمآ» إذ خرجوا مع قتلهم يقاتلون الجمع الكثير توهما أنهم ينصرون بسببه قال تعال في جوابهم: آ«ومن يتوكل على اللهآ» يثق به يغلب آ«فإن الله عزيزآ» غالب على أمره آ«حكيمآ» في صنعه.
008-050 آ«ولو تَرىآ» يا محمد آ«إذ يتوفىآ» بالياء والتاء آ«الذين كفروا الملائكة يضربونآ» حال آ«وجوههم وأدبارهمآ» بمقامعَ من حديد آ«وآ» يقولون لهم آ«ذوقوا عذاب الحريقآ» أي النار وجواب لو: لرأيت أمرا عظيما.
008-051 آ«ذلكآ» التعذيب آ«بما قدَّمت أيديكمآ» عبَّر بها دون غيرها لأن أكثر الأفعال تزاول بها آ«وأن الله ليس بظلامآ» أي بذي ظلم آ«للعبيدآ» فيعذِّبهم بغير ذنب.
008-052 دأبُ هؤلاء آ«كدأبآ» كعادة آ«آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم اللهآ» بالعقاب آ«بذنوبهمآ» جملة كفروا وما بعدها مفسِّرة لما قبلها آ«إن الله قويٌآ» على ما يريده آ«شديد العقابآ».
008-053 آ«ذلكآ» أي تعذيب الكفرة آ«بأنآ» أي بسبب أن آ«الله لم يكُ مغيِّرا نعمة أنعمها على قومآ» مبدلا لها بالنقمة آ«حتَّى يغيِّروا ما بأنفسهمآ» يبدلوا نعمتهم كفرا كتبديل كفار مكة إطعامهم من جوع وأمنُهم من خوف وبعْث النبي صلى الله عليه
008-057 آ«فإماآ» فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة آ«تثقفنَّهمآ» تجدنهم آ«في الحرب فشرِّدآ» فرق آ«بهم من خلفهمآ» من المحاربين بالتنكيل بهم والعقوبة آ«لعلَّهمآ» أي الذين خلفهم آ«يذَّكرونآ» يتعظون بهم.
008-058 آ«وإما تخافن من قومآ» عاهدوك آ«خيانةآ» في عهد بأمارةٍ تلوح لك آ«فانبذآ» اطرح عهدهم آ«إليهم على سواءآ» حال أي مستويا أنت وهم في العلم بنقض العهد بأن تعلمهم به لئلا يتهموك بالغدر آ«إن الله لا يحب الخائنينآ».
008-059 ونزل فيمن أفلت يوم بدر آ«ولا تحسبنَّآ» يا محمد آ«الذين كفروا سبقواآ» الله أي فأتوه آ«إنهم لا يعجزونآ» لا يفوتونه وفي قراءة بالتحتانية فالمفعول الأول محذوف أي أنفسهم وفي أخرى بفتح إن على تقدير اللام.
008-060 (وأعدوا لهم) لقتالهم (ما استطعتم من قوة) قال صلى الله عليه وسلم "" هي الرمي "" رواه مسلم (ومن رباط الخيل) مصدر بمعنى حبسها في سبيل الله (ترهبون) تخوفون (به عدو الله وعدوكم) أي كفار مكة (وآخرين من دونهم) أي غيرهم وهم المنافقون أو اليهود (لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم) جزاؤه (وأنتم لا تظلمون) تنقصون منه شيئا.
008-061 آ«وإن جنحواآ» مالوا آ«للسَّلْمآ» بكسر السين وفتحها: الصلح آ«فاجنح لهاآ» وعاهدهم، وقال ابن عباس: هذا منسوخ بآية السيف وقال مجاهد: مخصوص بأهل الكتاب إذ نزلت في بني قريظة آ«وتوكل على اللهآ» ثق به آ«إنه هو السميعآ» للقول آ«العليمآ» بالفعل.
008-063 آ«وألَّفآ» جمع آ«بين قلوبهمآ» بعد الإحن آ«لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألَّفت بين قلوبهم ولكنَّ الله ألف بينهمآ» بقدرته آ«إنه عزيزآ» غالب على أمره آ«حكيمآ» لا يخرج شيء عن حكمته.
008-066 آ«الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضُعفاآ» بضم الضاد وفتحها عن قتال عشرة أمثالكم آ«فإن يكنآ» بالياء والتاء آ«منكم مائة صابرة يغلبوا مائتينآ» منهم آ«وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن اللهآ» بإرادته وهو خبر بمعنى الأمر أي لتقاتلوا مثليكم وتثبتوا لهم آ«والله مع الصابرينآ» بعونه.
008-067 ونزل لما أخذوا الفداء من أسرى بدر آ«ما كان لنبي أن تكونآ» بالتاء والياء آ«له أسرى حتى يثخن في الأرضآ» يبالغ في قتل الكفار آ«تريدونآ» أيها المؤمنون آ«عَرَض الدنياآ» حطامها بأخذ الفداء آ«والله يريدآ» لكم آ«الآخرةآ» أي ثوابها بقتلهم آ«والله عزيز حكيمآ» وهذا منسوخ بقوله (فإما منّا بعد وإما فداءً).
008-071 آ«وإن يريدواآ» أي الأسرى آ«خيانتكآ» بما أظهروا من القول آ«فقد خانوا الله من قبلآ» قبل بدر بالكفر آ«فأمكن منهمآ» ببدر قتلا وأسرا فليتوقعوا مثل ذلك إن عادوا آ«والله عليمآ» بخلقه آ«حكيمآ» في صنعه.
008-072 آ«إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللهآ» وهم المهاجرون آ«والذين آوَوْاآ» النبي صلى الله عليه وسلم آ«ونصرواآ» وهم الأنصار آ«أولئك بعضهم أولياء بعضآ» في النصرة والإرث آ«والذين آمنوا ولم يُهاجروا مالكم من ولايَتِهِمْآ» بكسر الواو وفتحها آ«من شيءآ» فلا إرث بينكم وبينهم ولا نصيب لهم في الغنيمة آ«حتى يهاجرواآ» وهذا منسوخ بآخر السورة آ«وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصرآ» لهم على الكفار آ«إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاقآ» عهد فلا تنصروهم عليهم وتنقضوا عهدهم آ«والله بما تعملون بصيرآ».
008-075 آ«والذين آمنوا من بعدآ» أي بعد السابقين إلى الإيمان والهجرة آ«وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكمآ» أيها المهاجرون والأنصار آ«وأولو الأرحامآ» ذوو القرابات آ«بعضهم أوْلى ببعضآ» في الإرث من التوارث في الإيمان والهجرة المذكورة في الآية السابقة آ«في كتاب اللهآ» اللوح المحفوظ آ«إن الله بكل شيء عليمآ» ومنه حكمة الميراث.