029-008 آ«ووصينا الإنسان بوالديه حسناًآ» أي إيصاء ذات حسن بأن يبرهما آ«وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك بهآ» بإشراكه آ«علمآ» موافقة للواقع فلا مفهوم له آ«فلا تطعهماآ» في الإشراك آ«إليَّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملونآ» فأجازيكم به.
029-010 آ«ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناسآ» أي أذاهم له آ«كعذاب اللهآ» في الخوف منه فيطيعهم فينافق آ«ولئنآ» لام قسم آ«جاء نصرٌآ» للمؤمنين آ«من ربكآ» فغنموا آ«ليقولنَّآ» حذفت منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين آ«إنا كنا معكمآ» في الإيمان فأشركونا في الغنيمة قال تعالى: آ«أوَ ليس الله بأعلمآ» أي بعالم آ«بما في صدور العالمينآ» بقلوبهم من الإيمان والنفاق؟ بلى.
029-012 آ«وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلناآ» ديننا آ«ولنحمل خطاياكمآ» في اتباعنا إن كانت والأمر بمعنى الخبر، قال تعالى: آ«وما هم بحاملين من خطاياهم
029-014 آ«ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومهآ» وعمره أربعون سنة أو أكثر آ«فلبس فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماًآ» يدعوهم إلى توحيد الله فكذبوه آ«فأخذهم الطوفانآ» أي الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا آ«وهم ظالمونآ» مشركون.
029-015 آ«فأنجيناهآ» أي نوحا آ«وأصحاب السفينةآ» الذين كانوا معه فيها آ«وجعلناها آيةآ» عبرة آ«للعالمينآ» لمن بعدهم من الناس إن عصوا رسلهم وعاش نوح بعد الطوفان ستين سنة أو أكثر حتى كثر الناس.
029-016 آ«وآ» اذكر آ«إبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوهآ» خافوا عقابه آ«ذلكم خير لكمآ» مما أنتم عليه من عبادة الأصنام آ«إن كنتم تعلمونآ» الخير من غيره.
029-017 آ«إنما تعبدون من دون اللهآ» أي غيره آ«أوثاناً وتخلقون إفكاآ» تقولون كذباً إن الأوثان شركاء الله آ«إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاآ» لا يقدرون أن يرزقوكم آ«فابتغوا عند الله الرزقآ» اطلبوه منه آ«واعبدوه
029-018 آ«إنما تعبدون من دون اللهآ» أي غيره آ«أوثانا وتخلقون إفكاآ» تقولون كذبا إن الأوثان شركاء الله آ«إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاآ» لا يقدرون أن يرزقوكم آ«فابتغوا عند الله الرزقآ» اطلبوه منه آ«واعبدوه واشكروا له إليه ترجعونآ».
029-019 آ«أَو لم يروْاآ» بالياء والتاء ينظروا آ«كيف يُبدئ الله الخلقآ» هو بضم أوله وقرأ بفتحة من بدأ وأبدأ بمعنى أي يخلقهم ابتداءً آ«ثمآ» هو آ«يعيدهآ» أي الخلق كما بدأه آ«إن ذلكآ» المذكور من الخلق الأول والثاني آ«على الله يسيرآ» فكيف ينكرون الثاني.
029-020 آ«قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلقآ» لمن كان قبلكم وأماتهم آ«ثم الله ينشئ النَّشأةَ الآخرةآ» مداً وقصراً مع سكون الشين آ«إن الله على كل شيءٍ قديرآ» ومنه البدء والإعادة.
029-022 آ«وما أنتم بمعجزينآ» ربكم عن إدراككم آ«في الأرض ولا في السماءآ» لو كنتم فيها: أي لا تفوتونه آ«وما لكم من دون اللهآ» أي غيره آ«من وليآ» يمنعكم منه آ«ولا نصيرآ» ينصركم من عذابه.
029-024 قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام: آ«فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرّقوه فأنجاه الله من النارآ» التي قذفوه فيها بأن جعلها برداً وسلاماً آ«إن في ذلكآ» أي إنجائه منها آ«لآياتآ» هي عدم تأثيرها فيه مع عظمها وإخمادها وإنشاء روض مكانها في زمن يسير آ«لقوم يؤمنونآ» يصدقون بتوحيد الله وقدرته لأنهم المنتفعون بها.
029-025 آ«وقالآ» إبراهيم آ«إنما اتخذتم من دون الله أوثاناآ» تعبدونها وما مصدرية آ«مودةُ بينكمآ» خبر إن، وعلى قراءة النصب مفعول له وما كافة المعنى تواددتم على عبادتها آ«في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعضآ» يتبرأ القادة من الأتباع آ«ويلعن بعضكم بعضاًآ» يلعن الأتباع القادة آ«ومأواكمآ» مصيركم جميعاً آ«النار وما لكم من ناصرينآ» مانعين منها.
029-026 آ«فآمن لهآ» صدق إبراهيم آ«لوطآ» وهو ابن أخيه هاران آ«وقالآ» إبراهيم آ«إني مهاجرآ» من قومي آ«إلى ربيآ» إلى حيث أمرني ربي وهجر قومه وهاجر من سواد العراق إلى الشام آ«إنه هو العزيزآ» في ملكه آ«الحكيمآ» في صنعه.
029-028 آ«وآ» اذكر آ«لوطاً إذ قال لقومه أإنكمآ» بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين آ«لتأتون الفاحشةآ» أي: أدبار الرجال آ«ما سبقكم بها من أحد من العالمينآ» الإنس والجن.
029-029 آ«أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيلآ» طريق المارة بفعلكم الفاحشة بمن يمر بكم فترك الناس الممر بكم آ«وتأتون في ناديكمآ» أي متحدَّثِكم آ«المنكرآ» فعل الفاحشة بعضكم ببعض آ«فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقينآ» في استقباح ذلك وأن العذاب نازل بفاعليه.
029-033 آ«ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهمآ» حزن بسببهم آ«وضاق بهم ذرعاآ» صدرا لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه فأعلموه أنهم رسل ربه آ«وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجُّوكآ» بالتشديد والتخفيف آ«وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرينآ» ونصب أهلك عطف على محل الكاف.
029-036 آ«وآ» أَرسلنا آ«إلى مدْين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخرآ» اخشوه، هو يوم القيامة آ«ولا تعثوْا في الأرض مفسدينآ» حال مؤكدة لعاملها من عثي بكسر المثلثة أفسد.
029-038 آ«وآ» أهلكنا آ«عادا وثموداآ» بالصرف وتركه بمعنى الحي والقبيلة آ«وقد تبيّن لكمآ» إهلاكهم آ«من مساكنهمآ» بالحجر واليمن آ«وزيَّن لهم الشيطان أعمالهمآ» من الكفر والمعاصي آ«فصدهم عن السبيلآ» سبيل الحق آ«وكانوا
029-039 آ«وآ» أهلكنا آ«قارون وفرعون وهامان ولقد جاءهمآ» من قبل آ«موسى بالبيّناتآ» الحجج الظاهرات آ«فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقينآ» فائتين عذابنا.
029-040 آ«فكلاآ» من المذكورين آ«أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباآ» ريحاً عاصفة فيها حصباء كقوم لوط آ«ومنهم من أخذته الصيحةآ» كثمود آ«ومنهم من خسفنا به الأرضآ» كقارون آ«ومنهم من أغرقناآ» كقوم نوح وفرعون وقومه آ«وما كان الله ليظلمهمآ» فيعذبهم بغير ذنب آ«ولكن كانوا أنفسهم يظلمونآ» بارتكاب الذنب.
029-041 آ«مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياءآ» أي أصناماً يرجون نفعها آ«كمثل العنكبوت اتخذت بيتاًآ» لنفسها تأوي إليه آ«وإن أوهنآ» أضعف آ«البيوت لبيت العنكبوتآ» لا يدفع عنها حراً ولا برداً كذلك الأصنام لا تنفع عابديها آ«لو كانوا يعلمونآ» ذلك ما عبدوها.
029-045 آ«اتل ما أوحي إليك من الكتابآ» القرآن آ«وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكرآ» شرعا أي من شأنها ذلك ما دام المرء فيها آ«ولذكر الله أكبرآ» من غيره من الطاعات آ«والله يعلم ما تصنعونآ» فيجازيكم به.
029-046 آ«ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتيآ» أي: المجادلة التي آ«هي أحسنآ» كالدعاء إلى الله بآياته والتنبيه على حججه آ«إلا الذين ظلموا منهمآ» بأن حاربوا وأبوا أن يقرّوا بالجزية فجادلوهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية آ«وقولواآ» لمن قبل الإقرار بالجزية إذا أخبروكم بشيء مما في كتبهم آ«آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكمآ» ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم في ذلك آ«وإلهنا وإلهكم واحدٌ ونحن مسلمونآ» مطيعون.
029-047 آ«وكذلك أنزلنا إليك الكتابآ» القرآن كما أنزلنا إليهم التوراة وغيرها آ«فالذين آتيناهم الكتابآ» التوراة كعبد الله بن سلام وغيره آ«يؤمنون بهآ» بالقرآن آ«ومن هؤلاءآ» أهل مكة آ«من يؤمن به وما يجحد بآياتناآ» بعد ظهورها آ«إلا الكافرونآ» أي اليهود وظهر لهم أن القرآن حق والجائي به محق وجحدوا ذلك.
029-049 آ«بل هوآ» أي القرآن الذي جئت به آ«آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلمآ» أي المؤمنون يحفظونه آ«وما يجحد بآياتنا إلا الظالمونآ» أي: اليهود وجحدوها بعد ظهورها لهم.
029-050 آ«وقالواآ» أي كفار مكة آ«لولاآ» هلا آ«أنزل عليهآ» أي محمد آ«آية من ربهآ» وفي قراءة آيات كناقة صالح وعصا موسى ومائدة عيسى آ«قلآ» لهم آ«إنما الآيات عند اللهآ» ينزلها كيف يشاء آ«وإنما أنا نذير مبينآ» مظهر إنذاري بالنار أهل المعصية.
029-051 آ«أو لم يكفهمآ» فيما طلبوا آ«أنَّا أنزلنا عليك الكتابآ» القرآن آ«يتلى عليهمآ» فهو آية مستمرة لا انقضاء لها بخلاف ما ذكر من الآيات آ«إن في ذلكآ» الكتاب آ«لرحمةً وذكرىآ» عظة آ«لقوم يؤمنونآ».
029-052 آ«قل كفى بالله بيني وبينكم شهيداآ» بصدقي آ«يعلم ما في السماوات والأرضآ» ومنه حالي وحالكم آ«والذين آمنوا بالباطلآ» وهو ما يعبد من دون الله آ«وكفروا باللهآ» منكم آ«أولئك هم الخاسرونآ» في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالإيمان.
029-055 آ«يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ونقولآ» فيه بالنون أي نأمر بالقول، وبالياء يقول أي الموكل بالعذاب آ«ذوقوا ما كنتم تعلمونآ» أي جزاءه فلا تفوتوننا.
029-056 آ«يا عباديَ الذين آمنوا إنَّ أرضي واسعة فإياي فاعبدونآ» في أي أرض تيسَّرت فيها العبادة، بأن تهاجروا إليها من أرض لم تتيسر فيها نزل في ضعفاء مسلمي مكة كانوا في ضيق من إظهار الإسلام بها.
029-058 آ«والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنُبوئنَّهمآ» ننزلنهم، وفي قراءة بالمثلثة بعد النون من الثواء: الإقامة وتعديته إلى غرفا بحذف في آ«من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدينآ» مقدّرين الخلود آ«فيها نِعم أجر العاملينآ» هذا الأجر.
029-060 آ«وكأينآ» كم آ«من دابة لا تحمل رزقهاآ» لضعفها آ«الله يرزقها وإياكمآ» أيها المهاجرون وإن لم يكن معكم زاد ولا نفقة آ«وهو السميعآ» لأقوالكم آ«العليمآ» بضمائركم.
029-061 آ«ولئنآ» لام قسم آ«سألتهمآ» أي: الكفار آ«من خلق السماوات والأرض وسخَّر الشمس والقمر ليقولُنَّ الله فأنّى يؤفكونآ» يصرفون عن توحيده بعد إقرارهم بذلك.
029-062 آ«الله يبسط الرزقآ» يوسعه آ«لمن يشاء من عبادهآ» امتحانا آ«ويقدرآ» يضيق آ«لهآ» بعد البسط أي لمن يشاء ابتلاءه آ«إن الله بكل شيء عليمآ» ومنه محل البسط والتضييق.
029-063 آ«ولئنآ» لام قسم آ«سألتهم من نزَّل من السماء ماءً فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولنَّ اللهآ» فكيف يشركون به آ«قلآ» لهم آ«الحمد للهآ» على ثبوت الحجة عليكم آ«بل أكثرهم لا يعقلونآ» تناقضهم في ذلك.
029-064 آ«وما هذه الحياة الدنيا إلا لهوٌ ولعبآ» وأما القرَب فمن أمور الآخرة لظهور ثمرتها فيها آ«وإن الدار الآخرة لهي الحيوانآ» بمعنى الحياة آ«لو كانوا يعلمونآ» ذلك ما آثروا الدنيا عليها.
029-065 آ«فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدينآ» أي الدعاء، أي: لا يدعون معه غيره لأنهم في شدة لا يكشفها إلا هو آ«فلما نجّاهم إلى البر إذا هم يشركونآ» به.
029-068 آ«ومنآ» أي لا أحد آ«أظلم ممن افترى على الله كذباآ» بأن أشرك به آ«أو كذب بالحقآ» النبي أو الكتاب آ«لما جاءَه أَليس في جهنم مثوىّآ» مأوى آ«للكافرينآ» أي فيها ذلك وهو منهم.