Roman Script    Reciting key words            Previous Sūrah    Quraan Index    Home  

6) Sūrat Al-'An`ām

Printed format

6) سُورَة الأَنعَام

Toggle thick letters. Most people make the mistake of thickening thin letters in the words that have other (highlighted) thick letter Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
006-001 آ«الحمدآ» وهو الوصف الجميل ثابت آ«للهآ» وهل المراد الإعلام بذلك للإيمان به الثناء به أوهما احتمالات أفيدها الثالث قاله الشيخ في سورة الكهف آ«الذي خلق السماوات والأرضآ» خصهما بالذكر لأنهما أعظم المخلوقات للناظرين آ«وجعلآ» الْحَمْدُ‌ لِلَّهِ ‌الَّذِي خَ‍‍لَ‍‍قَ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضَ ‌وَجَعَلَ ‌ال‍‍ظُّ‍‍لُم‍‍َ‍اتِ ‌وَ‌ال‍‍نّ‍‍ُ‍و‌‍رَۖ ثُ‍‍مَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ بِ‍رَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ
006-002 آ«هو الذي خلقكم من طينآ» بخلق أبيكم آدم منه آ«ثم قضى أجلاآ» لكم تموتون عند انتهائه آ«وأجلٌ مسمّىّآ» مضروب آ«عندهآ» لبعثكم آ«ثم أنتمآ» أيها الكفار آ«تمترونآ» تشكون في البعث بعد علمكم أنه ابتدأ خلقكم ومن قدر على الإبتداء فهو على الإعادة أقدر. هُوَ‌ ‌الَّذِي خَ‍‍لَ‍‍قَ‍‍كُمْ مِ‍‌‍نْ طِ‍‍ي‍‍ن‌‍ٍ‌ ثُ‍‍مَّ قَ‍‍ضَ‍‍ى‌ ‌أَجَلا‌ ًۖ ‌وَ‌أَجَلٌ‌ مُسَ‍‍مّ‍‍ىً‌ عِ‍‌‍نْ‍‍دَهُ ۖ ثُ‍‍مَّ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ تَمْتَرُ‌ونَ
006-003 آ«وهو اللهآ» مستحق للعبادة آ«في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركمآ» ما تسرون وما تجهرون به بينكم آ«ويعلم ما تكسبونآ» تعملون من خير وشرِّ. وَهُوَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَفِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۖ يَعْلَمُ سِ‍‍ر‍ّ‍َكُمْ ‌وَجَهْ‍رَكُمْ ‌وَيَعْلَمُ مَا‌ تَكْسِبُونَ
006-004 آ«وما تأتيهمآ» أي أهل مكة آ«منآ» زائدة آ«آية من آيات ربهمآ» من القرآن آ«إلا كانوا عنها معرضينآ». وَمَا‌ تَأْتِيهِمْ مِ‍‌‍نْ ‌آيَةٍ‌ مِ‍‌‍نْ ‌آي‍‍َ‍اتِ ‌‍رَبِّهِمْ ‌إِلاَّ‌ كَانُو‌ا‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ مُعْ‍‍رِ‍‍ضِ‍‍ينَ
006-005 آ«فقد كذٌبوا بالحقآ» بالقرآن آ«لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباءآ» عواقب آ«ما كانوا به يستهزئونآ». فَ‍قَ‍‍دْ‌ كَذَّبُو‌ا‌ بِ‍الْحَ‍‍قِّ لَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَهُمْ ۖ فَسَ‍‍وْفَ يَأْتِيهِمْ ‌أَ‌نْ‍‍ب‍‍َ‍ا‌ءُ‌ مَا‌ كَانُو‌ا‌ بِ‍‍هِ يَسْتَهْزِئ‍‍ُ‍‍ون
006-006 آ«ألم يرواآ» في أسفارهم إلى الشام وغيرها آ«كمآ» خبرية بمعنى كثيرا آ«أهلكنا من قبلهم من قرنآ» أمة من الأمم الماضية آ«مكَّناهمآ» أعطيناهم مكانا آ«في الأرضآ» بالقوة والسعة آ«ما لم نمكنآ» نعط آ«لكمآ» فيه التفات عن الغيبة آ«وأرسلنا السماءآ» المطر آ«عليهم مدراراآ» متتابعا آ«وجعلنا الأنهار تجري من تحتهمآ» أَلَمْ يَ‍رَ‌وْ‌ا‌ كَمْ ‌أَهْلَكْنَا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِهِمْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍رْنٍ‌ مَكَّ‍‍نَّ‍‍اهُمْ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ مَا‌ لَمْ نُمَكِّ‍‌‍نْ لَكُمْ ‌وَ‌أَ‌رْسَلْنَا‌ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءَ‌ عَلَيْهِمْ مِ‍‍دْ‌‍رَ‌ا‌ر‌ا‌ ً‌ ‌وَجَعَلْنَا‌ ‌الأَ‌نْ‍‍ه‍‍َ‍ا‌‍رَ‌ تَ‍‍جْ‍‍رِي مِ‍‌‍نْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ ‌وَ‌أَ‌ن‍‍شَأْنَا‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِمْ قَ‍‍رْنا‌‌ ً‌ ‌آ‍‍خَ‍‍رِينَ
006-007 آ«ولو نزلَّنا عليك كتاباآ» مكتوبا آ«في قرطاسآ» رَق كما اقترحوا آ«فلمسوه بأيديهمآ» أبلغ من عاينوه لأنه أنفى للشك آ«لقال الذين كفروا إنآ» ما آ«هذا إلا سحر مبينآ» تعنُّنا وعنادا. وَلَوْ‌ نَزَّلْنَا‌ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ كِتَابا‌‌ ً‌ فِي قِ‍‍رْ‍‍طَ‍‍اس‌‍ٍ‌ فَلَمَس‍‍ُ‍وهُ بِأَيْدِيهِمْ لَ‍‍قَ‍‍الَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ ‌إِ‌نْ هَذَ‌ا‌ ‌إِلاَّ‌ سِحْر‌ٌ‌ مُبِينٌ
006-008 آ«وقالوا لولاآ» هلا آ«أنزل عليهآ» على محمد صلى الله عليه وسلم آ«ملكآ» يصدقه آ«ولو أنزلنا ملكاآ» كما اقترحوا فلم يؤمنوا آ«لقضي الأمرآ» بهلاكهم آ«ثم لا ينظرونآ» يمهلون لتوبة أو معذرة كعادة الله فيمن قبلهم من إهلاكهم عند وجود مقترحهم إذا لم يؤمنوا. وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌ لَوْلاَ‌ ‌أُ‌ن‍‍زِلَ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ مَلَكٌۖ ‌وَلَوْ‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلْنَا‌ مَلَكا‌ ً‌ لَ‍‍قُ‍‍ضِ‍‍يَ ‌الأَمْرُ‌ ثُ‍‍مَّ لاَ‌ يُ‍‌‍ن‍‍ظَ‍‍رُ‌ونَ
006-009 آ«ولو جعلناهآ» أي المنزل إليهم آ«ملكا لجعلناهآ» أي الملك آ«رجلاآ» أي على صورته ليتمكنوا من رؤيته إذ لا قوَّه للبشر على رؤية الملك آ«وآ» لو أنزلناه وجعلنا رجلا آ«للبسناآ» شبهنا آ«عليهم ما يلبسونآ» على أنفسهم بأن يقولوا ما هذا إلا بشر مثلكم. وَلَوْ‌ جَعَلْن‍‍َ‍اهُ مَلَكا‌ ً‌ لَجَعَلْن‍‍َ‍اهُ ‌‍رَجُلا‌ ً‌ ‌وَلَلَبَسْنَا‌ عَلَيْهِمْ مَا‌ يَلْبِسُونَ
006-010 آ«ولقد استُهزئ برسل من قبلكآ» فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم آ«فحاقآ» نزل آ«بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئونآ» وهو العذاب فكذا يحيق بمن استهزأ بك. وَلَ‍قَ‍‍دِ‌ ‌اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكَ فَح‍‍َ‍اقَ بِ‍الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ سَ‍‍خِ‍‍رُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَا‌ كَانُو‌ا‌ بِ‍‍هِ يَسْتَهْزِئ‍‍ُ‍‍ون
006-011 آ«قلآ» لهم آ«سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبينآ» الرسل من هلاكهم بالعذاب ليعتبروا. قُ‍‍لْ سِيرُ‌و‌ا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ثُ‍‍مَّ ‌ان‍‍ظُ‍‍رُ‌و‌ا‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ ك‍‍َ‍انَ عَاقِ‍‍بَةُ ‌الْمُكَذِّبِينَ
006-012 آ«قل لمن ما في قُ‍‍لْ لِمَ‍‌‍نْ مَا‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۖ قُ‍‍لْ لِلَّهِ ۚ كَتَبَ عَلَى‌ نَفْسِهِ ‌ال‍رَّحْمَةَ ۚ لَيَ‍‍جْ‍‍مَعَ‍‍نَّ‍‍كُمْ ‌إِلَى‌ يَ‍‍وْمِ ‌الْ‍‍قِ‍‍يَامَةِ لاَ‌ ‌‍رَيْ‍‍بَ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ۚ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ خَ‍‍سِرُ‌و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ فَهُمْ لاَ‌ يُؤْمِنُونَ
006-013 آ«ولهآ» تعالى آ«ما سكنآ» حلُ آ«في الليل والنهارآ» أي كل شيء فهو ربه وخالقه ومالكه آ«وهو السميعآ» لما يقال آ«العليمآ» بما يفعل. وَلَ‍‍هُ مَا‌ سَكَنَ فِي ‌ال‍‍لَّ‍‍يْ‍‍لِ ‌وَ‌ال‍‍نَّ‍‍ه‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ۚ ‌وَهُوَ‌ ‌ال‍‍سَّم‍‍ِ‍ي‍‍عُ ‌الْعَلِيمُ
006-014 آ«قلآ» لهم آ«أغير الله أتَّخذ وليّاًآ» أعبده آ«فاطر السماوات والأرضآ» مبدعهما آ«وهو يُطعمآ» يرزق آ«ولا يُطعمآ» يُرزق آ«قل إني أمرت أن أكون أول من أسلمآ» لله من هذه الأمة آ«وآ» قيل لي آ«لا تكوننَّ من المشركينآ» به. قُ‍‍لْ ‌أَ‍‍غَ‍‍يْ‍رَ‌اللَّ‍‍هِ ‌أَتَّ‍‍خِ‍‍ذُ‌ ‌وَلِيّا‌‌ ً‌ فَاطِ‍‍رِ‌ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَهُوَ‌ يُ‍‍طْ‍‍عِمُ ‌وَلاَ‌ يُ‍‍طْ‍‍عَمُ ۗ قُ‍‍لْ ‌إِنِّ‍‍ي ‌أُمِ‍‍رْتُ ‌أَ‌نْ ‌أَك‍‍ُ‍ونَ ‌أَ‌وَّلَ مَ‍‌‍نْ ‌أَسْلَمَ ۖ ‌وَلاَ‌ تَكُونَ‍‍نَّ مِنَ ‌الْمُشْ‍‍رِكِينَ
006-015 آ«قل إني أخاف إن عصيت ربيآ» بعبادة غيره آ«عذاب يوم عظيمآ» هو يوم القيامة. قُ‍‍لْ ‌إِنِّ‍‍ي ‌أَ‍خَ‍‍افُ ‌إِ‌نْ عَ‍‍صَ‍‍يْ‍‍تُ ‌‍رَبِّي عَذ‍َ‍‌ابَ يَ‍‍وْمٍ عَ‍‍ظِ‍‍يمٍ
006-016 آ«من يُصرفآ» بالبناء للمفعول أي العذاب وللفاعل أي الله والعائد محذوف آ«عنه يومئذ فقد رحمهآ» تعالى أي أراد له الخير آ«وذلك الفوز المبينآ» النجُاة الظاهرة. مَ‍‌‍نْ يُ‍‍صْ‍رَفْ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ يَوْمَئِذ‌‌ٍ‌ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ‌‍رَحِمَ‍‍هُ ۚ ‌وَ‌ذَلِكَ ‌الْفَ‍‍وْ‌زُ‌ ‌الْمُبِينُ
006-017 آ«وإن يمسسك الله بضرآ» بلاء كمرض وفقر آ«فلا كاشفآ» رافع آ«له إلا هو وإن يمسسك بخيرآ» كصحة وغنىّ آ«فهو على كل شىء قديرآ» ومنه مسُّك به ولا يقدر على ردِّه عنك غيره. وَ‌إِ‌نْ يَمْسَسْكَ ‌اللَّ‍‍هُ بِ‍‍ضُ‍‍رّ‌‌ٍ‌ فَلاَ‌ كَاشِفَ لَهُ~ُ ‌إِلاَّ‌ هُوَ‌ ۖ ‌وَ‌إِ‌نْ يَمْسَسْكَ بِ‍‍خَ‍‍يْ‍‍ر‌‌ٍ‌ فَهُوَ‌ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍقَ‍‍دِيرٌ
006-018 آ«وهو القاهرآ» القادر الذي وَهُوَ‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍اهِ‍‍ر‍ُ‍‌ فَ‍‍وْ‍قَ عِبَا‌دِهِ ۚ ‌وَهُوَ‌ ‌الْحَك‍‍ِ‍ي‍‍مُ ‌الْ‍‍خَ‍‍بِيرُ
006-019 ونزل لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إئتنا بمن يشهد لك بالنبوة فإن أهل الكتاب أنكروك آ«قلآ» لهم آ«أيُّ شيءٍ أكبر شهادةآ» تمييز محول عن المبتدأ آ«قل اللهُآ» إن لم يقولوه لا جواب غيره، وهو آ«شهيد بيني وبينكمآ» على صدقي آ«وأوحي إليَّ هذا القرآن لأنذركمآ» أخوفكم يا أهل مكة آ«به ومن بلغآ» عطف على ضمير أنذركم أي بلغة القرآن عن الأنس والجن آ«أئنَّكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرىآ» إستفهام إنكاري آ«قلآ» لهم آ«لا أشِهدُآ» بذلك آ«قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركونآ» معه من الأصنام. قُ‍‍لْ ‌أَيُّ شَ‍‍يْءٍ‌ ‌أَكْبَرُ‌ شَهَا‌دَة‌ ًۖ قُ‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هُ ۖ شَه‍‍ِ‍ي‍‍د‌ٌ‌ بَيْنِي ‌وَبَيْنَكُمْ ۚ ‌وَ‌أ‍ُ‍‌وحِيَ ‌إِلَيَّ هَذَ‌ا‌ ‌الْ‍‍قُ‍‍رْ‌آنُ لِأ‌ن‍‍ذِ‌‍رَكُمْ بِ‍‍هِ ‌وَمَ‍‌‍نْ بَلَ‍‍غَ ۚ ‌أَئِ‍‍نَّ‍‍كُمْ لَتَشْهَد‍ُ‍‌ونَ ‌أَنَّ مَعَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌آلِهَةً ‌أُ‍خْ‍رَ‌ى‌ ۚ قُ‍‍لْ لاَ‌ ‌أَشْهَدُ‌ ۚ قُ‍‍لْ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ هُوَ‌ ‌إِلَهٌ‌ ‌وَ‌احِد‌ٌ‌ ‌وَ‌إِنَّ‍‍نِي بَ‍‍رِيء‌ٌ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تُشْ‍‍رِكُونَ
006-020 آ«الذين آتيناهم الكتاب يعرفونهآ» أي محمدا بنعته في كتابهم آ«كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهمآ» منهم آ«فهم لا يؤمنونآ» به. الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آتَيْنَاهُمُ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ يَعْ‍‍رِفُونَ‍‍هُ كَمَا‌ يَعْ‍‍رِف‍‍ُ‍ونَ ‌أَبْ‍‍ن‍‍َ‍ا‌ءَهُمُ ۘ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ خَ‍‍سِرُ‌و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ فَهُمْ لاَ‌ يُؤْمِنُونَ
006-021 آ«ومنآ» أي لا أحد آ«أظلم ممن افترى على الله كذباآ» بنسبه الشريك إليه آ«أو كذَّب بآياتهآ» القرآن آ«إنهآ» أي الشأن آ«لا يفلح الظالمونآ» بذلك. وَمَ‍‌‍نْ ‌أَ‍ظْ‍‍لَمُ مِ‍‍مَّ‍‍نِ ‌افْتَ‍رَ‌ى‌ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ كَذِباً‌ ‌أَ‌وْ‌ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ ‌إِنَّ‍‍هُ لاَ‌ يُفْلِحُ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمُونَ
006-022 آ«وآ» اذكر آ«يوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركواآ» توبيخا آ«أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمونآ» أنهم شركاء الله. وَيَ‍‍وْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعا‌‌ ً‌ ثُ‍‍مَّ نَ‍‍قُ‍‍ولُ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أَشْ‍رَكُ‍‍و‌ا‌ ‌أَيْ‍‍نَ شُ‍رَك‍‍َ‍ا‌ؤُكُمُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَزْعُمُونَ
006-023 آ«ثم لم تكنآ» بالتاء والياء آ«فتنتّهمآ» بالنصب والرفع أي معذرتهم آ«إلا أن ثُ‍‍مَّ لَمْ تَكُ‍‌‍نْ فِتْنَتُهُمْ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ قَ‍‍الُو‌ا‌ ‌وَ‌اللَّهِ ‌‍رَبِّنَا‌ مَا‌ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ مُشْ‍‍رِكِينَ
006-024 قال تعال: آ«أنظرآ» يا محمد آ«كيف كذبوا على أنفسهمآ» بنفي الشرك عنهم آ«وضلَّآ» غاب آ«عنهم ما كانوا يفترونـآ» ـه على الله من الشركاء. ‍ان‍‍ظُ‍‍رْ‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ كَذَبُو‌ا‌ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسِهِمْ ۚ ‌وَ‍ضَ‍‍لَّ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَا‌ كَانُو‌ا‌ يَفْتَرُ‌ونَ
006-025 آ«ومنهم من يستمع إليكآ» إذا قرأت آ«وجعلنا على قلوبهم أكنةآ» أغطية لـ آ«أنآ» لا آ«يفقهوهآ» يفهموا القرآن آ«وفي آذانهم وقراآ» صما فلا يسمعونه سماع قبول آ«وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءُوك يجادلونك يقول الذين كفروا إنآ» ما آ«هذاآ» القرآن آ«إلا أساطيرآ» أكاذيب آ«الأولينآ» كالأضاحيك والأعاجيب جمع أسطورة بالضم. وَمِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَ‍‌‍نْ يَسْتَمِعُ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ۖ ‌وَجَعَلْنَا‌ عَلَى‌ قُ‍‍لُوبِهِمْ ‌أَكِ‍‍نَّ‍‍ةً ‌أَ‌نْ يَفْ‍‍قَ‍‍ه‍‍ُ‍وهُ ‌وَفِ‍‍ي ‌آ‌ذَ‌انِهِمْ ‌وَ‍قْ‍‍ر‌ا‌ ًۚ ‌وَ‌إِ‌نْ يَ‍رَ‌وْ‌ا‌ كُلَّ ‌آيَة‍ٍ‌ لاَ‌ يُؤْمِنُو‌ا‌ بِهَا‌ ۚ حَتَّ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ء‍ُ‍‌وكَ يُجَا‌دِلُونَكَ يَ‍‍قُ‍‍ولُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ ‌إِ‌نْ هَذَ‌ا‌ ‌إِلاَّ‌ ‌أَسَاطِ‍‍ي‍‍رُ‌ ‌الأَ‌وَّلِينَ
006-026 آ«وهم ينهونآ» الناس آ«عنهآ» عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم آ«وينأونآ» يتباعدون آ«عنهآ» فلا يؤمنون به، وقيل: نزلت في أبي طالب كان ينهى عن أذاه ولا يؤمن به آ«وإنآ» ما آ«يهلكونآ» بالنأي عنه آ«إلا أنفسهمآ» لأن ضرره عليهم آ«وما يشعرونآ» بذلك. وَهُمْ يَ‍‌‍نْ‍‍هَ‍‍وْنَ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌وَيَ‍‌‍نْ‍‍أَ‌وْنَ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ ۖ ‌وَ‌إِ‌نْ يُهْلِك‍‍ُ‍ونَ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ ‌وَمَا‌ يَشْعُرُ‌ونَ
006-027 آ«ولو ترىآ» يا محمد آ«إذ وُقفواآ» عرضوا آ«على النار فقالوا ياآ» للتنبيه آ«ليتنا نردُّآ» إلى الدنيا آ«ولا نكذِّبُ بآيات ربنا ونكونُ من المؤمنينآ» برفع الفعلين إستئنافا ونصبهما في جواب التمني ورفع الأول ونصب الثاني وجواب لو رأيت أمرا عظيما. وَلَوْ‌ تَ‍رَ‌ى‌ ‌إِ‌ذْ‌ ‌وُ‍قِ‍‍فُو‌ا‌ عَلَى‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ فَ‍‍قَ‍‍الُو‌ا‌ يَا‌ لَيْتَنَا‌ نُ‍رَ‌دُّ‌ ‌وَلاَ‌ نُكَذِّبَ بِآي‍‍َ‍اتِ ‌‍رَبِّنَا‌ ‌وَنَك‍‍ُ‍ونَ مِنَ ‌الْمُؤْمِنِينَ
006-028 قال تعالى: آ«بلآ» للإضراب عن بَلْ بَدَ‌ا‌ لَهُمْ مَا‌ كَانُو‌ا‌ يُ‍‍خْ‍‍ف‍‍ُ‍ونَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ۖ ‌وَلَوْ‌ ‌رُ‌دُّ‌و‌ا‌ لَعَا‌دُ‌و‌ا‌ لِمَا‌ نُهُو‌ا‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌وَ‌إِنَّ‍‍هُمْ لَكَا‌ذِبُونَ
006-029 آ«وقالواآ» أي منكر والبعث آ«إنآ» ما آ«هيآ» أي الحياة آ«إلا حياتنا الدنيا ومانحن بمبعوثينآ». وَ‍قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌إِ‌نْ هِيَ ‌إِلاَّ‌ حَيَاتُنَا‌ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ‌وَمَا‌ نَحْنُ بِمَ‍‍بْ‍‍عُوثِينَ
006-030 آ«ولو ترى إذ وقفواآ» عرضوا آ«على ربِّهمآ» لرأيت أمرا عظيما آ«قالآ» لهم على لسان الملائكة توبيخا آ«أليس هذاآ» البعث والحساب آ«بالحق قالوا بلى وربِّناآ» إنه لحق آ«قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرونآ» به في الدنيا. وَلَوْ‌ تَ‍رَ‌ى‌ ‌إِ‌ذْ‌ ‌وُ‍قِ‍‍فُو‌ا‌ عَلَى‌ ‌‍رَبِّهِمْ ۚ قَ‍‍الَ ‌أَلَ‍‍يْ‍‍سَ هَذَ‌ا‌ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ۚ قَ‍‍الُو‌ا‌ بَلَى‌ ‌وَ‌‍رَبِّنَا‌ ۚ قَ‍‍الَ فَذُ‌وقُ‍‍و‌ا‌الْعَذ‍َ‍‌ابَ بِمَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَكْفُرُ‌ونَ
006-031 آ«قد خسر الذين كذَّبوا بلقاء اللهآ» بالبعث آ«حتىآ» غاية للتكذيب آ«إذا جاءتهم الساعةآ» القيامة آ«بغتةآ» فجأة آ«قالوا يا حسرتناآ» هي شدة التألم ونداؤها مجاز أي هذا أوانك فاحضري آ«على ما فرَّطناآ» قصَّرنا آ«فيهاآ» أي الدنيا آ«وهم يحملون أوزارهم على ظهورهمآ» بأن تأتيهم عند البعث في أقبح شيء صورة وأنتنه ريحا فتركبهم آ«ألا ساءآ» بئس آ«ما يزرونآ» يحملونه حملهم ذلك. قَ‍‍دْ‌ خَ‍‍سِ‍‍ر‍َ‍‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ بِلِ‍‍قَ‍‍ا‌ءِ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ حَتَّ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْهُمُ ‌ال‍‍سَّاعَةُ بَ‍‍غْ‍‍تَة‌ ًقَ‍‍الُو‌ا‌ يَا‌ حَسْ‍رَتَنَا‌ عَلَى‌ مَا‌ فَ‍رَّ‍طْ‍‍نَا‌ فِيهَا‌ ‌وَهُمْ يَحْمِل‍‍ُ‍ونَ ‌أَ‌وْ‌زَ‌ا‌‍رَهُمْ عَلَى‌ ظُ‍‍هُو‌رِهِمْ ۚ ‌أَلاَ‌ س‍‍َ‍ا‌ءَ‌ مَا‌ يَزِ‌رُ‌ونَ
006-032 آ«وما الحياة الدنياآ» أي الاشتغال بها آ«إلا لعب ولهوآ» وأما الطاعة وما يعين عليها فمن أمور الآخرة آ«وللدَّار الاخرةُآ» وفي قراءة وَمَا‌ ‌الْحَي‍‍َ‍اةُ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ لَعِبٌ‌ ‌وَلَهْو‌ٌۖ ‌وَلَلدّ‍َ‍‌ا‌رُ‌ ‌الآ‍‍خِ‍رَةُ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ ۗ ‌أَفَلاَ‌ تَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
006-033 آ«قدآ» للتحقيق آ«نعلم إنهآ» أي الشأن آ«ليحزنك الذي يقولونآ» لك من التكذيب آ«فإنهم لا يكذِّبونكآ» في السر لعلمهم أنك صادق وفي قراءة بالتخفيف أي لا ينسبونك إلى الكذب آ«ولكن الظالمينآ» وضعه موضع المضمر آ«يآيات اللهآ» القرآن آ«يجحدونآ» يكذبون. قَ‍‍دْ‌ نَعْلَمُ ‌إِنَّ‍‍هُ لَيَحْزُنُكَ ‌الَّذِي يَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ ۖ فَإِنَّ‍‍هُمْ لاَ‌ يُكَذِّبُونَكَ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِم‍‍ِ‍ي‍‍نَ بِآي‍‍َ‍اتِ ‌اللَّ‍‍هِ يَ‍‍جْ‍‍حَدُ‌ونَ
006-034 آ«ولقد كذِّبت رسل من قبلكآ» فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم آ«فصبروا على ما كذِّبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرناآ» بإهلاك قومهم فاصبر حتى يأتيك النصر بإهلاك قومك آ«ولا مبدِّل لكلمات اللهآ» مواعيده آ«ولقد جاءك من نبأ المرسلينآ» ما يسكن به قلبك. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ كُذِّبَتْ ‌رُسُلٌ‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكَ فَ‍‍صَ‍‍بَرُ‌و‌ا‌ عَلَى‌ مَا‌ كُذِّبُو‌ا‌ ‌وَ‌أ‍ُ‍‌و‌ذُ‌و‌ا‌ حَتَّ‍‍ى‌ ‌أَتَاهُمْ نَ‍‍صْ‍‍رُنَا‌ ۚ ‌وَلاَ‌ مُبَدِّلَ لِكَلِم‍‍َ‍اتِ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌وَلَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَكَ مِ‍‌‍نْ نَبَإِ‌ ‌الْمُرْسَلِينَ
006-035 آ«وإن كان كبرآ» عظم آ«عليك إعراضهمآ» عن الإسلام لحرصك عليهم آ«فإن استطعت أن تبتغى نفقاآ» سربا آ«في الأرض أو سلَّماآ» مصعدا آ«في السماء فتأتيهم بآيةآ» مما اقترحوا فافعل، المعنى أنك لا تستطيع ذلك فاصبر حتى يحكم الله، آ«ولو شاء اللهآ» هدايتهم آ«لجمعهم على الهدىآ» ولكن لو لم يشأ ذلك فلم يؤمنوا آ«فلا تكوننَّ من الجاهلينآ» بذلك. وَ‌إِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ كَبُ‍رَ‌ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌إِعْ‍رَ‌اضُ‍‍هُمْ فَإِنِ ‌اسْتَ‍‍طَ‍‍عْتَ ‌أَ‌نْ تَ‍‍بْ‍‍تَ‍‍غِ‍‍يَ نَفَ‍‍ق‍‍ا‌‌ ً‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌أَ‌وْ‌ سُلَّما‌‌ ً‌ فِي ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍۚ ‌وَلَوْ‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى‌ ‌الْهُدَ‌ى‌ ۚ فَلاَ‌ تَكُونَ‍‍نَّ مِنَ ‌الْجَاهِلِينَ
006-036 آ«إنَّما يستجيبآ» دعاءك إلى الإيمان آ«الذين يسمعونآ» سمع تفهُّم واعتبار آ«و الموتىآ» أي الكفار شبههم بهم في عدم السماع آ«يبعثهم إِنَّ‍‍مَا‌ يَسْتَج‍‍ِ‍ي‍‍بُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَسْمَع‍‍ُ‍ونَ ۘ ‌وَ‌الْمَوْتَى‌ يَ‍‍بْ‍‍عَثُهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ثُ‍‍مَّ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ يُرْجَعُونَ
006-037 آ«وقالواآ» أي كفار مكة آ«لولاآ» هلا آ«نزَّل عليه آية من ربهآ» كالناقة والعصا والمائدة آ«قلآ» لهم آ«إن الله قادر على أن ينزِّلآ» بالتشديد والتخفيف آ«آيةآ» مما اقترحوا آ«ولكن أكثرهم لا يعلمونآ» أن نزولها بلاء عليهم لوجوب هلاكهم إن جحدوها. وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌ لَوْلاَ‌ نُزِّلَ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌آيَةٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّ‍‍هِ ۚ قُ‍‍لْ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ قَ‍‍ا‌دِ‌رٌ‌ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‌نْ يُنَزِّلَ ‌آيَة ً‌ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌أَكْثَ‍رَهُمْ لاَ‌ يَعْلَمُونَ
006-038 آ«وما منآ» زائدة آ«دابةآ» تمشي آ«في الأرض ولا طائر يطيرآ» في الهواء آ«بجناحيه إلا أمم أمثالكمآ» في تدبير خلقها ورزقها وأحوالها آ«ما فرطناآ» تركنا آ«في الكتابآ» اللوح المحفوظ آ«منآ» زائدة آ«شىءآ» فلم نكتبه آ«ثم إلى ربهم يحشرونآ» بينهم ويقتص للجماء من القرناه ثم يقول لهم كونوا ترابا. وَمَا‌ مِ‍‌‍نْ ‌د‍َ‍‌ابَّة‌‍ٍ‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَلاَ‌ طَ‍‍ائِ‍‍ر‌ٍ‌ يَ‍‍طِ‍‍ي‍‍رُ‌ بِجَنَاحَ‍‍يْ‍‍هِ ‌إِلاَّ‌ ‌أُمَمٌ ‌أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا‌ فَ‍رَّ‍طْ‍‍نَا‌ فِي ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ مِ‍‌‍نْ شَ‍‍يْء‌‌ٍۚ ثُ‍‍مَّ ‌إِلَى‌ ‌‍رَبِّهِمْ يُحْشَرُ‌ونَ
006-039 آ«والذين كذبوا بآياتناآ» القرآن آ«صمآ» عن سماعه سماع قبول آ«وبكمآ» عن النطق بالحق آ«في الظلماتآ» الكفر آ«من يشأ اللهآ» إضلاله آ«يضلله ومن يشأآ» هدايته آ«يجعله على صراطآ» طريق آ«مستقيمآ» دين الإسلام. وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ صُ‍‍مٌّ‌ ‌وَبُكْم‌‍ٌ‌ فِي ‌ال‍‍ظُّ‍‍لُم‍‍َ‍اتِ ۗ مَ‍‌‍نْ يَشَإِ‌ ‌اللَّ‍‍هُ يُ‍‍ضْ‍‍لِلْهُ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَشَأْ‌ يَ‍‍جْ‍‍عَلْهُ عَلَى‌ صِ‍رَ‍‌اطٍ‌ مُسْتَ‍‍قِ‍‍يمٍ
006-040 آ«قلآ» يا محمد لأهل مكة آ«أرأيتكمآ» أخبروني آ«أن أتاكم عذاب اللهآ» في الدنيا آ«أو أتتكم الساعةآ» القيامة المشتملة عليه بغتة آ«أغير الله تدعونآ» لا آ«إن كنتم صادقينآ» في أن الأصنام تنفعكم فادعوها. قُ‍‍لْ ‌أَ‌‍رَ‌أَيْتَكُمْ ‌إِ‌نْ ‌أَتَاكُمْ عَذ‍َ‍‌ابُ ‌اللَّ‍‍هِ ‌أَ‌وْ‌ ‌أَتَتْكُمُ ‌ال‍‍سَّاعَةُ ‌أَ‍‍غَ‍‍يْ‍رَ‌اللَّ‍‍هِ تَ‍‍دْع‍‍ُ‍ونَ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ صَ‍‍ا‌دِقِ‍‍ينَ
006-041 آ«بل إياهآ» لا غيره آ«تدعونآ» في الشدائد آ«فيكشف ما تدعون إليهآ» بَلْ ‌إِيّ‍‍َ‍اهُ تَ‍‍دْع‍‍ُ‍ونَ فَيَكْشِفُ مَا‌ تَ‍‍دْع‍‍ُ‍ونَ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌إِ‌نْ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌وَتَ‍‌‍ن‍‍سَ‍‍وْنَ مَا‌ تُشْ‍‍رِكُونَ
006-042 آ«ولقد أرسلنا إلى أمم منآ» زائدة آ«قبلكآ» رسلا فكذبوهم آ«فأخذناهم بالبأساءآ» شدة الفقر آ«والضراءآ» المرض آ«لعلهم يتضرعونآ» يتذللون فيؤمنون. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌أَ‌رْسَلْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أُمَمٍ‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكَ فَأَ‍خَ‍‍ذْنَاهُمْ بِ‍الْبَأْس‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ‌وَ‌ال‍‍ضَّ‍‍رّ‍َ‍‌ا‌ءِ‌ لَعَلَّهُمْ يَتَ‍‍ضَ‍رَّعُونَ
006-043 آ«فلولاآ» فهلا آ«إذ جاءهم بأسناآ» عذابنا آ«تضرَّعواآ» أي لم يفعلوا ذلك مع قيام المقتضي له آ«ولكن قست قلوبهمآ» فلم تلن للإيمان آ«وزيَّن لهم الشيطان ما كانوا يعملونآ» من المعاصي فأصرُّوا عليها. فَلَوْلاَ‌ ‌إِ‌ذْ‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَهُمْ بَأْسُنَا‌ تَ‍‍ضَ‍رَّعُو‌ا‌ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ قَ‍‍سَتْ قُ‍‍لُوبُهُمْ ‌وَ‌زَيَّنَ لَهُمُ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ مَا‌ كَانُو‌ا‌ يَعْمَلُون
006-044 آ«فلما نسواآ» تركوا آ«ما ذكرواآ» وُعظوا وخوفوا آ«بهآ» من البأساء والضراء فلم يتعظوا آ«فتحناآ» بالتخفيف والتشديد آ«عليهم أبواب كلِّ شيءآ» من النعم استدراجا لهم آ«حتى إذا فرحوا بما أوتواآ» فرح بطر آ«أخذناهمآ» بالعذاب آ«بغتةآ» فجأة آ«فإذا هم مبلسونآ» آيسون من كل خير. فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ نَسُو‌ا‌ مَا‌ ‌ذُكِّرُ‌و‌ا‌ بِ‍‍هِ فَتَحْنَا‌ عَلَيْهِمْ ‌أَبْ‍‍و‍َ‍‌ابَ كُلِّ شَ‍‍يْءٍ‌ حَتَّ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ فَ‍‍رِحُو‌ا‌ بِمَ‍‍ا‌ ‌أ‍ُ‍‌وتُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‍خَ‍‍ذْنَاهُمْ بَ‍‍غْ‍‍تَة‌ ً‌ فَإِ‌ذَ‌ا‌ هُمْ مُ‍‍بْ‍‍لِسُونَ
006-045 آ«فقطع دابر القوم الذين ظلمواآ» أي آخرهم بأن استؤصلوا آ«والحمد لله رب العالمينآ» على نصر الرسل وإهلاك الكافرين. فَ‍قُ‍طِ‍‍عَ ‌دَ‌ابِ‍‍ر‍ُ‍‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمِ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ظَ‍‍لَمُو‌اۚ ‌وَ‌الْحَمْدُ‌ لِلَّهِ ‌‍رَبِّ ‌الْعَالَمِينَ
006-046 آ«قلآ» لأهل مكة آ«أرأيتمآ» أخبروني آ«إن أخذ الله سمعكمآ» أصمَّكم آ«وأبصاركمآ» أعماكم آ«وختمآ» طبع آ«على قلوبكمآ» فلا تعرفون شيئا آ«من إله غير الله يأتيكم بهآ» بما أخذه منكم بزعمكم آ«أنظر كيف نصرفآ» نبين آ«الآياتآ» الدلالات على قُ‍‍لْ ‌أَ‌‍رَ‌أَيْتُمْ ‌إِ‌نْ ‌أَ‍خَ‍‍ذَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ سَمْعَكُمْ ‌وَ‌أَبْ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌‍رَكُمْ ‌وَ‍خَ‍‍تَمَ عَلَى‌ قُ‍‍لُوبِكُمْ مَ‍‌‍نْ ‌إِلَهٌ غَ‍‍يْ‍‍رُ‌ ‌اللَّ‍‍هِ يَأْتِيكُمْ بِهِ ۗ ‌ان‍‍ظُ‍‍رْ‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ نُ‍‍صَ‍‍رِّفُ ‌الآي‍‍َ‍اتِ ثُ‍‍مَّ هُمْ يَ‍‍صْ‍‍دِفُونَ
006-047 آ«قلآ» لهم آ«أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرةآ» ليلا أو نهارا آ«هل يُهلك إلا القوم الظالمونآ» الكافرون أي ما يهلك إلا هم. قُ‍‍لْ ‌أَ‌‍رَ‌أَيْتَكُمْ ‌إِ‌نْ ‌أَتَاكُمْ عَذ‍َ‍‌ابُ ‌اللَّ‍‍هِ بَ‍‍غْ‍‍تَةً ‌أَ‌وْ‌ جَهْ‍رَةً هَلْ يُهْلَكُ ‌إِلاَّ‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمُ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمُونَ
006-048 آ«وما نرسل المرسلين إلا مبشِّرينآ» من آمن بالجنة آ«ومنذرينآ» من كفر بالنار آ«فمن آمنآ» بهم آ«وأصلحآ» عمله آ«فلا خوف عليهم ولا هم يحزنونآ» في الآخرة. وَمَا‌ نُرْسِلُ ‌الْمُرْسَل‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌إِلاَّ‌ مُبَشِّ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَمُ‍‌‍ن‍‍ذِ‌ر‍ِ‍ي‍‍نَ ۖ فَمَ‍‌‍نْ ‌آمَنَ ‌وَ‌أَ‍صْ‍‍لَحَ فَلاَ‌ خَ‍‍وْفٌ عَلَيْهِمْ ‌وَلاَ‌ هُمْ يَحْزَنُونَ
006-049 آ«والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقونآ» يخرجون عن الطاعة. وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ يَمَسُّهُمُ ‌الْعَذ‍َ‍‌ابُ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَفْسُ‍‍قُ‍‍ونَ
006-050 آ«قلآ» لهم آ«لا أقول لكم عندي خزائن اللهآ» التي منها يرزق آ«ولاآ» إني آ«أعلم الغيبآ» ما غاب عني ولم يوح إلي آ«ولا أقول لكم إني ملكآ» من الملائكة آ«إنآ» ما آ«أتبع إلا ما يوحى إليَّ قل هل يستوي الأعمىآ» الكافر آ«والبصيرآ» المؤمن؟ لا آ«أفلا تتفكرونآ» في ذلك فتؤمنون. قُ‍‍لْ لاَ‌ ‌أَ‍قُ‍‍ولُ لَكُمْ عِ‍‌‍ن‍‍دِي خَ‍‍ز‍َ‍‌ائِنُ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَلاَ‌ ‌أَعْلَمُ ‌الْ‍‍غَ‍‍يْ‍‍بَ ‌وَلاَ‌ ‌أَ‍قُ‍‍ولُ لَكُمْ ‌إِنِّ‍‍ي مَلَك‌‍ٌۖ ‌إِ‌نْ ‌أَتَّبِعُ ‌إِلاَّ‌ مَا‌ يُوحَ‍‍ى‌ ‌إِلَيَّ ۚ قُ‍‍لْ هَلْ يَسْتَوِي ‌الأَعْمَى‌ ‌وَ‌الْبَ‍‍صِ‍‍ي‍‍رُ‌ ۚ ‌أَفَلاَ‌ تَتَفَكَّرُ‌ونَ
006-051 آ«وأنذرآ» خوِّف آ«بهآ» أي القرآن آ«الذين يخافون أن يُحشروا إلى ربِّهم ليس لهم من دونهآ» أي غيره آ«وليآ» ينصرهم آ«ولا شفيعآ» يشفع لهم وجملة النفي حال من ضمير يحشروا وهي محل الخوف والمراد بهم العاصون آ«لعلهم يتقونآ» الله بإقلاعهم عما هم فيه وعمل الطاعات. وَ‌أَ‌ن‍‍ذِ‌ر‍ْ‍‌ بِهِ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍خَ‍‍اف‍‍ُ‍ونَ ‌أَ‌نْ يُحْشَرُ‌و‌ا‌ ‌إِلَى‌ ‌‍رَبِّهِمْ ۙ لَ‍‍يْ‍‍سَ لَهُمْ مِ‍‌‍نْ ‌دُ‌ونِ‍‍هِ ‌وَلِيٌّ‌ ‌وَلاَ‌ شَف‍‍ِ‍ي‍‍ع ٌ‌ لَعَلَّهُمْ يَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
006-052 آ«ولا تطرد الذين يدعون ربَّهم بالغداة والعشي يريدونآ» بعبادتهم آ«وجههآ» تعالى لا شيئا من أعراض الدنيا وَلاَ‌ تَ‍‍طْ‍‍رُ‌دِ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍دْع‍‍ُ‍ونَ ‌‍رَبَّهُمْ بِ‍الْ‍‍غَ‍‍د‍َ‍‌اةِ ‌وَ‌الْعَشِيِّ يُ‍‍رِيد‍ُ‍‌ونَ ‌وَجْ‍‍هَ‍‍هُ ۖ مَا‌ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ مِ‍‌‍نْ حِسَابِهِمْ مِ‍‌‍نْ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ ‌وَمَا‌ مِ‍‌‍نْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِ‍‌‍نْ شَ‍‍يْء‌‌ٍ‌ فَتَ‍‍طْ‍‍رُ‌دَهُمْ فَتَك‍‍ُ‍ونَ مِنَ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
006-053 آ«وكذلك فَتنَاآ» ابتلينا آ«بعضهم ببعضآ» أي الشريف بالوضيع والغني بالفقير بأن قدَّمناه بالسبق إلى الإيمان آ«ليقولواآ» أي الشرفاء والأغنياء منكرين آ«أهؤلاءآ» الفقراء آ«منَّ الله عليهم من بينناآ» بالهداية أي لو كان ما هم عليه هدى ما سبقونا إليه قال تعالى: آ«أليس الله بأعلم بالشاكرينآ» له فيهديهم: بلى. وَكَذَلِكَ فَتَ‍‍نَّ‍‍ا‌ بَعْ‍‍ضَ‍‍هُمْ بِبَعْ‍‍ض‍‍ٍ‌ لِيَ‍‍قُ‍‍ولُ‍‍و‌ا‌ ‌أَه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ مَ‍‍نَّ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَيْهِمْ مِ‍‌‍نْ بَيْنِنَ‍‍اۗ ‌أَلَ‍‍يْ‍‍سَ ‌اللَّ‍‍هُ بِأَعْلَمَ بِ‍ال‍‍شَّاكِ‍‍رِينَ
006-054 آ«وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقلآ» لهم آ«سلام عليكم كتبآ» قضى آ«ربكم على نفسه الرحمة إنهُآ» أي الشأن وفي قراءة بالفتح بدل من الرحمة آ«من عمل منكم سوءا بجهالةآ» منه حيث ارتكبه آ«ثم تابآ» رجع آ«من بعدهآ» بعد عمله عنه آ«وأصلحآ» عمله آ«فإنهآ» أي الله آ«غفورآ» له آ«رحيمآ» به، وفي قراءة بالفتح أي فالمغفرة له. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَكَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِآيَاتِنَا‌ فَ‍‍قُ‍‍لْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ ‌‍رَبُّكُمْ عَلَى‌ نَفْسِهِ ‌ال‍رَّحْمَةَ ۖ ‌أَنَّ‍‍هُ مَ‍‌‍نْ عَمِلَ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ س‍‍ُ‍و‌ء‌ا‌ ً‌ بِجَهَالَة‌‍ٍ‌ ثُ‍‍مَّ ت‍‍َ‍ابَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِ ‌وَ‌أَ‍صْ‍‍لَحَ فَأَنَّ‍‍هُ غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
006-055 آ«وكذلكآ» كما بينا ما ذكر آ«نفصِّلآ» نبين آ«الآياتآ» القرآن ليظهر الحق فيعمل به آ«ولتستبينآ» تظهر آ«سبيلُآ» طريق آ«المجرمينآ» فتجتنب، وفي قراءة بالتحتانية، وفي أخرى وَكَذَلِكَ نُفَ‍‍صِّ‍‍لُ ‌الآي‍‍َ‍اتِ ‌وَلِتَسْتَب‍‍ِ‍ي‍‍نَ سَب‍‍ِ‍ي‍‍لُ ‌الْمُ‍‍جْ‍‍رِمِينَ
006-056 آ«قل إني نُهيت أن أعبد الذين تدعونآ» تعبدون آ«من دون الله قل لا أتبع أهواءكمآ» في عبادتها آ«قد ضللت إذاآ» إن اتبعتها آ«وما أنا من المهتدينآ». قُ‍‍لْ ‌إِنِّ‍‍ي نُه‍‍ِ‍ي‍‍تُ ‌أَ‌نْ ‌أَعْبُدَ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ تَ‍‍دْع‍‍ُ‍ونَ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ قُ‍‍لْ لاَ‌ ‌أَتَّبِعُ ‌أَهْو‍َ‍‌ا‌ءَكُمْ ۙ قَ‍‍دْ‌ ضَ‍‍لَلْتُ ‌إِ‌ذ‌ا‌ ً‌ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أَنَا‌ مِنَ ‌الْمُهْتَدِينَ
006-057 آ«قل إني على بيِّنةآ» بيان آ«من ربي وآ» قد آ«كذَّبتم بهآ» بربي حيث أشركتم آ«ما عندي ما تستعجلون بهآ» من العذاب آ«إنآ» ما آ«الحكمآ» في ذلك وغيره آ«إلا لله يقضيآ» القضاء آ«الحق وهو خير الفاصلينآ» الحاكمين، وفي قراءة يقصُّ أي يقول. قُ‍‍لْ ‌إِنِّ‍‍ي عَلَى‌ بَيِّنَةٍ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّي ‌وَكَذَّبْ‍‍تُمْ بِ‍‍هِ ۚ مَا‌ عِ‍‌‍ن‍‍دِي مَا‌ تَسْتَعْجِل‍‍ُ‍ونَ بِهِ ۚ ‌إِنِ ‌الْحُكْمُ ‌إِلاَّ‌ لِلَّهِ ۖ يَ‍‍قُ‍‍صُّ ‌الْحَ‍‍قَّ ۖ ‌وَهُوَ‌ خَ‍‍يْ‍‍رُ‌ ‌الْفَاصِ‍‍لِينَ
006-058 آ«قلآ» لهم آ«لو أن عندي ما تستعجلون به لقُضي الأمر بيني وبينكمآ» بأن أعجله لكم وأستريح ولكنه عند الله آ«والله أعلم بالظالمينآ» متى يعاقبهم. قُ‍‍لْ لَوْ‌ ‌أَنَّ عِ‍‌‍ن‍‍دِي مَا‌ تَسْتَعْجِل‍‍ُ‍ونَ بِ‍‍هِ لَ‍‍قُ‍‍ضِ‍‍يَ ‌الأَمْرُ‌ بَيْنِي ‌وَبَيْنَكُمْ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ ‌أَعْلَمُ بِ‍ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
006-059 (وعنده) تعالى (مفاتح الغيب) خزائنه أو الطرق الموصلة إلى عمله (لا يعلمها إلا هو) وهي الخمسة التي في قوله (إن الله عنده علم الساعة) الآية كما رواه البخاري (ويعلم ما) يحدث (في البر) القفار (والبحر) القرى التي على الأنهار (وما تسقط من) زائدة (ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس) عطف على ورقة (إلا في كتاب مبين) هو اللوح المحفوظ، والاستثناء بدل اشتمال من الاستثناء قبله. وَعِ‍‌‍نْ‍‍دَهُ مَفَاتِحُ ‌الْ‍‍غَ‍‍يْ‍‍بِ لاَ‌ يَعْلَمُهَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ هُوَ‌ ۚ ‌وَيَعْلَمُ مَا‌ فِي ‌الْبَرِّ‌ ‌وَ‌الْبَحْ‍‍ر‍ِ‍‌ ۚ ‌وَمَا‌ تَسْ‍‍قُ‍‍طُ مِ‍‌‍نْ ‌وَ‌‍رَقَ‍‍ة‌‍ٍ‌ ‌إِلاَّ‌ يَعْلَمُهَا‌ ‌وَلاَ‌ حَبَّة‌‍ٍ‌ فِي ظُ‍‍لُم‍‍َ‍اتِ ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَلاَ‌ ‌‍رَ‍طْ‍‍بٍ‌ ‌وَلاَ‌ يَابِس‌‍ٍ‌ ‌إِلاَّ‌ فِي كِت‍‍َ‍ابٍ‌ مُبِينٍ
006-060 آ«وهو الذي يتوفاكم بالليلآ» يقبض أرواحكم عند النوم آ«ويعلم وَهُوَ‌ ‌الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِ‍ال‍‍لَّ‍‍يْ‍‍لِ ‌وَيَعْلَمُ مَا‌ جَ‍رَحْتُمْ بِ‍ال‍‍نَّ‍‍ه‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ثُ‍‍مَّ يَ‍‍بْ‍‍عَثُكُمْ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ لِيُ‍‍قْ‍‍‍‍ضَ‍‍ى‌ ‌أَجَلٌ‌ مُسَ‍‍مّ‍‍ى‌‌ ًۖ ثُ‍‍مَّ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ مَرْجِعُكُمْ ثُ‍‍مَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَعْمَلُونَ
006-061 آ«وهو القاهرآ» مستعليا آ«فوق عباده ويرسل عليكم حفظةآ» ملائكة تحصي أعمالكم آ«حتى إذا جاء أحدكم الموت توفَّتهآ» وفي قراءة توفاه آ«رسلناآ» الملائكة الموكلون بقبض الأرواح آ«وهم لا يفرَّطونآ» يقصرون فيما يؤمرون به. وَهُوَ‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍اهِ‍‍ر‍ُ‍‌ فَ‍‍وْ‍قَ عِبَا‌دِهِ ۖ ‌وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَ‍‍ظَ‍‍ةً حَتَّ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌أَحَدَكُمُ ‌الْمَ‍‍وْتُ تَوَفَّتْهُ ‌رُسُلُنَا‌ ‌وَهُمْ لاَ‌ يُفَرِّ‍‍طُ‍‍ونَ
006-062 آ«ثم ردُّواآ» أي الخلق آ«إلى الله مولاهمآ» مالكهم آ«الحقآ» الثابت العدل ليجزيهم آ«ألا له الحكمآ» القضاء النافذ فيهم آ«وهو أسرع الحاسبينآ» يحاسب الخلق كلهم في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك. ثُ‍‍مَّ ‌رُ‌دُّ‌و‌ا‌ ‌إِلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ مَوْلاَهُمُ ‌الْحَ‍‍قِّ ۚ ‌أَلاَ‌ لَهُ ‌الْحُكْمُ ‌وَهُوَ‌ ‌أَسْ‍رَعُ ‌الْحَاسِبِينَ
006-063 آ«قلآ» يا محمد لأهل مكة آ«من ينجيِكم من ظلمات البر والبحرآ» أهوالهما في أسفاركم حين آ«تدعونه تضرعاآ» علانية آ«وخفيةآ» سرا تقولون آ«لئنآ» لام قسم آ«أنجيتناآ» وفي قراءة أنجانا أي الله آ«من هذهآ» الظلمات والشدائد آ«لنكونن من الشاكرينآ» المؤمنين. قُ‍‍لْ مَ‍‌‍نْ يُنَجِّيكُمْ مِ‍‌‍نْ ظُ‍‍لُم‍‍َ‍اتِ ‌الْبَرِّ‌ ‌وَ‌الْبَحْ‍‍ر‍ِ‍‌ تَ‍‍دْعُونَ‍‍هُ تَ‍‍ضَ‍‍رُّعا‌ ً‌ ‌وَ‍خُ‍‍فْيَة ً‌ لَئِ‍‌‍نْ ‌أَ‌ن‍‍جَانَا‌ مِ‍‌‍نْ هَذِهِ لَنَكُونَ‍‍نَّ مِنَ ‌ال‍‍شَّاكِ‍‍رِينَ
006-064 آ«قلآ» لهم آ«الله يُنجيكمآ» بالتخفيف والتشديد آ«منها ومن كل كربآ» غمِّ سواها آ«ثم أنتم تشركونآ» به. قُ‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هُ يُنَجِّيكُمْ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ‌وَمِ‍‌‍نْ كُلِّ كَرْب‌‍ٍ‌ ثُ‍‍مَّ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ تُشْ‍‍رِكُونَ
006-065 (قل هو القادر) على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) من السماء كالحجارة والصيحة (أو من تحت أرجلكم) كالخسف (أو يلبسكم) قُ‍‍لْ هُوَ‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍ا‌دِ‌ر‍ُ‍‌ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‌نْ يَ‍‍بْ‍‍عَثَ عَلَيْكُمْ عَذَ‌ابا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ فَوْ‍قِ‍‍كُمْ ‌أَ‌وْ‌ مِ‍‌‍نْ تَحْتِ ‌أَ‌رْجُلِكُمْ ‌أَ‌وْ‌ يَلْبِسَكُمْ شِيَعا‌ ً‌ ‌وَيُذ‍ِ‍ي‍‍قَ بَعْ‍‍ضَ‍‍كُمْ بَأْسَ بَعْ‍‍ضٍۗ ‌ان‍‍ظُ‍‍رْ‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ نُ‍‍صَ‍‍رِّفُ ‌الآي‍‍َ‍اتِ لَعَلَّهُمْ يَفْ‍‍قَ‍‍هُونَ
006-066 آ«وكذب بهآ» بالقرآن آ«قومك وهو الحقآ» الصدق آ«قلآ» لهم آ«لست عليكم بوكيلآ» فأجازيكم إنما أنا منذر وأمركم إلى الله وهذا قبل الأمر بالقتال. وَكَذَّبَ بِ‍‍هِ قَ‍‍وْمُكَ ‌وَهُوَ‌ ‌الْحَ‍‍قُّ ۚ قُ‍‍لْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ
006-067 آ«لكل نبأآ» خبر آ«مستقرآ» وقت يقع فيه ويستقر ومنه عذابكم آ«وسوف تعلمونآ» تهديد لهم. لِكُلِّ نَبَإ‌ٍ‌ مُسْتَ‍‍قَ‍‍رّ‌ٌۚ ‌وَسَ‍‍وْفَ تَعْلَمُونَ
006-068 آ«وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتناآ» القرآن بالاستهزاء آ«فأعرض عنهمآ» ولا تجالسهم آ«حتى يخوضوا في حديث غيره وإماآ» فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة آ«يُنسِيَنَّكَآ» بسكون النون والتخفيف وفتحها والتشديد آ«الشيطانآ» فقعدت معهم آ«فلا تقعد بعد الذكرىآ» أي تذكرة آ«مع القوم الظالمينآ» فيه وضع الظاهر موضع المضمر وقال المسلمون إن قمنا كلما خاضوا لم نستطيع أن نجلس في المسجد وأن نطوف فنزل. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌‍رَ‌أَيْ‍‍تَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍خُ‍‍وضُ‍‍ونَ فِ‍‍ي ‌آيَاتِنَا‌ فَأَعْ‍‍رِ‍‍ضْ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ حَتَّى‌ يَ‍‍خُ‍‍وضُ‍‍و‌ا‌ فِي حَد‍ِ‍ي‍‍ثٍ غَ‍‍يْ‍‍رِهِ ۚ ‌وَ‌إِمَّ‍‍ا‌ يُ‍‌‍ن‍‍سِيَ‍‍نَّ‍‍كَ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ فَلاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍عُ‍‍دْ‌ بَعْدَ‌ ‌ال‍‍ذِّكْ‍رَ‌ى‌ مَعَ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمِ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
006-069 آ«وما على الذين وَمَا‌ عَلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ مِ‍‌‍نْ حِسَابِهِمْ مِ‍‌‍نْ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ ‌ذِكْ‍رَ‌ى‌ لَعَلَّهُمْ يَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
006-070 آ«وذرآ» أترك آ«الذين اتخذوا دينهمآ» الذي كلفوه آ«لعبا ولهواآ» باستهزائهم به آ«وغرتهم الحياة الدنياآ» فلا تتعرض لهم وهذا قبل الأمر بالقتال آ«وذكِّرآ» عظ آ«بهآ» بالقرآن الناس لـ آ«أنآ» لا آ«تُبسل نفسآ» تسلم إلى الهلاك آ«بما كسبتآ» عملت آ«ليس لها من دون اللهآ» أي غيره آ«وليآ» ناصر آ«ولا شفيعآ» يمنع عنها العذاب آ«وإن تعدل كل عدلآ» تفد كل فداء آ«لا يؤخذ منهاآ» ما تفدي به آ«أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميمآ» ماء بالغ نهاية الحرارة آ«وعذاب أليمآ» مؤلم آ«بما كانوا يكفرونآ» بكفرهم. وَ‌ذَ‌ر‍ِ‍‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اتَّ‍‍خَ‍‍ذُ‌و‌ا‌ ‌دِينَهُمْ لَعِبا‌ ً‌ ‌وَلَهْو‌ا‌ ً‌ ‌وَ‍‍غَ‍رَّتْهُمُ ‌الْحَي‍‍َ‍اةُ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ۚ ‌وَ‌ذَكِّ‍‍رْ‌ بِهِ ‌أَ‌نْ تُ‍‍بْ‍‍سَلَ نَفْس‌‍ٌ‌ بِمَا‌ كَسَبَتْ لَ‍‍يْ‍‍سَ لَهَا‌ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَلِيٌّ‌ ‌وَلاَ‌ شَف‍‍ِ‍ي‍‍عٌ‌ ‌وَ‌إِ‌نْ تَعْدِلْ كُلَّ عَ‍‍دْل‍ٍ‌ لاَ‌ يُؤْ‍‍خَ‍‍ذْ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَ‍‍اۗ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أُبْ‍‍سِلُو‌ا‌ بِمَا‌ كَسَبُو‌اۖ لَهُمْ شَ‍رَ‍‌ابٌ‌ مِ‍‌‍نْ حَم‍‍ِ‍ي‍‍مٍ‌ ‌وَعَذ‍َ‍‌ابٌ ‌أَل‍‍ِ‍ي‍‍م‌‍ٌ‌ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَكْفُرُ‌ونَ
006-071 آ«قل أندعواآ» أنعبد آ«من دون الله ما لا ينفعناآ» بعبادته آ«ولا يضرناآ» بتركها وهو الأصنام آ«ونُرد على أعقابناآ» نرجع مشركين آ«بعد إذ هدانا اللهآ» إلى الإسلام آ«كالذي استهوتهآ» أضلته آ«الشياطين في الأرض حيرانآ» متحيرا لا يدري أين يذهب حال من الهاء آ«له أصحابآ» رفقة آ«يدعونه إلى الهدىآ» أي ليهدوه الطريق يقولون له آ«ائتناآ» فلا يجيبهم فيهلك والاستفهام للإنكار وجمله التشبيه حال من ضمير نرد آ«قل إن هدى اللهآ» الذي هو الإسلام آ«هو قُ‍‍لْ ‌أَنَ‍‍دْعُو‌ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ مَا‌ لاَ‌ يَ‍‌‍ن‍‍فَعُنَا‌ ‌وَلاَ‌ يَ‍‍ضُ‍‍رُّنَا‌ ‌وَنُ‍رَ‌دُّ‌ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَعْ‍‍قَ‍‍ابِنَا‌ بَعْدَ‌ ‌إِ‌ذْ‌ هَدَ‌انَا‌ ‌اللَّهُ كَالَّذِي ‌اسْتَهْوَتْهُ ‌ال‍‍شَّيَاطِ‍‍ي‍‍نُ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ حَيْ‍رَ‍‌انَ لَهُ~ُ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابٌ‌ يَ‍‍دْعُونَهُ~ُ ‌إِلَى‌ ‌الْهُدَ‌ى‌ ‌ائْتِنَا‌ ۗ قُ‍‍لْ ‌إِنَّ هُدَ‌ى‌ ‌اللَّ‍‍هِ هُوَ‌ ‌الْهُدَ‌ى‌ ۖ ‌وَ‌أُمِ‍‍رْنَا‌ لِنُسْلِمَ لِ‍رَبِّ ‌الْعَالَمِينَ
006-072 آ«وأنآ» أي بأن آ«أقيموا الصلاة واتقوهآ» تعالى آ«وهو الذي إليه تحشرونآ» تجمعون يوم القيامة للحساب. وَ‌أَ‌نْ ‌أَ‍قِ‍‍يمُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍وهُ ۚ ‌وَهُوَ‌ ‌الَّذِي ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ تُحْشَرُ‌ونَ
006-073 آ«وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحقآ» أي محقا آ«وآ» اذكر آ«يوم يقولآ» للشيء آ«كن فيكونآ» هو يوم القيامة يقول للخلق قوموا آ«قولُه الحقآ» الصدق الواقع لا محالة آ«وله الملك يوم ينفخ في الصورآ» القرن النفخة الثانية من إسرافيل لا ملك فيه لغيره (لمن الملك اليوم؟ لله) آ«عالُم الغيب والشهادةآ» ما غاب وما شوهد آ«وهو الحكيمآ» في خلقه آ«الخبيرآ» بباطن الأشياء كظاهرها. وَهُوَ‌ ‌الَّذِي خَ‍‍لَ‍‍قَ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضَ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ۖ ‌وَيَ‍‍وْمَ يَ‍‍قُ‍‍ولُ كُ‍‌‍نْ فَيَك‍‍ُ‍ونُ ۚ قَ‍‍وْلُهُ ‌الْحَ‍‍قُّ ۚ ‌وَلَهُ ‌الْمُلْكُ يَ‍‍وْمَ يُ‍‌‍ن‍‍فَ‍‍خُ فِي ‌ال‍‍صُّ‍‍و‌ر‍ِ‍‌ ۚ عَالِمُ ‌الْ‍‍غَ‍‍يْ‍‍بِ ‌وَ‌ال‍‍شَّهَا‌دَةِ ۚ ‌وَهُوَ‌ ‌الْحَك‍‍ِ‍ي‍‍مُ ‌الْ‍‍خَ‍‍بِ‍‍ير
006-074 آ«وآ» اذكر آ«إذ قال إبراهيم لأبيه آزرَآ» هو لقبه واسمه تارخ آ«أتتخذ أصناما آلهةآ» تعبدها إستفهام توبيخ آ«إني أراك وقومكآ» باتخاذها آ«في ضلالآ» عن الحق آ«مبينآ» بيِّن. وَ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مُ لِأَب‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌آ‌زَ‌‍رَ‌ ‌أَتَتَّ‍‍خِ‍‍ذُ‌ ‌أَ‍صْ‍‍نَاما‌‌ ً‌ ‌آلِهَة‌ ًۖ ‌إِنِّ‍‍ي ‌أَ‌رَ‍‌اكَ ‌وَ‍قَ‍‍وْمَكَ فِي ضَ‍‍لاَلٍ‌ مُبِينٍ
006-075 آ«وكذلكآ» كما أريناه إضلال أبيه وقومه آ«نري إبراهيم ملكوتآ» ملك آ«السماوات والأرضآ» ليستدل به على وحدانيتنا آ«وليكون من الموقنينآ» بها وجملة وكذلك وما بعدها اعتراض وعطف على قال. وَكَذَلِكَ نُ‍‍رِي ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ مَلَك‍‍ُ‍وتَ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَلِيَك‍‍ُ‍ونَ مِنَ ‌الْمُوقِ‍‍نِينَ
006-076 آ«فلما جنآ» أظلم آ«عليه الليل رأى كوكباآ» قيل هو الزهرة آ«قالآ» لقومه وكانوا نجامين آ«هذا ربيآ» في زعمكم آ«فما أفلآ» غاب آ«قال لا أحب الآفلينآ» أن أتخذهم أربابا فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ جَ‍‍نَّ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌ال‍‍لَّ‍‍يْ‍‍لُ ‌‍رَ‌أَ‌ى‌ كَوْكَبا‌‌ ًۖ قَ‍‍الَ هَذَ‌ا‌ ‌‍رَبِّي ۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌أَفَلَ قَ‍‍الَ لاَ‌ ‌أُحِبُّ ‌الآفِلِينَ
006-077 آ«فما رأى القمر بازغاآ» طالعا آ«قالآ» لهم آ«هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربيآ» يثبتني على الهدى آ«لأكوننَّ من القوم الضَّالينآ» تعريض لقومه بأنهم على ضلال فلم ينجع فيهم ذلك. فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَ‌أَ‌ى‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍مَ‍رَ‌ بَا‌زِغ‍‍ا‌‌ ًقَ‍‍الَ هَذَ‌ا‌ ‌‍رَبِّي ۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌أَفَلَ قَ‍‍الَ لَئِ‍‌‍نْ لَمْ يَهْدِنِي ‌‍رَبِّي لَأَكُونَ‍‍نَّ مِنَ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمِ ‌ال‍‍ضَّ‍‍الِّينَ
006-078 آ«فلما رأى الشمس بازغة قال هذاآ» ذكره لتذكير خبره آ«ربي هذا أكبرآ» من الكواكب والقمر آ«فلما أفلتآ» وقويت عليهم الحجة ولم يرجعوا آ«قال يا قوم إني بريء مما تشركونآ» بالله من الأصنام والأجرام المحدثة المحتاجة إلى محدث فقالوا له ما تبعد؟. فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَ‌أَ‌ى‌ ‌ال‍‍شَّمْسَ بَا‌زِغَ‍‍ة‌ ًقَ‍‍الَ هَذَ‌ا‌ ‌‍رَبِّي هَذَ‌ا‌ ‌أَكْبَرُ‌ ۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌أَفَلَتْ قَ‍‍الَ يَاقَ‍‍وْمِ ‌إِنِّ‍‍ي بَ‍‍رِيء‌ٌ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تُشْ‍‍رِكُونَ
006-079 قال آ«إني وجهت وجهيآ» قصدت بعبادتي آ«للذي فطرآ» خلق آ«السماوات والأرضآ» أي الله آ«حنيفاآ» مائلا إلى الدين القيم آ«وما أنا من المشركينآ» به. إِنِّ‍‍ي ‌وَجَّهْتُ ‌وَجْ‍‍هِيَ لِلَّذِي فَ‍‍طَ‍رَ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضَ حَنِيفا‌ ًۖ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أَنَا‌ مِنَ ‌الْمُشْ‍‍رِكِينَ
006-080 آ«وحاجَّه قومهآ» جادلوه في دينه وهدَّدوه بالأصنام أن تصيبه بسوء إن تركها آ«قال أتُحَآجُّونِّيآ» بتشديد النون وتخفيفها بحذف إحدى النونين وهي نون الرفع عند النحاة ونون الوقاية عند القراء أتجادلونني آ«فيآ» وحدانية آ«الله وقد هدانآ» تعالى إليها آ«ولا أخاف ما تشركونـآ» ـه آ«بهآ» من الأصنام أن تصيبني بسوء لعدم قدرتها على شيء آ«إلاآ» لكن آ«أن يشاء ربي شيئاآ» من المكروه يصيبني فيكون آ«وسع ربي وَح‍‍َ‍اجَّ‍‍هُ قَ‍‍وْمُ‍‍هُ ۚ قَ‍‍الَ ‌أَتُح‍‍َ‍اجُّونِي فِي ‌اللَّهِ ‌وَ‍قَ‍‍دْ‌ هَد‍َ‍‌انِ ۚ ‌وَلاَ‌ ‌أَ‍خَ‍‍افُ مَا‌ تُشْ‍‍رِك‍‍ُ‍ونَ بِهِ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌‍رَبِّي شَ‍‍يْ‍‍ئا‌ ًۗ ‌وَسِعَ ‌‍رَبِّي كُلَّ شَ‍‍يْءٍ‌ عِلْماً‌ ۗ ‌أَفَلاَ‌ تَتَذَكَّرُ‌ونَ
006-081 آ«وكيف أخاف ما أشركتمآ» بالله وهي لا تضر ولا تنفع آ«ولا تخافونَآ» أنتم من الله آ«أنكم أشركتم باللهآ» في العبادة آ«ما لم ينزِّل بهآ» بعبادته آ«عليكم سلطاناآ» حجة وبرهانا وهو القادر على كل شيء آ«فأي الفريقيْن أحق بالأمنآ» أنحن أم أنتم آ«إن كنتم تعلمونآ» مَن الحق به: أي وهو نحن فاتبعوه، قال تعالى. وَكَ‍‍يْ‍‍فَ ‌أَ‍خَ‍‍افُ مَ‍‍ا‌ ‌أَشْ‍رَكْتُمْ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍خَ‍‍اف‍‍ُ‍ونَ ‌أَنَّ‍‍كُمْ ‌أَشْ‍رَكْتُمْ بِ‍اللَّ‍‍هِ مَا‌ لَمْ يُنَزِّلْ بِ‍‍هِ عَلَيْكُمْ سُلْ‍‍طَ‍‍انا‌‌ ًۚ فَأَيُّ ‌الْفَ‍‍رِي‍‍قَ‍‍يْ‍‍نِ ‌أَحَ‍‍قُّ بِ‍الأَمْنِ ۖ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَعْلَمُونَ
006-082 آ«الذين آمنوا ولم يلبسواآ» يخلطوا آ«إيمانهم بظلمآ» أي شرك كما فسر بذلك في حديث الصحيحين آ«أولئك لهم الأمنآ» من العذاب آ«وهم مهتدونآ». الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَلَمْ يَلْبِسُ‍‍و‌ا‌ ‌إِيمَانَهُمْ بِ‍‍ظُ‍‍لْمٍ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ لَهُمُ ‌الأَمْنُ ‌وَهُمْ مُهْتَدُ‌ونَ
006-083 آ«وتلكآ» مبتدأ ويبدل منه آ«حجتناآ» التي احتج بها إبراهيم على وحدانية الله من أفول الكوكب وما بعده والخبر آ«آتيناها إبراهيمآ» أرشدناه لها حجة آ«على قومه نرفع درجات من نشاءآ» بالإضافة والتنوين في العلم والحكمة آ«إن ربك حكيمآ» في صنعه آ«عليمآ» بخلقه. وَتِلْكَ حُجَّتُنَ‍‍ا‌ ‌آتَيْنَاهَ‍‍ا‌ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ عَلَى‌ قَ‍‍وْمِ‍‍هِ ۚ نَرْفَعُ ‌دَ‌‍رَج‍‍َ‍اتٍ‌ مَ‍‌‍نْ نَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۗ ‌إِنَّ ‌‍رَبَّكَ حَك‍‍ِ‍ي‍‍مٌ عَلِيمٌ
006-084 آ«وهبنا له إسحاق ويعقوبآ» ابنه آ«كلاآ» منهما آ«هدينا ونوحا هدينا من قبلآ» أي قبل إبراهيم آ«ومن ذريتهآ» أي نوح آ«داوود وسليمانآ» ابنه آ«وأيوب ويوسفآ» ابن يعقوب آ«وموسى وهارون وكذلكآ» كما جزيناهم آ«نجزي المحسنينآ». وَ‌وَهَ‍‍بْ‍‍نَا‌ لَهُ~ُ ‌إِسْح‍‍َ‍اقَ ‌وَيَعْ‍‍قُ‍‍وبَ ۚ كُلّاً‌ هَدَيْنَا‌ ۚ ‌وَنُوحاً‌ هَدَيْنَا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ۖ ‌وَمِ‍‌‍نْ ‌ذُ‌رِّيَّتِ‍‍هِ ‌دَ‌ا‌و‍ُ‍‌و‌دَ‌ ‌وَسُلَيْم‍‍َ‍انَ ‌وَ‌أَيّ‍‍ُ‍وبَ ‌وَيُوسُفَ ‌وَمُوسَى‌ ‌وَهَا‌ر‍ُ‍‌ونَ ۚ ‌وَكَذَلِكَ نَ‍‍جْ‍‍زِي ‌الْمُحْسِنِينَ
006-085 آ«وزكريا ويحيىآ» ابنه آ«وعيسىآ» ابن مريم يفيد أن الذرية تتناول أولاد البنت وَ‌زَكَ‍‍رِيَّا‌ ‌وَيَحْيَى‌ ‌وَعِيسَى‌ ‌وَ‌إِلْي‍‍َ‍اسَ ۖ كُلٌّ‌ مِنَ ‌ال‍‍صَّ‍‍الِحِينَ
006-086 آ«وإسماعيلآ» بن إبراهيم آ«واليسعآ» اللام زائدة آ«ويونس ولوطاآ» بن هاران أخي إبراهيم آ«وكلاآ» منهم آ«فضَّلنا على العالمينآ» بالنبوة. وَ‌إِسْمَاع‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌وَ‌الْيَسَعَ ‌وَيُونُس ‌وَلُوط‍‍ا‌ ًۚ ‌وَكُلاّ‌‌ ً‌ فَ‍‍ضَّ‍‍لْنَا‌ عَلَى‌ ‌الْعَالَمِينَ
006-087 آ«ومن آبائهم وذرِّيَّاتهم وإخوانهمآ» عطف على كلا أو نوحا ومن للتبعيض لأن بعضهم لم يكن له ولد وبعضهم كان في ولده كافر آ«واجتبيناهمآ» إخترناهم آ«وهديناهم إلى صراط مستقيمآ». وَمِ‍‌‍نْ ‌آب‍‍َ‍ائِهِمْ ‌وَ‌ذُ‌رِّيَّاتِهِمْ ‌وَ‌إِخْ‍‍وَ‌انِهِمْ ۖ ‌وَ‌اجْ‍‍تَبَيْنَاهُمْ ‌وَهَدَيْنَاهُمْ ‌إِلَى‌ صِ‍رَ‍‌اطٍ‌ مُسْتَ‍‍قِ‍‍يمٍ
006-088 آ«ذلكآ» الذين هُدوا إليه آ«هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركواآ» فرضا آ«لحبط عنهم ما كانوا يعلمونآ». ذَلِكَ هُدَ‌ى‌ ‌اللَّ‍‍هِ يَهْدِي بِ‍‍هِ مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ مِ‍‌‍نْ عِبَا‌دِهِ ۚ ‌وَلَوْ‌ ‌أَشْ‍رَكُو‌ا‌ لَحَبِ‍‍طَ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَا‌ كَانُو‌ا‌ يَعْمَلُونَ
006-089 آ«أولئك الذين آتيناهم الكتابآ» بمعنى الكتب آ«والحكمآ» الحكمة آ«والنبوة فإن يكفر بهاآ» أي بهذه الثلاثة آ«هؤلاءآ» أي أهل مكة آ«فقد وكَّلنا بهاآ» أرصدنا لها آ«قوما ليسوا بها بكافرينآ» هم المهاجرون والأنصار. أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آتَيْنَاهُمُ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ ‌وَ‌الْحُكْمَ ‌وَ‌ال‍‍نُّ‍‍بُوَّةَ ۚ فَإِ‌نْ يَكْفُرْ‌ بِهَا‌ ه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ‌وَكَّلْنَا‌ بِهَا‌ قَ‍‍وْما‌ ً‌ لَيْسُو‌ا‌ بِهَا‌ بِكَافِ‍‍رِينَ
006-090 آ«أولئك الذين هدىآ» هم آ«الله فبهداهمآ» طريقهم من التوحيد والصبر آ«اقتدهآ» بهاء السكت وقفا ووصلا وفي قراءة بحذفها وصلا آ«قلآ» لأهل مكة آ«لا أسألكم عليهآ» أي القرآن آ«أجراآ» تعطونيه آ«إن هوآ» ما القرآن آ«إلا ذكرىآ» عظة آ«للعالمينآ» الإنس والجن. أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ هَدَ‌ى‌ ‌اللَّ‍‍هُ ۖ فَبِهُدَ‌اهُمُ ‌ا‍قْ‍‍تَدِهِ ۗ قُ‍‍لْ لاَ‌ ‌أَسْأَلُكُمْ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌أَجْ‍‍ر‌ا‌‌ ًۖ ‌إِ‌نْ هُوَ‌ ‌إِلاَّ‌ ‌ذِكْ‍رَ‌ى‌ لِلْعَالَمِينَ
006-091 آ«وما قدرواآ» أي اليهود آ«الله حق قدرهآ» أي ما عظموه حق عظمته أو ما عرفوه حق معرفته آ«إذ قالواآ» للنبي صلى وَمَا‌ قَ‍‍دَ‌رُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ حَ‍‍قَّ قَ‍‍دْ‌رِهِ ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الُو‌ا‌ مَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَى‌ بَشَر‌ٍ‌ مِ‍‌‍نْ شَ‍‍يْء‌‌ٍۗ قُ‍‍لْ مَ‍‌‍نْ ‌أَ‌ن‍‍زَلَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ ‌الَّذِي ج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ بِ‍‍هِ مُوسَى‌ نُو‌ر‌ا‌ ً‌ ‌وَهُ‍‍د‌ى‌ ً‌ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ۖ تَ‍‍جْ‍‍عَلُونَ‍‍هُ قَ‍رَ‌اطِ‍‍ي‍‍سَ تُ‍‍بْ‍‍دُ‌ونَهَا‌ ‌وَتُ‍‍خْ‍‍ف‍‍ُ‍ونَ كَثِي‍‍ر‌ا‌ ًۖ ‌وَعُلِّمْتُمْ مَا‌ لَمْ تَعْلَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ ‌وَلاَ‌ ‌آب‍‍َ‍ا‌ؤُكُمْ ۖ قُ‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هُ ۖ ثُ‍‍مَّ ‌ذَ‌رْهُمْ فِي خَ‍‍وْ‍ضِ‍‍هِمْ يَلْعَبُونَ
006-092 آ«وهذاآ» القرآن آ«كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديهآ» قبله من الكتب آ«ولتنذرآ» بالتاء والياء عطف على معنى ما قبله أي أنزلناه للبركة والتصديق ولتنذر به آ«أم القرى ومن حولهاآ» أي أهل مكة وسائر الناس آ«والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظونآ» خوفا من عقابها. وَهَذَ‌ا‌ كِت‍‍َ‍ابٌ ‌أَ‌ن‍‍زَلْن‍‍َ‍اهُ مُبَا‌‍رَكٌ‌ مُ‍‍صَ‍‍دِّ‍‍قُ ‌الَّذِي بَ‍‍يْ‍‍نَ يَدَيْ‍‍هِ ‌وَلِتُ‍‌‍ن‍‍ذِ‌ر‍َ‍‌ ‌أُمّ‍َ ‌الْ‍‍قُ‍رَ‌ى‌ ‌وَمَ‍‌‍نْ حَوْلَهَا‌ ۚ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِ‍الآ‍‍خِ‍رَةِ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِ‍‍هِ ۖ ‌وَهُمْ عَلَى‌ صَ‍‍لاَتِهِمْ يُحَافِ‍‍ظُ‍‍ونَ
006-093 آ«ومنآ» أي لا أحد آ«أظلم ممن افترى على الله كذباآ» بادعاء النبوة ولم ينبأ آ«أو قال أُوحي إليَّ ولم يوح إليه شيءآ» نزلت في مسيلمة آ«ومن قال سأنزل مثل ما أنزل اللهآ» وهم المستهزئون قالوا لو نشاء لقلنا مثل هذا آ«ولو ترىآ» يا محمد آ«إذ الظالمونآ» المذكورون آ«في غمراتآ» وَمَ‍‌‍نْ ‌أَ‍ظْ‍‍لَمُ مِ‍‍مَّ‍‍نِ ‌افْتَ‍رَ‌ى‌ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ كَذِباً‌ ‌أَ‌وْ‌ قَ‍‍الَ ‌أ‍ُ‍‌وحِيَ ‌إِلَيَّ ‌وَلَمْ ي‍‍ُ‍وحَ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ شَ‍‍يْء‌ٌ‌ ‌وَمَ‍‌‍نْ قَ‍‍الَ سَأُ‌ن‍‍زِلُ مِثْلَ مَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلَ ‌اللَّ‍‍هُ ۗ ‌وَلَوْ‌ تَ‍رَ‌ى‌ ‌إِ‌ذِ‌ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِم‍‍ُ‍ونَ فِي غَ‍‍مَ‍رَ‍‌اتِ ‌الْمَ‍‍وْتِ ‌وَ‌الْمَلاَئِكَةُ بَاسِ‍‍طُ‍‍و‌ا‌ ‌أَيْدِيهِمْ ‌أَ‍خْ‍‍رِجُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَكُمُ ۖ ‌الْيَ‍‍وْمَ تُ‍‍جْ‍‍زَ‌وْنَ عَذ‍َ‍‌ابَ ‌الْه‍‍ُ‍ونِ بِمَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ غَ‍‍يْ‍رَ‌الْحَ‍‍قِّ ‌وَكُ‍‌‍ن‍‍تُمْ عَ‍‌‍نْ ‌آيَاتِ‍‍هِ تَسْتَكْبِرُ‌ونَ
006-094 آ«وآ» يقال لهم إذا بعثوا آ«لقد جئتمونا فرادىآ» منفردين عن الأهل والمال والولد آ«كما خلقناكم أول مرةآ» أي حفاة عراة غرلا آ«وتركتم ما خولناكمآ» أعطيناكم من الأموال آ«وراء ظهوركمآ» في الدنيا بغير اختباركم آ«وآ» يقال لهم توبيخا آ«ما نرى معكم شفعاءكمآ» الأصنام آ«الذين زعمتم أنهم فيكمآ» أي في استحقاق عبادتكم آ«شركاءآ» لله آ«لقد تقطع بينكُمْآ» وصلكم أي تشتيت جمعكم وفي قراءة بالنصب ظرف أي وصلكم بينكم آ«وضلآ» ذهب آ«عنكم ما كنتم تزعمونآ» في الدنيا من شفاعتها. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ جِئْتُمُونَا‌ فُ‍رَ‌ا‌دَ‌ى‌ كَمَا‌ خَ‍‍لَ‍‍قْ‍‍نَاكُمْ ‌أَ‌وَّلَ مَ‍رَّةٍ‌ ‌وَتَ‍رَكْتُمْ مَا‌ خَ‍‍وَّلْنَاكُمْ ‌وَ‌ر‍َ‍‌ا‌ءَ‌ ظُ‍‍هُو‌رِكُمْ ۖ ‌وَمَا‌ نَ‍رَ‌ى‌ مَعَكُمْ شُفَع‍‍َ‍ا‌ءَكُمُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌زَعَمْتُمْ ‌أَنَّ‍‍هُمْ فِيكُمْ شُ‍رَك‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۚ لَ‍‍قَ‍‍دْ‌ تَ‍‍قَ‍‍طَّ‍‍عَ بَيْنَكُمْ ‌وَ‍ضَ‍‍لَّ عَ‍‌‍ن‍‍كُمْ مَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَزْعُمُونَ
006-095 آ«إن الله فالقآ» شاق آ«الحبِّآ» عن النبات آ«والنوىآ» عن النخل آ«يخرج الحي من الميتآ» كالإنسان والطائر من النطفة والبيضة آ«ومخرج الميتآ» النطفة والبيضة آ«من الحي ذلكمآ» الفالق المخرج آ«الله فأنَّي تؤفكونآ» فكيف تصرفون عن الإيمان مع قيام البرهان. إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ فَالِ‍‍قُ ‌الْحَبِّ ‌وَ‌ال‍‍نَّ‍‍وَ‌ى‌ ۖ يُ‍‍خْ‍‍رِجُ ‌الْحَيَّ مِنَ ‌الْمَيِّتِ ‌وَمُ‍‍خْ‍‍رِجُ ‌الْمَيِّتِ مِنَ ‌الْحَيِّ ۚ ‌ذَلِكُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ۖ فَأَنَّ‍‍ى‌ تُؤْفَكُونَ
006-096 آ«فالق الإصباحآ» مصدر بمعنى الصبح أي شاق عمود فَالِ‍‍قُ ‌الإِصْ‍‍ب‍‍َ‍احِ ‌وَجَعَلَ ‌ال‍‍لَّ‍‍يْ‍‍لَ سَكَنا‌ ً‌ ‌وَ‌ال‍‍شَّمْسَ ‌وَ‌الْ‍‍قَ‍‍مَ‍رَ‌ حُسْبَانا‌‌ ًۚ ‌ذَلِكَ تَ‍‍قْ‍‍د‍ِ‍ي‍‍رُ‌ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زِ‌ ‌الْعَلِيمِ
006-097 آ«وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحرآ» في الأسفار آ«قد فصَّلناآ» بينا آ«الآياتآ» الدلالات على قدرتنا آ«لقوم يعلمونآ» يتدبرون. وَهُوَ‌ ‌الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ‌ال‍‍نُّ‍‍ج‍‍ُ‍ومَ لِتَهْتَدُ‌و‌ا‌ بِهَا‌ فِي ظُ‍‍لُم‍‍َ‍اتِ ‌الْبَرِّ‌ ‌وَ‌الْبَحْ‍‍ر‍ِ‍‌ ۗ قَ‍‍دْ‌ فَ‍‍صَّ‍‍لْنَا‌ ‌الآي‍‍َ‍اتِ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يَعْلَمُونَ
006-098 آ«وهو الذي أنشأكمآ» خلقكم آ«من نفس واحدةآ» من آدم آ«فّمُستقِرٌآ» منكم في الرحم آ«ومستودعآ» منكم في الصلب وفي قراءة بفتح القاف أي مكان قرار لكم آ«قد فصَّلنا الآيات لقوم يفقهونآ» ما يقال لهم. وَهُوَ‌ ‌الَّذِي ‌أَ‌ن‍‍شَأَكُمْ مِ‍‌‍نْ نَفْسٍ‌ ‌وَ‌احِدَة‌‍ٍ‌ فَمُسْتَ‍‍قَ‍‍رّ‌ٌ‌ ‌وَمُسْتَوْ‌دَع‌‍ٌۗ قَ‍‍دْ‌ فَ‍‍صَّ‍‍لْنَا‌ ‌الآي‍‍َ‍اتِ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يَفْ‍‍قَ‍‍هُون
006-099 آ«وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجناآ» فيه التفات عن الغيبة آ«بهآ» بالماء آ«نبات كل شيءآ» ينبت آ«فأخرجنا منهآ» أي النبات شيئا آ«خَضِراآ» بمعنى أخضر آ«نخرج منهآ» من الخضر آ«حبا متراكباآ» يركب بعضه بعضا كسنابل الحنطة ونحوها آ«ومن النخلآ» خبر ويبدل منه آ«من طلعهاآ» أول ما يخرج منها والمبتدأ آ«قنوانآ» عراجين آ«دانيةآ» قريب بعضها من بعض آ«وآ» أخرجنا به آ«جناتِآ» بساتين آ«من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاآ» ورقهما حال وَهُوَ‌ ‌الَّذِي ‌أَ‌ن‍‍زَلَ مِنَ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ م‍‍َ‍ا‌ء‌‌ ً‌ فَأَ‍خْ‍رَجْ‍‍نَا‌ بِ‍‍هِ نَب‍‍َ‍اتَ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍ‌ فَأَ‍خْ‍رَجْ‍‍نَا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ خَ‍‍ضِ‍‍ر‌ا‌ ً‌ نُ‍‍خْ‍‍رِجُ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ حَبّا‌ ً‌ مُتَ‍رَ‌اكِبا‌ ً‌ ‌وَمِنَ ‌ال‍‍نَّ‍‍‍‍خْ‍‍لِ مِ‍‌‍نْ طَ‍‍لْعِهَا‌ قِ‍‍‌‍نْ‍‍و‍َ‍‌ان‌‍ٌ‌ ‌دَ‌انِيَةٌ‌ ‌وَجَ‍‍نّ‍‍َ‍اتٍ‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَعْن‍‍َ‍ابٍ‌ ‌وَ‌ال‍‍زَّيْت‍‍ُ‍ونَ ‌وَ‌ال‍‍رُّمّ‍‍َ‍انَ مُشْتَبِها‌ ً‌ ‌وَ‍‍غَ‍‍يْ‍رَ‌ مُتَشَابِه‌‍ٍۗ ‌ان‍‍ظُ‍‍رُ‌و‌ا‌ ‌إِلَى‌ ثَمَ‍‍رِهِ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَثْمَ‍رَ‌ ‌وَيَ‍‌‍نْ‍‍عِهِ ۚ ‌إِنَّ فِي ‌ذَلِكُمْ لَآي‍‍َ‍ات‍ٍ‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يُؤْمِنُونَ
006-100 آ«وجعلوا للهآ» مفعول ثان آ«شركاءَآ» مفعول أول ويبدل منه آ«الجنَّآ» حيث أطاعوهم في عبادة الأوثان آ«وآ» قد آ«خلقهمآ» فكيف يكونون شركاء آ«وخرَقواآ» بالتخفيف والتشديد أي اختلقوا آ«له بنين وبنات بغير علمآ» حيث قالوا عزيز ابن الله والملائكة بنات الله آ«سبحانهآ» تنزيها له آ«وتعالى عما يصفونآ» بأن له ولدا. وَجَعَلُو‌الِلَّهِ شُ‍رَك‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌الْجِ‍‍نَّ ‌وَ‍خَ‍‍لَ‍‍قَ‍‍هُمْ ۖ ‌وَ‍خَ‍رَقُ‍‍و‌ا‌ لَ‍‍هُ بَن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَبَن‍‍َ‍ات ٍ‌ بِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ عِلْم‌‍ٍۚ سُ‍‍بْ‍‍حَانَ‍‍هُ ‌وَتَعَالَى‌ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ يَ‍‍صِ‍‍فُونَ
006-101 هو آ«بديع السماوات والأرضآ» مبدعهما من غير مثال سبق آ«أنَّىآ» كيف آ«يكون له ولد ولم تكن له صاحبةآ» زوجة آ«وخلق كلَّ شيءآ» من شأنه أن يخلق آ«وهو بكل شيء عليمٌآ». بَد‍ِ‍ي‍‍عُ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۖ ‌أَنَّ‍‍ى‌ يَك‍‍ُ‍ونُ لَ‍‍هُ ‌وَلَد‌ٌ‌ ‌وَلَمْ تَكُ‍‌‍نْ لَ‍‍هُ صَ‍‍احِبَةٌۖ ‌وَ‍خَ‍‍لَ‍‍قَ كُلَّ شَ‍‍يْء‌ٍۖ ‌وَهُوَ‌ بِكُلِّ شَ‍‍يْءٍ‌ عَلِيمٌ
006-102 آ«ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالقُ كلَّ شيء فاعبدوهآ» وحِّدوه آ«وهو على كل شيء وكيلآ» حفيظ. ذَلِكُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌‍رَبُّكُمْ ۖ لاَ‌ ‌إِلَهَ ‌إِلاَّ‌ هُوَ‌ ۖ خَ‍‍الِ‍‍قُ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍ‌ فَاعْبُد‍ُ‍‌وهُ ۚ ‌وَهُوَ‌ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ ‌وَكِيلٌ
006-103 آ«لا تدركه الأبصارآ» أي لا تراه وهذا مخصوص لرؤية المؤمنين له في الآخرة لقوله تعالى: آ«وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرةآ» وحديث الشيخين لاَ‌ تُ‍‍دْ‌رِكُهُ ‌الأَبْ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌رُ‌ ‌وَهُوَ‌ يُ‍‍دْ‌رِكُ ‌الأَبْ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌‍رَۖ ‌وَهُوَ‌ ‌ال‍‍لَّ‍‍طِ‍‍ي‍‍فُ ‌الْ‍‍خَ‍‍بِ‍‍ير
006-104 قل يا محمد لهم: آ«قد جاءكم بصائرآ» حجج آ«من ربكم فمن أبصرآ» ها فآمن آ«فلنفسهآ» أبصر لأن ثواب إبصاره له آ«ومن عَميآ» عنها فضل آ«فعليهاآ» وبال إضلاله آ«وما أنا عليكم بحفيظآ» رقيب لأعمالكم إنما أنا نذير. قَ‍‍دْ‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ بَ‍‍صَ‍‍ائِ‍‍ر‍ُ‍‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ ۖ فَمَ‍‌‍نْ ‌أَبْ‍‍‍‍صَ‍رَ‌ فَلِنَفْسِ‍‍هِ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا‌ ۚ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أَنَا‌ عَلَيْكُمْ بِحَفِي‍‍ظٍ
006-105 آ«وكذلكآ» كما بينا ما ذكر آ«نصرِّفآ» نبين آ«الآياتآ» ليعتبروا آ«وليقولواآ» أي الكفار في عاقبة الأمر آ«دارستآ» ذاكرت أهل الكتاب وفي قراءة دَرَسْت أي كتب الماضين وجئت بهذا منها آ«ولنبيِّنه لقوم يعلمونآ». وَكَذَلِكَ نُ‍‍صَ‍‍رِّفُ ‌الآي‍‍َ‍اتِ ‌وَلِيَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ ‌دَ‌‍رَسْتَ ‌وَلِنُبَيِّنَ‍‍هُ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يَعْلَمُونَ
006-106 آ«إتَّبع ما أوحي إليك من ربكآ» أي القرآن آ«لا إله إلا هو وأعرض عن المشركينآ». اتَّبِعْ مَ‍‍ا‌ ‌أ‍ُ‍‌وحِيَ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكَ ۖ لاَ‌ ‌إِلَهَ ‌إِلاَّ‌ هُوَ‌ ۖ ‌وَ‌أَعْ‍‍رِ‍‍ضْ عَنِ ‌الْمُشْ‍‍رِكِينَ
006-107 آ«ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظاآ» رقيبا فتجازيهم بأعمالهم آ«وما أنت عليهم بوكيلآ» فتجبرهم على الإيمان وهذا قبل الأمر بالقتال. وَلَوْ‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ مَ‍‍ا‌ ‌أَشْ‍رَكُو‌اۗ ‌وَمَا‌ جَعَلْن‍‍َ‍اكَ عَلَيْهِمْ حَفِي‍‍ظ‍‍ا‌ ًۖ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍تَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ
006-108 آ«ولا تسبوا الذين يدعونـآ» ـهم آ«من دون اللهآ» أي الأصنام آ«فيسبوا الله عدْواآ» اعتداء وظلما آ«بغير علمآ» أي جهلا منهم بالله آ«كذلكآ» كما زيَّنا لهؤلاء ما هم عليه آ«زيَّنا لكل أمة عملهمآ» من وَلاَ‌ تَسُبُّو‌ا‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍دْع‍‍ُ‍ونَ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ فَيَسُبُّو‌ا‌اللَّ‍‍هَ عَ‍‍دْ‌و‌ا‌ ً‌ بِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ عِلْم‌‍ٍۗ كَذَلِكَ ‌زَيَّ‍‍نَّ‍‍ا‌ لِكُلِّ ‌أُمَّ‍‍ةٍ عَمَلَهُمْ ثُ‍‍مَّ ‌إِلَى‌ ‌‍رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَعْمَلُونَ
006-109 آ«وأقسمواآ» أي كفار مكة آ«بالله جهد أيمانهمآ» أي غاية اجتهادهم فيها آ«لئن جاءتهم آيةآ» مما اقترحوا آ«ليؤمنن بها قلآ» لهم آ«إنما الآيات عند اللهآ» ينزلها كما يشاء وإنما أنا نذير آ«وما يشعركمآ» يدريكم بإيمانهم إذا جاءت: أي أنتم لا تدرون ذلك آ«إنهَّا إذا جاءت لا يؤمنونآ» لما سبق في علمي، وفي قراءة بالتاء خطابا للكفار وفي أخر بفتح أن بمعنى لعل أو معمولة لما قبلها. وَ‌أَ‍قْ‍‍سَمُو‌ا‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ جَهْدَ‌ ‌أَيْمَانِهِمْ لَئِ‍‌‍نْ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْهُمْ ‌آيَة ٌ‌ لَيُؤْمِنُ‍‍نَّ بِهَا‌ ۚ قُ‍‍لْ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ ‌الآي‍‍َ‍اتُ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌وَمَا‌ يُشْعِرُكُمْ ‌أَنَّ‍‍هَ‍‍ا‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْ لاَ‌ يُؤْمِنُونَ
006-110 آ«ونقلَّب أفئدتهمآ» نحول قلوبهم عن الحق فلا يفهمونه آ«وأبصارهمآ» عنه فلا يبصرونه فلا يؤمنون آ«كما لم يؤمنوا بهآ» أي بما أنزل من الآيات آ«أوَّل مرّةِ ونذرهمآ» نتركهم آ«في طغيانهمآ» ضلالهم آ«يعمهونآ» يترددون متحيرين. وَنُ‍قَ‍‍لِّبُ ‌أَفْئِدَتَهُمْ ‌وَ‌أَبْ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌‍رَهُمْ كَمَا‌ لَمْ يُؤْمِنُو‌ا‌ بِهِ ‌أَ‌وَّلَ مَ‍رَّةٍ‌ ‌وَنَذَ‌رُهُمْ فِي طُ‍‍غْ‍‍يَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
006-111 آ«ولو أننا نزَّلنا إليهم الملائكة وكملهم الموتىآ» كما اقترحوا آ«وحشرناآ» جمعنا آ«عليهم كل شيء قبلاآ» بضمتين جمع قبيل أي فوجا فوجا وبكسر القاف وفتح الياء أي معاينة فشهدوا بصدقك آ«ما كانوا ليؤمنواآ» لما سبق في علم الله آ«إلاآ» لكن آ«أن يشاء اللهآ» إيمانهم فيؤمنوا آ«ولكن أكثرهم يجهلونآ» ذلك. وَلَوْ‌ ‌أَنَّ‍‍نَا‌ نَزَّلْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَيْهِمُ ‌الْمَلاَئِكَةَ ‌وَكَلَّمَهُمُ ‌الْمَوْتَى‌ ‌وَحَشَرْنَا‌ عَلَيْهِمْ كُلَّ شَ‍‍يْء‌‌ٍقُ‍‍بُلا‌ ً‌ مَا‌ كَانُو‌ا‌ لِيُؤْمِنُ‍‍و‌ا‌ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌أَكْثَ‍رَهُمْ يَ‍‍جْ‍‍هَلُونَ
006-112 آ«وكذلك جعلنا لكل نبي عدواآ» كما جعلنا هؤلاء أعداءك ويبدل وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا‌ لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُ‌وّ‌ا‌‌ ً‌ شَيَاطِ‍‍ي‍‍نَ ‌الإِ‌ن‍‍سِ ‌وَ‌الْجِ‍‍نِّ يُوحِي بَعْ‍‍ضُ‍‍هُمْ ‌إِلَى‌ بَعْ‍‍ضٍ‌ ‌زُ‍خْ‍‍رُفَ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْلِ غُ‍‍رُ‌و‌ر‌ا‌ ًۚ ‌وَلَوْ‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌‍رَبُّكَ مَا‌ فَعَل‍‍ُ‍وهُ ۖ فَذَ‌رْهُمْ ‌وَمَا‌ يَفْتَرُ‌ونَ
006-113 آ«ولتصغى إليهآ» عطف على غرورا أي الزخرف آ«أفئدةآ» قلوب آ«الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفواآ» يكتسبوا آ«ما هم مقترفونآ» من الذنوب فيعاقبوا عليه. وَلِتَ‍‍صْ‍‍غَ‍‍ى‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌أَفْئِدَةُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ لاَ‌ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِ‍الآ‍‍خِ‍رَةِ ‌وَلِيَرْ‍ضَ‍‍وْهُ ‌وَلِيَ‍‍قْ‍‍تَ‍‍رِفُو‌ا‌ مَا‌ هُمْ مُ‍‍قْ‍‍تَ‍‍رِفُونَ
006-114 ونزل لما طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل بينه وبينهم حكما، قل آ«أفغير الله أبتغيآ» أطلب آ«حكماآ» قاضيا بيني وبينكم آ«وهو الذي أنزل إليكم الكتابآ» القرآن آ«مفصّلاآ» مبينا في الحق من الباطل آ«والذين آتيناهم الكتابآ» التوراة كعبد الله بن سلام وأصحابه آ«يعلمون أنه منزَلآ» بالتخفيف والتشديد آ«من ربَّك بالحق فلا تكونن من الممترينآ» الشاكين فيه والمراد بذلك التقرير للكفار أنه حق. أَفَ‍‍غَ‍‍يْ‍رَ‌اللَّ‍‍هِ ‌أَبْ‍‍تَ‍‍غِ‍‍ي حَكَما‌ ً‌ ‌وَهُوَ‌ ‌الَّذِي ‌أَ‌ن‍‍زَلَ ‌إِلَيْكُمُ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ مُفَ‍‍صَّ‍‍لا‌ ًۚ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آتَيْنَاهُمُ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ يَعْلَم‍‍ُ‍ونَ ‌أَنَّ‍‍هُ مُنَزَّلٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكَ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ۖ فَلاَ‌ تَكُونَ‍‍نَّ مِنَ ‌الْمُمْتَ‍‍رِينَ
006-115 آ«وتمت كَلِمَاتُ ربَكآ» بالأحكام والمواعيد آ«صدقا وعدلاآ» تمييز آ«لا مبدِّل لكلماتهآ» بنقص أو خلف آ«وهو السميعآ» لما يقال آ«العليمآ» بما يفعل. وَتَ‍‍مَّ‍‍تْ كَلِمَةُ ‌‍رَبِّكَ صِ‍‍دْ‍‍ق‍‍ا‌ ً‌ ‌وَعَ‍‍دْلا‌ ًۚ لاَ‌ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ‍‍هِ ۚ ‌وَهُوَ‌ ‌ال‍‍سَّم‍‍ِ‍ي‍‍عُ ‌الْعَلِيمُ
006-116 آ«وإن تطع أكثر من في الأرضآ» أي الكفار آ«يضلوك عن سبيل اللهآ» دينه آ«إنآ» ما آ«يتبعون إلا الظنَّآ» في وَ‌إِ‌نْ تُ‍‍طِ‍‍عْ ‌أَكْثَ‍رَ‌ مَ‍‌‍نْ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ يُ‍‍ضِ‍‍لّ‍‍ُ‍وكَ عَ‍‌‍نْ سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌إِ‌نْ يَتَّبِع‍‍ُ‍ونَ ‌إِلاَّ‌ ‌ال‍‍ظَّ‍‍نَّ ‌وَ‌إِ‌نْ هُمْ ‌إِلاَّ‌ يَ‍‍خْ‍‍رُ‍صُ‍‍ونَ
006-117 آ«إن ربَّك هو أعلمآ» أي عالم آ«من يَضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدينآ» فيجازي كلا منهم. إِنَّ ‌‍رَبَّكَ هُوَ‌ ‌أَعْلَمُ مَ‍‌‍نْ يَ‍‍ضِ‍‍لُّ عَ‍‌‍نْ سَبِيلِ‍‍هِ ۖ ‌وَهُوَ‌ ‌أَعْلَمُ بِ‍الْمُهْتَدِينَ
006-118 آ«فكلوا مما ذكر اسم الله عليهآ» أي ذبح على اسمه آ«إن كنتم بآياته مؤمنينآ». فَكُلُو‌ا‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌ذُكِ‍‍ر‍َ‍‌ ‌اسْمُ ‌اللَّ‍‍هِ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ بِآيَاتِ‍‍هِ مُؤْمِنِينَ
006-119 آ«وما لكم أآ» ن آ«لا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليهآ» من الذبائح آ«وقد فُصلآ» بالبناء للمفعول وللفاعل في الفعلين آ«لكم ما حُرِّمَ عليكمآ» في آية (حرمت عليكم الميتة) آ«إلا ما اضطُررتم إليهآ» منه فهو أيضا حلال لكم- المعنى لا مانع لكم من أكل ما ذكر وقد بين لكم المحرّم أكله، وهذا ليس منه - آ«وإن كثيرا لَيَضِلُّونَآ» بفتح الياء وضمها آ«بأهوائهمآ» بما تهواه أنفسهم من تحليل الميتة وغيرها آ«بغير علمآ» يعتمدونه في ذلك آ«إن ربَّك هو أعلم بالمعتدينآ» المتجاوزين. وَمَا‌ لَكُمْ ‌أَلاَّ‌ تَأْكُلُو‌ا‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌ذُكِ‍‍ر‍َ‍‌ ‌اسْمُ ‌اللَّ‍‍هِ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌وَ‍قَ‍‍دْ‌ فَ‍‍صَّ‍‍لَ لَكُمْ مَا‌ حَ‍رَّمَ عَلَيْكُمْ ‌إِلاَّ‌ مَا‌ ‌اضْ‍‍طُ‍‍رِ‌ر‍ْ‍تُمْ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ ۗ ‌وَ‌إِنَّ كَثِي‍‍ر‌ا‌ ً‌ لَيُ‍‍ضِ‍‍لّ‍‍ُ‍ونَ بِأَهْو‍َ‍‌ائِهِمْ بِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ عِلْم‌‍ٍۗ ‌إِنَّ ‌‍رَبَّكَ هُوَ‌ ‌أَعْلَمُ بِ‍الْمُعْتَدِينَ
006-120 آ«وذرواآ» أُتركوا آ«ظاهر الإثم وباطنهآ» علانيته وسره والإثم قيل الزنا، وقيل كل معصية آ«إن الذين يكسبون الإثم سيُجزونآ» في الآخرة آ«بما كانوا يقترفونآ» يكتسبون. وَ‌ذَ‌رُ‌و‌اظَ‍‍اهِ‍‍ر‍َ‍‌ ‌الإِثْمِ ‌وَبَاطِ‍‍نَهُ~ُ ۚ ‌إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَكْسِب‍‍ُ‍ونَ ‌الإِثْمَ سَيُ‍‍جْ‍‍زَ‌وْنَ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَ‍‍قْ‍‍تَ‍‍رِفُونَ
006-121 آ«ولا تأكلوا مما لم يُذكر اسم الله عليهآ» بأن مات أو ذبح على اسم غيره وإلا فما ذبحه المسلم ولم يسم فيه عمدا أو نسيانا وَلاَ‌ تَأْكُلُو‌ا‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ لَمْ يُذْكَ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌اسْمُ ‌اللَّ‍‍هِ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌وَ‌إِنَّ‍‍هُ لَفِسْ‍‍قٌۗ ‌وَ‌إِنَّ ‌ال‍‍شَّيَاطِ‍‍ي‍‍نَ لَيُوح‍‍ُ‍ونَ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَ‌وْلِي‍‍َ‍ائِهِمْ لِيُجَا‌دِلُوكُمْ ۖ ‌وَ‌إِ‌نْ ‌أَ‍طَ‍‍عْتُمُوهُمْ ‌إِنَّ‍‍كُمْ لَمُشْ‍‍رِكُونَ
006-122 ونزل في أبي جهل وغيره: آ«أو من كان ميتاآ» بالكفر آ«فأحييناهآ» بالهدى آ«وجعلنا له نورا يمشي به في الناسآ» يتبصر به الحق من غيره وهو الإيمان آ«كمن مثلهآ» مثل زائدة أي كمن هو آ«في الظلمات ليس بخارج منهاآ» وهو الكافر؟ لا آ«كذلكآ» كما زيِّن للمؤمنين الإيمان آ«زيِّن للكافرين ما كانوا يعلمونآ» من الكفر والمعاصى. أَ‌وَمَ‍‌‍نْ ك‍‍َ‍انَ مَيْتا‌‌ ً‌ فَأَحْيَيْن‍‍َ‍اهُ ‌وَجَعَلْنَا‌ لَ‍‍هُ نُو‌ر‌ا‌ ً‌ يَمْشِي بِ‍‍هِ فِي ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ كَمَ‍‌‍نْ مَثَلُ‍‍هُ فِي ‌ال‍‍ظُّ‍‍لُم‍‍َ‍اتِ لَ‍‍يْ‍‍سَ بِ‍‍خَ‍‍ا‌رِجٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ۚ كَذَلِكَ ‌زُيِّنَ لِلْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ مَا‌ كَانُو‌ا‌ يَعْمَلُونَ
006-123 آ«وكذلكآ» كما جعلنا فُسَّاق مكة أكابرها آ«جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيهاآ» بالصد عن الإيمان آ«وما يمكرون إلا بأنفسهمآ» لأن وباله عليهم آ«وما يشعرونآ» بذلك. وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا‌ فِي كُلِّ قَ‍‍رْيَةٍ ‌أَكَابِ‍‍ر‍َ‍‌ مُ‍‍جْ‍‍رِمِيهَا‌ لِيَمْكُرُ‌و‌ا‌ فِيهَا‌ ۖ ‌وَمَا‌ يَمْكُر‍ُ‍‌ونَ ‌إِلاَّ‌ بِأَ‌ن‍‍فُسِهِمْ ‌وَمَا‌ يَشْعُرُ‌ونَ
006-124 آ«وإذا جاءتهمآ» أي أهل مكة آ«آيةآ» على صدق النبي صلى الله عليه وسلم آ«قالوا لن نؤمنآ» به آ«حتى نؤتى مثل ما أوتي رسلُ اللهآ» من الرسالة والوحي إلينا لأنا أكثر مالا وأكبر سنّا قال تعالى: آ«الله أعلم حيث يجعل رِسَالاَتِهِآ» بالجمع والإفراد وحيث مفعول به لفعل دل عليه أعلم: أي يعلم الموضع الصالح لوضعها فيه فيضعها وهؤلاء ليسوا أهلا لها آ«سيصيب الذين وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْهُمْ ‌آيَة‌‍ٌقَ‍‍الُو‌ا‌ لَ‍‌‍نْ نُؤْمِنَ حَتَّى‌ نُؤْتَى‌ مِثْلَ مَ‍‍ا‌ ‌أ‍ُ‍‌وتِيَ ‌رُسُلُ ‌اللَّ‍‍هِ ۘ ‌اللَّ‍‍هُ ‌أَعْلَمُ حَ‍‍يْ‍‍ثُ يَ‍‍جْ‍‍عَلُ ‌رِسَالَتَ‍‍هُ ۗ سَيُ‍‍صِ‍‍ي‍‍بُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أَجْ‍‍‍رَمُو‌اصَ‍‍غَ‍‍ا‌رٌ‌ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَعَذ‍َ‍‌اب‌‍ٌ‌ شَد‍ِ‍ي‍‍د‌ٌ‌ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَمْكُرُ‌ونَ
006-125 آ«فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلامآ» بأن يقذف في قلبه نورا فينفسح له ويقبله كما ورد في حديث آ«ومن يردْآ» الله آ«أن يضلَّه يجعل صدره ضَيْقاآ» بالتخفيف والتشديد عن قبوله آ«حرَجاآ» شديد الضيق بكسر الراء صفة وفتحها مصدر وصف فيه مبالغة آ«كأنما يصَّعَّدآ» وفي قراءة يصَّاعد وفيهما إدغام التاء في الأصل في الصاد وفي أخرى بسكونها آ«في السماءآ» إذا كلف الإيمان لشدته عليه آ«كذلكآ» الجعل آ«يجعل الله الرجسآ» العذاب أو الشيطان أي يسلطه آ«على الذين لا يؤمنونآ». فَمَ‍‌‍نْ يُ‍‍رِ‌دِ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌أَ‌نْ يَهدِيَ‍‍هُ يَشْ‍رَحْ صَ‍‍دْ‌‍رَهُ لِلإِسْلاَمِ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ يُ‍‍رِ‌دْ‌ ‌أَ‌نْ يُ‍‍ضِ‍‍لَّ‍‍هُ يَ‍‍جْ‍‍عَلْ صَ‍‍دْ‌‍رَهُ ضَ‍‍يِّ‍‍ق‍‍اً‌ حَ‍رَجا‌‌ ً‌ كَأَنَّ‍‍مَا‌ يَ‍‍صَّ‍‍عَّدُ‌ فِي ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ۚ كَذَلِكَ يَ‍‍جْ‍‍عَلُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌ال‍‍رِّجْ‍‍سَ عَلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ لاَ‌ يُؤْمِنُونَ
006-126 آ«وهذاآ» الذي أنت عليه يا محمد آ«صراطُآ» طريق آ«ربِّك مستقيماآ» لا عوج فيه ونصبه على الحال المؤكد للجملة والعامل فيها معنى الإشارة آ«قد فصّلناآ» بينا آ«الآيات لقوم يذكَّرونآ» فيه إدغام التاء في الأصل في الذال أي يتعظون وخُصوا بالذكر لأنهم المنتفعون. وَهَذَ‌ا‌ صِ‍رَ‍‌اطُ ‌‍رَبِّكَ مُسْتَ‍‍قِ‍‍يما‌‌ ًۗ قَ‍‍دْ‌ فَ‍‍صَّ‍‍لْنَا‌ ‌الآي‍‍َ‍اتِ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يَذَّكَّرُ‌ونَ
006-127 آ«لهم دار السلامآ» أي السلام وهي الجنة آ«عند ربِّهم وهو وليهم بما كانوا يعلمونآ». لَهُمْ ‌د‍َ‍‌ا‌رُ‌ ‌ال‍‍سَّلاَمِ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌‍رَبِّهِمْ ۖ ‌وَهُوَ‌ ‌وَلِيُّهُمْ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَعْمَلُونَ
006-128 آ«وآ» اذكر آ«يوم نحشرهمآ» بالنون والياء أي الله الخلق آ«جميعاآ» ويقال لهم آ«يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنسآ» بإغوائكم آ«وقال أولياؤهمآ» الذين وَيَ‍‍وْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعا‌ ً‌ يَا‌ مَعْشَ‍رَ‌الْجِ‍‍نِّ قَ‍‍دِ‌ ‌اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ ‌الإِ‌ن‍‍سِ ۖ ‌وَ‍قَ‍‍الَ ‌أَ‌وْلِي‍‍َ‍ا‌ؤُهُمْ مِنَ ‌الإِ‌ن‍‍سِ ‌‍رَبَّنَا‌ ‌اسْتَمْتَعَ بَعْ‍‍ضُ‍‍نَا‌ بِبَعْ‍‍ضٍ‌ ‌وَبَلَ‍‍غْ‍‍نَ‍‍ا‌ ‌أَجَلَنَا‌ ‌الَّذِي ‌أَجَّلْتَ لَنَا‌ ۚ قَ‍‍الَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌رُ‌ مَثْوَ‌اكُمْ خَ‍‍الِد‍ِ‍ي‍‍نَ فِيهَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ مَا‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ۗ ‌إِنَّ ‌‍رَبَّكَ حَك‍‍ِ‍ي‍‍مٌ عَلِيمٌ
006-129 آ«وكذلكآ» كما متَّعنا عُصاة الإنس والجن بعضهم ببعض آ«نوليآ» من الولاية آ«بعض الظالمين بعضاآ» أي على بعض آ«بما كانوا يكسبونآ» من المعاصي. وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْ‍‍ضَ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِم‍‍ِ‍ي‍‍نَ بَعْ‍‍ض‍‍ا‌ ً‌ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَكْسِبُونَ
006-130 آ«يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكمآ» أي من مجموعكم أي بعضكم الصادق بالإنس أو رسل الجن نذرهم الذين يسمعون كلام الرسل فيبلغون قومهم آ«يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسناآ» أن قد بلغنا قال تعالى: آ«وغرَّتهم الحياة الدنياآ» فلم يؤمنوا آ«وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرينآ». يَامَعْشَ‍رَ‌الْجِ‍‍نِّ ‌وَ‌الإِ‌ن‍‍سِ ‌أَلَمْ يَأْتِكُمْ ‌رُسُلٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ يَ‍‍قُ‍‍صُّ‍‍ونَ عَلَيْكُمْ ‌آيَاتِي ‌وَيُ‍‌‍ن‍‍ذِ‌رُ‌ونَكُمْ لِ‍‍قَ‍‍ا‌ءَ‌ يَوْمِكُمْ هَذَ‌ا‌ قَ‍‍الُو‌اۚ شَهِ‍‍دْنَا‌ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسِنَا‌ ‌وَ‍‍غَ‍رَّتْهُمُ ۖ ‌الْحَي‍‍َ‍اةُ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ‌وَشَهِدُ‌و‌ا‌ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسِهِمْ ‌أَنَّ‍‍هُمْ كَانُو‌ا‌ كَافِ‍‍رِينَ
006-131 آ«ذلكآ» أي إرسال الرسل آ«أنآ» اللام مقدرة وهي مخففة أي لأنه آ«لم يكن ربَّك مهلك القرى بظلمآ» منها آ«وأهلها غافلونآ» لم يرسل ذَلِكَ ‌أَ‌نْ لَمْ يَكُ‍‌‍نْ ‌‍رَبُّكَ مُهْلِكَ ‌الْ‍‍قُ‍رَ‌ى‌ بِ‍‍ظُ‍‍لْمٍ‌ ‌وَ‌أَهْلُهَا‌ غَ‍‍افِلُونَ
006-132 آ«ولكلآ» من العاملين آ«درجاتآ» جزاء آ«مما عملواآ» من خير وشر آ«وما ربك بغافل عما يعملونآ» بالياء والتاء. وَلِكُلّ‌‍ٍ‌ ‌دَ‌‍رَج‍‍َ‍اتٌ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ عَمِلُو‌اۚ ‌وَمَا‌ ‌‍رَبُّكَ بِ‍‍غَ‍‍افِلٍ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ يَعْمَلُونَ
006-133 آ«وربُّك الغنيآ» عن خلقه وعبادتهم آ«ذو الرحمة إن يشأ يذهبكمآ» يا أهل مكة بالإهلاك آ«ويستخلف من بعدكم ما يشاءآ» من الخلق آ«كما أنشأكم من ذرية قوم آخرينآ» أذهبهم ولكنه أبقاكم رحمة لكم. وَ‌‍رَبُّكَ ‌الْ‍‍غَ‍‍نِيُّ ‌ذُ‌و‌ ‌ال‍رَّحْمَةِ ۚ ‌إِ‌نْ يَشَأْ‌ يُذْهِ‍‍بْ‍‍كُمْ ‌وَيَسْتَ‍‍خْ‍‍لِفْ مِ‍‌‍نْ بَعْدِكُمْ مَا‌ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ كَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍شَأَكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌ذُ‌رِّيَّةِ قَ‍‍وْم‌‍ٍ‌ ‌آ‍‍خَ‍‍رِينَ
006-134 آ«إن ما توعدونآ» من الساعة والعذاب آ«لآتآ» لا محالة آ«وما أنتم بمعجزينآ» فائتين عذابنا. إِنَّ مَا‌ تُوعَد‍ُ‍‌ونَ لَآتٍۖ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ بِمُعْجِزِينَ
006-135 آ«قلآ» لهم آ«يا قوم اعملوا على مكانتكمآ» حالتكم آ«إني عاملآ» على حالتي آ«فسوف تعلمون منآ» موصولة مفعول العلم آ«تكون له عاقبة الدارآ» أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة أنحن أم أنتم آ«إنه لا يفلحآ» يسعد آ«الظالمونآ» الكافرون. قُ‍‍لْ يَا‌ قَ‍‍وْمِ ‌اعْمَلُو‌ا‌ عَلَى‌ مَكَانَتِكُمْ ‌إِنِّ‍‍ي عَامِل‌‍ٌۖ فَسَ‍‍وْفَ تَعْلَم‍‍ُ‍ونَ مَ‍‌‍نْ تَك‍‍ُ‍ونُ لَ‍‍هُ عَاقِ‍‍بَةُ ‌ال‍‍دّ‍َ‍‌ا‌ر‍ِ‍‌ ۗ ‌إِنَّ‍‍هُ لاَ‌ يُفْلِحُ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمُونَ
006-136 آ«وجعلواآ» أي كفار مكة آ«لله مما ذرأآ» خلق آ«من الحرثآ» الزرع آ«والأنعام نصيباآ» يصرفونه إلى الضيفان والمساكين ولشركائهم نصيبا يصرفونه إلى سدنتها آ«فقالوا هذا لله بزعمهمآ» بالفتح والضم آ«وهذا لشركائناآ» فكانوا إذا سقط في نصيب الله شيء من نصيبها التقطوه أو نصيبها شيء من نصيبه تركوه وقالوا إن الله غني عن هذا كما قال تعالى آ«فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللهآ» أي لجهته آ«وما كان لله فهو يصل إلى وَجَعَلُو‌الِلَّهِ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌ذَ‌‍رَ‌أَ‌ مِنَ ‌الْحَرْثِ ‌وَ‌الأَنعَام نَ‍‍صِ‍‍يبا‌‌ ً‌ فَ‍‍قَ‍‍الُو‌ا‌ هَذَ‌ا‌ لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ ‌وَهَذَ‌ا‌ لِشُ‍رَك‍‍َ‍ائِنَا‌ ۖ فَمَا‌ ك‍‍َ‍انَ لِشُ‍رَك‍‍َ‍ائِهِمْ فَلاَ‌ يَ‍‍صِ‍‍لُ ‌إِلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌وَمَا‌ ك‍‍َ‍انَ لِلَّهِ فَهُوَ‌ يَ‍‍صِ‍‍لُ ‌إِلَى‌ شُ‍رَك‍‍َ‍ائِهِمْ ۗ س‍‍َ‍ا‌ءَ‌ مَا‌ يَحْكُمُونَ
006-137 آ«وكذلكآ» كما زين لهم ما ذكر آ«زَيَّنَ لكثير من المشركين قتل أولادهمآ» بالوأد آ«شركاؤُهمآ» من الجن بالرفع فاعل زين وفي قراءة ببنائه للمفعول ورفع قتل ونصب الأولاد به وجر شركائهم بإضافته وفيه الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول - ولا يضر - وإضافة القتل إلى الشركاء لأمرهم به آ«ليردوهمآ» يهلكوهم آ«وليلبسواآ» يخلطوا آ«عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترونآ». وَكَذَلِكَ ‌زَيَّنَ لِكَث‍‍ِ‍ي‍‍ر‌ٍ‌ مِنَ ‌الْمُشْ‍‍رِك‍‍ِ‍ي‍‍نَ قَ‍‍تْلَ ‌أَ‌وْلاَ‌دِهِمْ شُ‍رَك‍‍َ‍ا‌ؤُهُمْ لِيُرْ‌دُ‌وهُمْ ‌وَلِيَلْبِسُو‌ا‌ عَلَيْهِمْ ‌دِينَهُمْ ۖ ‌وَلَوْ‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ مَا‌ فَعَل‍‍ُ‍وهُ ۖ فَذَ‌رْهُمْ ‌وَمَا‌ يَفْتَرُ‌ونَ
006-138 آ«وقالوا هذه أنعام وحرث حجرآ» حرام آ«لا يطعمها إلا من شاءآ» من خَدَمَةِ الأوثان وغيرهم آ«بزَعمهمآ» أي لا حجة لهم فيه آ«وأنعام حرمت ظهورهاآ» فلا تركب كالسوائب والحوامي آ«وأنعام لا يذكرون اسم الله عليهاآ» عند ذبحها بل يذكرون اسم أصنامهم ونسبوا ذلك إلى الله آ«افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترونآ» عليه. وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌ هَذِهِ ‌أَ‌نْ‍‍ع‍‍َ‍امٌ‌ ‌وَحَرْثٌ حِ‍‍جْ‍‍ر‌ٌ‌ لاَ‌ يَ‍‍طْ‍‍عَمُهَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ مَ‍‌‍نْ نَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ بِزَعْمِهِمْ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍ع‍‍َ‍امٌ حُرِّمَتْ ظُ‍‍هُو‌رُهَا‌ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍ع‍‍َ‍ام ٌ‌ لاَ‌ يَذْكُر‍ُ‍‌ونَ ‌اسْمَ ‌اللَّ‍‍هِ عَلَيْهَا‌ ‌افْتِر‍َ‍‌ا‌ءً‌ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ۚ سَيَ‍‍جْ‍‍زِيهِمْ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَفْتَرُ‌ونَ
006-139 آ«وقالوا ما في بطون هذه الأنعامآ» المحرمة وهي السوائب والبحائر آ«خالصةآ» حلال آ«لذكورنا ومحرَّم على أزواجناآ» أي النساء آ«وإن تَكُنْ مَيْتَةٌآ» بالرفع والنصب مع تأنيث الفعل وتذكيره آ«فهم فيه شركاء سيجزيهمآ» الله آ«وصفَهمآ» ذلك بالتحليل والتحريم أي جزاءه آ«إنه حكيمآ» في صنعه آ«عليمآ» بخلقه. وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌ مَا‌ فِي بُ‍‍طُ‍‍ونِ هَذِهِ ‌الأَنع‍‍َ‍امِ خَ‍‍الِ‍‍صَ‍‍ة ٌ‌ لِذُكُو‌رِنَا‌ ‌وَمُحَ‍رَّمٌ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‌زْ‌وَ‌اجِنَا‌ ۖ ‌وَ‌إِ‌نْ يَكُ‍‌‍نْ مَيْتَة‌ ً‌ فَهُمْ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ شُ‍رَك‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۚ سَيَ‍‍جْ‍‍زِيهِمْ ‌وَ‍صْ‍‍فَهُمْ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُ حَك‍‍ِ‍ي‍‍مٌ عَلِيمٌ
006-140 آ«قد خسر قَ‍‍دْ‌ خَ‍‍سِ‍‍ر‍َ‍‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ قَ‍‍تَلُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌وْلاَ‌دَهُمْ سَفَها‌ ً‌ بِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ عِلْمٍ‌ ‌وَحَ‍رَّمُو‌ا‌ مَا‌ ‌‍رَ‌زَ‍قَ‍‍هُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌افْتِر‍َ‍‌ا‌ءً‌ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ قَ‍‍دْ‌ ضَ‍‍لُّو‌ا‌ ‌وَمَا‌ كَانُو‌ا‌ مُهْتَدِينَ
006-141 آ«وهو الذي أنشأآ» خلق آ«جناتآ» بساتين آ«معروشاتآ» مبسوطات على الأرض كالبطيخ آ«وغير معروشاتآ» بأن ارتفعت على ساق كالنخل آ«وآ» أنشأ آ«النخل والزرع مختلفا أكلُهُآ» ثمره وحبه في الهيئة والطعم آ«والزيتون والرمان متشابهاآ» ورقهما حال آ«وغير متشابهآ» طعمهما آ«كلوا من ثمره إذا أثمرآ» قبل النضج آ«وآتوا حقهآ» زكاته آ«يوم حصادهآ» بالفتح والكسر من العشر أو نصفه آ«ولا تُسرفواآ» بإعطاء كله فلا يبقى لعيالكم شيء آ«إنه لا يحب المسرفينآ» المتجاوزين ما حدَّ لهم. وَهُوَ‌ ‌الَّذِي ‌أَ‌نْ‍‍شَأَ‌ جَ‍‍نّ‍‍َ‍اتٍ‌ مَعْرُ‌وش‍‍َ‍اتٍ‌ ‌وَ‍‍غَ‍‍يْ‍رَ‌ مَعْرُ‌وش‍‍َ‍اتٍ‌ ‌وَ‌ال‍‍نَّ‍‍‍‍خْ‍‍لَ ‌وَ‌ال‍‍زَّ‌رْعَ مُ‍‍خْ‍‍تَلِفاً‌ ‌أُكُلُ‍‍هُ ‌وَ‌ال‍‍زَّيْت‍‍ُ‍ونَ ‌وَ‌ال‍‍رُّمّ‍‍َ‍انَ مُتَشَابِها‌ ً‌ ‌وَ‍‍غَ‍‍يْ‍رَ‌ مُتَشَابِه‌‍ٍۚ كُلُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ثَمَ‍‍رِهِ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَثْمَ‍رَ‌ ‌وَ‌آتُو‌ا‌ حَ‍‍قَّ‍‍هُ يَ‍‍وْمَ حَ‍‍صَ‍‍ا‌دِهِ ۖ ‌وَلاَ‌ تُسْ‍‍رِفُ‍‍و‌اۚ ‌إِنَّ‍‍هُ لاَ‌ يُحِبُّ ‌الْمُسْ‍‍رِفِينَ
006-142 آ«وآ» أنشأ آ«من الأنعام حمولةآ» صالحة للحمل عليها كالإبل الكبار آ«وفرشاآ» لا تصلح له كالإبل الصغار والغنم سميت فرشا لأنها كالفرش للأرض لدونها منها آ«كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطانآ» طرائقه من التحريم والتحليل آ«إنه لكم عدوٌ مبينآ» بين العداوة. وَمِنَ ‌الأَنع‍‍َ‍امِ حَمُولَة ً‌ ‌وَفَرْشا‌‌ ًۚ كُلُو‌ا‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَ‌زَ‍قَ‍‍كُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌وَلاَ‌ تَتَّبِعُو‌اخُ‍‍طُ‍‍و‍َ‍‌اتِ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انِ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُ لَكُمْ عَدُ‌وّ‌ٌ‌ مُبِينٌ
006-143 آ«ثمانية أزواجآ» أصناف بدل من حمولة وفرشا آ«من الضأنآ» زوجين آ«اثنينآ» ذكر وأنثى آ«ومن المعَزآ» بالفتح والسكون آ«اثنين قلآ» يا محمد لمن حرم ذكور الأنعام تارة وإناثها أخرى ونسب ثَمَانِيَةَ ‌أَ‌زْ‌و‍َ‍‌اجٍۖ مِنَ ‌ال‍‍ضَّ‍‍أْنِ ‌اثْنَ‍‍يْ‍‍نِ ‌وَمِنَ ‌الْمَعْزِ‌ ‌اثْنَ‍‍يْ‍‍نِ ۗ قُ‍‍لْ ‌أ‍َ‍‌ال‍‍ذَّكَ‍رَيْ‍‍نِ حَ‍رَّمَ ‌أَمِ ‌الأُ‌نْ‍‍ثَيَ‍‍يْ‍‍نِ ‌أَمَّ‍‍ا‌ ‌اشْتَمَلَتْ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌أَ‌رْح‍‍َ‍امُ ‌الأُ‌ن‍‍ثَيَ‍‍يْ‍‍نِ ۖ نَبِّئ‍‍ُ‍‍ونِي بِعِلْم‌‍ٍ‌ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ صَ‍‍ا‌دِقِ‍‍ينَ
006-144 آ«ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أمآ» بل آ«كنتم شهداءآ» حضورا آ«إذ وصَّاكم الله بهذاآ» التحريم فاعتمدتم ذلك! لا بل أنتم كاذبون فيه آ«فمنآ» أي لا أحد آ«أظلم ممن افترى على الله كذباآ» بذلك آ«لُيضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمينآ». وَمِنَ ‌الإِبِلِ ‌اثْنَ‍‍يْ‍‍نِ ‌وَمِنَ ‌الْبَ‍‍قَ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌اثْنَ‍‍يْ‍‍نِ ۗ قُ‍‍لْ ‌أ‍َ‍‌ال‍‍ذَّكَ‍رَيْ‍‍نِ حَ‍رَّمَ ‌أَمِ ‌الأُ‌ن‍‍ثَيَ‍‍يْ‍‍نِ ‌أَمَّ‍‍ا‌ ‌اشْتَمَلَتْ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌أَ‌رْح‍‍َ‍امُ ‌الأُ‌ن‍‍ثَيَ‍‍يْ‍‍نِ ۖ ‌أَمْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ شُهَد‍َ‍‌ا‌ءَ‌ ‌إِ‌ذْ‌ ‌وَ‍صَّ‍‍اكُمُ ‌اللَّ‍‍هُ بِهَذَ‌ا‌ ۚ فَمَ‍‌‍نْ ‌أَ‍ظْ‍‍لَمُ مِ‍‍مَّ‍‍نِ ‌افْتَ‍رَ‌ى‌ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ كَذِبا‌ ً‌ لِيُ‍‍ضِ‍‍لَّ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ بِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ عِلْم‌‍ٍۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ لاَ‌ يَهْدِي ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمَ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
006-145 آ«قل لا أجد فيما أوحي إليَّآ» شيئا آ«محرَّما على طاعم يطعمه إلا أن يكونآ» بالياء والتاء آ«ميتةآ» بالنصب وفي قراءة بالرفع مع التحتانية آ«أو دما مسفوحاآ» سائلا بخلاف غيره كالكبد والطحال آ«أو لحم خنزير فإنه رجسآ» حرام آ«أوآ» إلا أن يكون آ«فسقا أهل لغير الله بهآ» أي ذبح على اسم غيره آ«فمن اضطرَّآ» إلى شيء مما ذكر فأكله آ«غير باغ ولا عاد فإن ربَّك غفورآ» له ما أكل آ«رحيمآ» به قُ‍‍لْ لاَ‌ ‌أَجِدُ‌ فِي مَ‍‍ا‌ ‌أ‍ُ‍‌وحِيَ ‌إِلَيَّ مُحَ‍رَّماً‌ عَلَى‌ طَ‍‍اعِمٍ‌ يَ‍‍طْ‍‍عَمُهُ~ُ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ يَك‍‍ُ‍ونَ مَيْتَةً ‌أَ‌وْ‌ ‌دَما‌ ً‌ مَسْفُوحاً‌ ‌أَ‌وْ‌ لَحْمَ خِ‍‍‌‍ن‍‍ز‍ِ‍ي‍‍ر‌ٍ‌ فَإِنَّ‍‍هُ ‌رِجْ‍‍سٌ ‌أَ‌وْ‌ فِسْ‍‍ق‍‍اً‌ ‌أُهِلَّ لِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌اللَّ‍‍هِ بِ‍‍هِ ۚ فَمَنِ ‌اضْ‍‍طُ‍رَّغَ‍‍يْ‍رَ‌ ب‍‍َ‍اغٍ‌ ‌وَلاَ‌ ع‍‍َ‍ا‌د‌‌ٍ‌ فَإِنَّ ‌‍رَبَّكَ غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
006-146 آ«وعلى الذين هادواآ» أي اليهود آ«حرَّمنا كل ذي ظفرآ» وهو ما لم تفرق أصابعه كالإبل والنعام آ«ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهماآ» الثروب وشحم الكلي آ«إلا ما حملت ظهورهماآ» أي ما علق بها منه آ«أوآ» حملته آ«الحواياآ» الأمعاء جمع حاوياء أو حاوية آ«أو ما اختلط بعظمآ» منه وهو شحم الإلية فإنه أحل لهم آ«ذلكآ» التحريم آ«جزيناهمآ» به آ«ببغيهمآ» بسبب ظلمهم بما سبق في سورة النساء آ«وإنا لصادقونآ» في أخبارنا ومواعيدنا. وَعَلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ هَا‌دُ‌و‌ا‌ حَ‍رَّمْنَا‌ كُلَّ ‌ذِي ظُ‍‍فُر‌ٍۖ ‌وَمِنَ ‌الْبَ‍‍قَ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌وَ‌الْ‍‍غَ‍‍نَمِ حَ‍رَّمْنَا‌ عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ مَا‌ حَمَلَتْ ظُ‍‍هُو‌رُهُمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وِ‌ ‌الْحَوَ‌ايَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْ‌ مَا‌ ‌اخْ‍‍تَلَ‍‍طَ بِعَ‍‍ظْ‍‍م‌‍ٍۚ ‌ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَ‍‍غْ‍‍يِهِمْ ۖ ‌وَ‌إِنَّ‍‍ا‌ لَ‍‍صَ‍‍ا‌دِقُ‍‍ونَ
006-147 آ«فإن كذَّبوكآ» فيما جئت به آ«فقلآ» لهم آ«ربكم ذو رحمة واسعةآ» حيث لم يعاجلكم بالعقوبة وفيه تلطف بدعائهم إلى الإيمان آ«ولا يُرد بأسهآ» عذابه إذا جاء آ«عن القوم المجرمينآ». فَإِ‌نْ كَذَّب‍‍ُ‍وكَ فَ‍‍قُ‍‍لْ ‌‍رَبُّكُمْ ‌ذُ‌و‌ ‌‍رَحْمَةٍ‌ ‌وَ‌اسِعَةٍ‌ ‌وَلاَ‌ يُ‍رَ‌دُّ‌ بَأْسُ‍‍هُ عَنِ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمِ ‌الْمُ‍‍جْ‍‍رِمِينَ
006-148 آ«سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركناآ» نحن آ«ولا آباؤنا ولا حرَّمنا من شيءآ» فإشراكنا وتحريمنا بمشيئته فهو راض به قال تعالى: آ«كذلكآ» كما كذب هؤلاء آ«كذَّب الذين من قبلهمآ» رسلهم آ«حتى ذاقوا بأسناآ» عذابنا آ«قل هل عندكم من علمآ» بأن الله راضى بذلك آ«فتخرجوه لناآ» أي لا علم عندكم آ«إنآ» ما آ«تتَّبعونآ» في ذلك آ«إلا الظن وإنآ» ما آ«أنتم إلا تخرصونآ» تكذبون فيه. سَيَ‍قُ‍‍ولُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أَشْ‍رَكُو‌ا‌ لَوْ‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ مَ‍‍ا‌ ‌أَشْ‍رَكْنَا‌ ‌وَلاَ‌ ‌آب‍‍َ‍ا‌ؤُنَا‌ ‌وَلاَ‌ حَ‍رَّمْنَا‌ مِ‍‌‍نْ شَ‍‍يْء‌‌ٍۚ كَذَلِكَ كَذَّبَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِهِمْ حَتَّى‌ ‌ذَ‌اقُ‍‍و‌ا‌ بَأْسَنَا‌ ۗ قُ‍‍لْ هَلْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَكُمْ مِ‍‌‍نْ عِلْم‌‍ٍ‌ فَتُ‍‍خْ‍‍رِج‍‍ُ‍وهُ لَنَ‍‍اۖ ‌إِ‌نْ تَتَّبِع‍‍ُ‍ونَ ‌إِلاَّ‌ ‌ال‍‍ظَّ‍‍نَّ ‌وَ‌إِ‌نْ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ ‌إِلاَّ‌ تَ‍‍خْ‍‍رُ‍صُ‍‍ونَ
006-149 آ«قلآ» إن لم يكن لكم قُ‍‍لْ فَ‍‍لِلَّهِ ‌الْحُجَّةُ ‌الْبَالِ‍‍غَ‍‍ةُ ۖ فَلَوْ‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ لَهَدَ‌اكُمْ ‌أَجْ‍‍مَعِينَ
006-150 آ«قل هلمَّآ» أحضروا آ«شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرَّم هذاآ» الذي حرمتموه آ«فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلونآ» يشركون. قُ‍‍لْ هَلُ‍‍مَّ شُهَد‍َ‍‌ا‌ءَكُمُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَشْهَد‍ُ‍‌ونَ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ حَ‍رَّمَ هَذَ‌ا‌ ۖ فَإِ‌نْ شَهِدُ‌و‌ا‌ فَلاَ‌ تَشْهَ‍‍دْ‌ مَعَهُمْ ۚ ‌وَلاَ‌ تَتَّبِعْ ‌أَهْو‍َ‍‌ا‌ءَ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ لاَ‌ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِ‍الآ‍‍خِ‍رَةِ ‌وَهُمْ بِ‍رَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ
006-151 آ«قل تعالوا أتلآ» أقرأ آ«ما حرم ربكم عليكم أآ» ن مفسرة آ«لا تشركوا به شيئا وآ» أحسنوا آ«بالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكمآ» بالوأد آ«منآ» أجل آ«إملاقآ» فقر تخافونه آ«نحن نرزقكم وإياكم ولا تقربوا الفواحشآ» الكبائر كالزنا آ«ما ظهر منها وما بطنآ» أي علانيتها وسرها آ«ولا تقتلوا النفس التي حرَّم الله إلا بالحقآ» كالقود وحد الردة ورجم المحصن آ«ذلكمآ» المذكور آ«وصاكم به لعلكم تعقلونآ» تتدبرون. قُ‍‍لْ تَعَالَوْ‌ا‌ ‌أَتْلُ مَا‌ حَ‍رَّمَ ‌‍رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ ‌أَلاَّ‌ تُشْ‍‍رِكُو‌ا‌ بِ‍‍هِ شَ‍‍يْ‍‍ئا‌ ًۖ ‌وَبِالْوَ‌الِدَيْ‍‍نِ ‌إِحْسَانا‌ ًۖ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍تُلُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌وْلاَ‌دَكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌إِمْلاَ‍قٍۖ نَحْنُ نَرْ‌زُ‍قُ‍‍كُمْ ‌وَ‌إِيَّاهُمْ ۖ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍‍رَبُو‌ا‌الْفَوَ‌احِشَ مَا‌ ظَ‍‍هَ‍رَ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ‌وَمَا‌ بَ‍‍طَ‍‍نَ ۖ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍تُلُو‌ا‌ال‍‍نَّ‍‍فْسَ ‌الَّتِي حَ‍رَّمَ ‌اللَّ‍‍هُ ‌إِلاَّ‌ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ۚ ‌ذَلِكُمْ ‌وَ‍صَّ‍‍اكُمْ بِ‍‍هِ لَعَلَّكُمْ تَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
006-152 آ«ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتيآ» أي بالخصلة التي آ«هي أحسنآ» وهي ما فيه صلاحه آ«حتى يبلغ أشدَّهآ» بأن يحتلم آ«وأوفوا الكيل والميزان بالقسطآ» بالعدل وترك البخس آ«لا نكلف نفسا إلا وسعهاآ» طاقتها في ذلك فإن أخطأ في الكيل والوزن والله يعلم صحة نيته فلا مؤاخذة عليه كما ورد في حديث آ«وإذا قلتمآ» في حكم أو غيره آ«فاعدلواآ» بالصدق آ«ولو كانآ» المقول له أو عليه آ«ذا قربىآ» قرابة وَلاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍‍رَبُو‌ا‌ م‍‍َ‍الَ ‌الْيَت‍‍ِ‍ي‍‍مِ ‌إِلاَّ‌ بِ‍الَّتِي هِيَ ‌أَحْسَنُ حَتَّى‌ يَ‍‍بْ‍‍لُ‍‍غَ ‌أَشُدَّهُ ۖ ‌وَ‌أَ‌وْفُو‌ا‌الْكَ‍‍يْ‍‍لَ ‌وَ‌الْمِيز‍َ‍‌انَ بِ‍الْ‍‍قِ‍‍سْ‍‍طِ ۖ لاَ‌ نُكَلِّفُ نَفْسا‌‌ ً‌ ‌إِلاَّ‌ ‌وُسْعَهَا‌ ۖ ‌وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ قُ‍‍لْتُمْ فَاعْدِلُو‌ا‌ ‌وَلَوْ‌ ك‍‍َ‍انَ ‌ذَ‌ا‌ قُ‍‍رْبَى‌ ۖ ‌وَبِعَهْدِ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌أَ‌وْفُو‌اۚ ‌ذَلِكُمْ ‌وَ‍صَّ‍‍اكُمْ بِ‍‍هِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ
006-153 آ«وأنَّآ» بالفتح على تقدير اللام والكسر استئنافا آ«هذاآ» الذي وصيتكم به آ«صراطي مستقيماآ» حال آ«فاتَّبعوه ولا تتبعوا السبلآ» الطرق المخالفة له آ«فتفرَّقآ» فيه حذف إحدى التاءين تميل آ«بكم عن سبيلهآ» دينه آ«ذلكم وصاكم به لعلكم تتقونآ» وَ‌أَنَّ هَذَ‌ا‌ صِ‍رَ‌اطِ‍‍ي مُسْتَ‍‍قِ‍‍يما‌‌ ً‌ فَاتَّبِع‍‍ُ‍وهُ ۖ ‌وَلاَ‌ تَتَّبِعُو‌ا‌ال‍‍سُّبُلَ فَتَفَ‍رَّ‍قَ بِكُمْ عَ‍‌‍نْ سَبِيلِ‍‍هِ ۚ ‌ذَلِكُمْ ‌وَ‍صَّ‍‍اكُمْ بِ‍‍هِ لَعَلَّكُمْ تَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
006-154 آ«ثم آتينا موسى الكتابآ» التوراة وثم لترتيب الأخبار آ«تماماآ» للنعمة آ«على الذي أحسنآ» بالقيام به آ«وتفصيلاآ» بيانا آ«لكل شيءآ» يحتاج إليه في الدين آ«وهدىّ ورحمة لعلهمآ» أي بني إسرائيل آ«بلقاء ربهمآ» بالبعث آ«يؤمنونآ». ثُ‍‍مَّ ‌آتَيْنَا‌ مُوسَى‌ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ تَمَاماً‌ عَلَى‌ ‌الَّذِي ‌أَحْسَنَ ‌وَتَفْ‍‍صِ‍‍يلا‌ ً‌ لِكُلِّ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ ‌وَهُ‍‍د‌ى‌ ً‌ ‌وَ‌‍رَحْمَة ً‌ لَعَلَّهُمْ بِلِ‍‍قَ‍‍ا‌ءِ‌ ‌‍رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ
006-155 آ«وهذاآ» القرآن آ«كتاب أنزلناه مبارك فاتَّبعوهآ» يا أهل مكة بالعمل بما فيه آ«واتقواآ» الكفر آ«لعلكم ترحمونآ». وَهَذَ‌ا‌ كِت‍‍َ‍ابٌ ‌أَ‌ن‍‍زَلْن‍‍َ‍اهُ مُبَا‌‍رَك‌‍ٌ‌ فَاتَّبِع‍‍ُ‍وهُ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
006-156 أنزلناه لـ آ«أنآ» لا آ«تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتينآ» اليهود والنصارى آ«من قبلنا وإنآ» مخففة واسمها محذوف أي إنا آ«كنَّا عن دراستهمآ» قراءتهم آ«لغافلينآ» لعدم معرفتنا لها إذ ليست بلغتنا. أَ‌نْ تَ‍‍قُ‍‍ولُ‍‍و‌ا‌ ‌إِنَّ‍‍مَ‍‍ا‌ ‌أُ‌ن‍‍زِلَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابُ عَلَى‌ طَ‍‍ائِفَتَ‍‍يْ‍‍نِ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِنَا‌ ‌وَ‌إِ‌نْ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ عَ‍‌‍نْ ‌دِ‌‍رَ‌اسَتِهِمْ لَ‍‍غَ‍‍افِلِينَ
006-157 آ«أو تقولا لو أنا أنزل علينا الكتابُ لكنا أهدى منهمآ» لجودة أذهاننا آ«فقد جاءكم بينةآ» بيان آ«من ربِّكم وهدى ورحمةآ» لمن اتبعه آ«فمنآ» أي لا أحد آ«أظلم ممن كذَّب بآيات الله وصدفآ» أعرض آ«عنها سنجزي أَ‌وْ‌ تَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ لَوْ‌ ‌أَنَّ‍‍ا‌ ‌أُ‌ن‍‍زِلَ عَلَيْنَا‌ ‌الْكِت‍‍َ‍ابُ لَكُ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌أَهْدَ‌ى‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ۚ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ بَيِّنَةٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ ‌وَهُ‍‍د‌ى‌ ً‌ ‌وَ‌‍رَحْمَة‌‍ٌۚ فَمَ‍‌‍نْ ‌أَ‍ظْ‍‍لَمُ مِ‍‍مَّ‍‍‌‍نْ كَذَّبَ بِآي‍‍َ‍اتِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‍صَ‍‍دَفَ عَ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ۗ سَنَ‍‍جْ‍‍زِي ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍صْ‍‍دِف‍‍ُ‍ونَ عَ‍‌‍نْ ‌آيَاتِنَا‌ س‍‍ُ‍و‌ءَ‌ ‌الْعَذ‍َ‍‌ابِ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَ‍‍صْ‍‍دِفُونَ
006-158 آ«هل ينظرونآ» ما ينتظر المكذبون آ«إلا أن تأتيهمآ» بالتاء والياء آ«الملائكةآ» لقبض أرواحهم آ«أو يأتي ربُّكآ» أي أمره بمعنى عذابه آ«أو يأتي بعض آيات ربِّكآ» أي علاماته الدالة على الساعة آ«يوم يأتي بعض آيات ربَّكآ» وهي طلوع الشمس من مغربها كما في حديث الصحيحين آ«لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبلآ» الجملة صفة النفس آ«أوآ» نفسا لم تكن آ«كسبت في إيمانها خيراآ» طاعة أي لا تنفعها توبتها كما في الحديث آ«قل انتظرواآ» أحد هذه الأشياء آ«إنا منتظرونآ» ذلك. هَلْ يَ‍‌‍ن‍‍ظُ‍‍ر‍ُ‍‌ونَ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ تَأْتِيَهُمُ ‌الْمَلاَئِكَةُ ‌أَ‌وْ‌ يَأْتِيَ ‌‍رَبُّكَ ‌أَ‌وْ‌ يَأْتِيَ بَعْ‍‍ضُ ‌آي‍‍َ‍اتِ ‌‍رَبِّكَ ۗ يَ‍‍وْمَ يَأْتِي بَعْ‍‍ضُ ‌آي‍‍َ‍اتِ ‌‍رَبِّكَ لاَ‌ يَ‍‌‍ن‍‍فَعُ نَفْسا‌‌ ً‌ ‌إِيمَانُهَا‌ لَمْ تَكُ‍‌‍نْ ‌آمَنَتْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ‌أَ‌وْ‌ كَسَبَتْ فِ‍‍ي ‌إِيمَانِهَا‌ خَ‍‍يْر‌ا‌‌ ًۗ قُ‍‍لْ ‌ان‍‍تَ‍‍ظِ‍‍رُ‌و‌ا‌ ‌إِنَّ‍‍ا‌ مُ‍‌‍ن‍‍تَ‍‍ظِ‍‍رُ‌ونَ
006-159 آ«إن الذين فرَّقوا دينهمآ» باختلافهم فيه فأخذوا بعضه وتركوا بعضه آ«وكانوا شيعاآ» فرقا في ذلك، وفي قراءة فارقوا أي تركوا دينهم الذي أمروا به وهم اليهود والنصارى آ«لست منهم في شيءآ» أي فلا تتعرض لهم آ«إنما أمرهم إلى اللهآ» يتولاه آ«ثم ينبِّئهمآ» في الآخرة آ«بما كانوا يفعلونآ» فيجازيهم به وهذا منسوخ بآيه السيف. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ فَ‍رَّ‍قُ‍‍و‌ا‌ ‌دِينَهُمْ ‌وَكَانُو‌ا‌ شِيَعا‌ ً‌ لَسْتَ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ فِي شَ‍‍يْء‌‌ٍۚ ‌إِنَّ‍‍مَ‍‍ا‌ ‌أَمْرُهُمْ ‌إِلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ثُ‍‍مَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَفْعَلُونَ
006-160 آ«من جاء بالحسنةآ» أي لا إله إلا الله آ«فله عشرُ أمثالهاآ» أي جزاء عشر حسنات آ«ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلهاآ» أي جزاءه آ«وهم لا يُظلمونآ» ينقصون من جزائهم شيئا. مَ‍‌‍نْ ج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ بِ‍الْحَسَنَةِ فَلَ‍‍هُ عَشْرُ‌ ‌أَمْثَالِهَا‌ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ ج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ بِ‍ال‍‍سَّيِّئَةِ فَلاَ‌ يُ‍‍جْ‍‍زَ‌ى‌ ‌إِلاَّ‌ مِثْلَهَا‌ ‌وَهُمْ لاَ‌ يُ‍‍ظْ‍‍لَمُونَ
006-161 آ«قل إنني هداني ربي إلى قُ‍‍لْ ‌إِنَّ‍‍نِي هَدَ‌انِي ‌‍رَبِّ‍‍ي ‌إِلَى‌ صِ‍رَ‍‌اطٍ‌ مُسْتَ‍‍قِ‍‍ي‍‍م‌‍ٍ‌ ‌دِينا‌‌ ًقِ‍‍يَما‌ ً‌ مِلَّةَ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ حَنِيفا‌ ًۚ ‌وَمَا‌ ك‍‍َ‍انَ مِنَ ‌الْمُشْ‍‍رِكِينَ
006-162 آ«قل إن صلاتي ونسكيآ» عبادتي من حج وغيره آ«ومحيايآ» حياتي آ«ومماتيآ» موتي آ«لله رب العالمينآ». قُ‍‍لْ ‌إِنَّ صَ‍‍لاَتِي ‌وَنُسُكِي ‌وَمَحْي‍‍َ‍ايَ ‌وَمَمَاتِي لِلَّهِ ‌‍رَبِّ ‌الْعَالَمِينَ
006-163 آ«لا شريك لهآ» في ذلك آ«وبذلكآ» أي التوحيد آ«أمرت وأنا أول المسلمينآ» من هذه الأمة. لاَ‌ شَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍كَ لَ‍‍هُ ۖ ‌وَبِذَلِكَ ‌أُمِ‍‍رْتُ ‌وَ‌أَنَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وَّلُ ‌الْمُسْلِمِينَ
006-164 آ«قل أغير الله أبغي ربّاآ» إلها أي لا أطلب غيره آ«وهو ربُّآ» مالك آ«كل شيء ولا تكسب كل نفسآ» ذنبا آ«إلا عليها ولا تزرآ» تحمل نفس آ«وازرةآ» آثمة آ«وزرآ» نفس آ«أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفونآ». قُ‍‍لْ ‌أَ‍‍غَ‍‍يْ‍رَ‌اللَّ‍‍هِ ‌أَبْ‍‍‍‍غِ‍‍ي ‌‍رَبّا‌ ً‌ ‌وَهُوَ‌ ‌‍رَبُّ كُلِّ شَ‍‍يْء‌ٍۚ ‌وَلاَ‌ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْس‌‍ٍ‌ ‌إِلاَّ‌ عَلَيْهَا‌ ۚ ‌وَلاَ‌ تَزِ‌ر‍ُ‍‌ ‌وَ‌ا‌زِ‌‍رَةٌ‌ ‌وِ‌زْ‌‍رَ‌ ‌أُ‍خْ‍رَ‌ى‌ ۚ ثُ‍‍مَّ ‌إِلَى‌ ‌‍رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ تَ‍‍خْ‍‍تَلِفُونَ
006-165 آ«وهو الذي جعلكم خلائف الأرضآ» جمع خليفة: أي يخلف بعضكم بعضا فيها آ«ورفع بعضكم فوق بعض درجاتآ» بالمال والجاه وغير ذلك آ«ليبلوكمآ» ليختبركم آ«فيما آتاكمآ» أعطاكم ليظهر المطيع منكم والعاصي آ«إن ربك سريع العقابآ» لمن عصاه آ«وإنه لغفورآ» للمؤمنين آ«رحيمآ» بهم. وَهُوَ‌ ‌الَّذِي جَعَلَكُمْ خَ‍‍لاَئِفَ ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَ‌‍رَفَعَ بَعْ‍‍ضَ‍‍كُمْ فَ‍‍وْ‍قَ بَعْ‍‍ضٍ‌ ‌دَ‌‍رَج‍‍َ‍ات‍ٍ‌ لِيَ‍‍بْ‍‍لُوَكُمْ فِي مَ‍‍ا‌ ‌آتَاكُمْ ۗ ‌إِنَّ ‌‍رَبَّكَ سَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍عُ ‌الْعِ‍‍قَ‍‍ابِ ‌وَ‌إِنَّ‍‍هُ لَ‍‍غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
Next Sūrah