003-004 آ«إن الذين كفروا بآيات اللهآ» القرآن وغيره آ«لهم عذاب شديد والله عزيزآ» غالب على أمره فلا يمنعه شيء من إنجاز وعده ووعيده آ«ذو انتقامآ» عقوبة شديدة ممن عصاه لا يقدر على مثلها أحد
003-007 (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات) واضحات الدلالة (هن أم الكتاب) أصله المعتمد عليه في الأحكام (و أخر متشابهات) لا تفهم معانيها كأوائل السور وجعله كله محكما في قوله "" أحكمت آياته "" بمعنى أنه ليس فيه عيب، ومتشابهًا في قوله (كتابا متشابهًا) بمعنى أنه يشبه بعضه بعضا في
003-008 آ«ربنا لا تُزغ قلوبناآ» تملها عن الحق بابتغاء تأويله الذي لا يليق بنا كما أزغت قلوب أولئك آ«بعد إذ هديتناآ» أرشدتنا إليه آ«وهب لنا من لَدنكآ» من عندك آ«رحمةآ» تثبيتا آ«إنك أنت الوهابآ».
003-009 يا آ«ربنا إنك جامع الناسآ» تجمعهم آ«ليومآ» أي في يوم آ«لا ريبآ» لا شك آ«فيهآ» هو يوم القيامة فتجازيهم بأعمالهم كما وعدت بذلك آ«إن الله لا يخلف الميعادآ» موعده بالبعث فيه التفات عن الخطاب ويحتمل أن يكون من كلامه تعالى والغرض من الدعاء بذلك بيان أن همهم أمر الآخرة ولذلك سألوا الثبات على الهداية لينالوا ثوابها روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: (تلا رسول الله
003-011 دأبُهم آ«كدأبآ» كعادة آ«آل فرعون والذين من قبلهمآ» من الأمم كعاد وثمود آ«كذبوا بآياتنا فأخذهم اللهآ» أهلكم آ«بذنوبهمآ» والجملة مفسرة لما قبلها آ«والله شديد العقابآ» ونزل لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم اليهودَ بالإسلام بعد مرجعه من بدر فقالوا لا يغرنك أن قتلت نفراً من قريش أغمارا لا يعرفون القتال.
003-013 آ«قد كان لكم آيةآ» عبرة وذكر الفعل للفصل آ«في فئتينآ» فرقتين آ«التقتاآ» يوم بدر للقتال آ«فئة تقاتل في سبيل اللهآ» أي طاعته، وهم النبي وأصحابه وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا معهم فرسَان وست أذرع وثمانية سيوف وأكثرهم رجالة آ«وأخرى كافرة يرونهمآ» أي الكفار آ«مثليهمآ» أي المسلمين أي أكثر منهم وكانوا نحو ألف آ«رأي العينآ» أي رؤية ظاهرة معاينة وقد نصرهم الله مع قلتهم آ«والله يؤيدآ» يقِّوي آ«بنصره من يشاءآ» نصره آ«إن في ذلكآ» المذكور آ«لعبرة لأولي الأبصارآ» لذوى البصائر أفلا تعتبرون بذلك فتؤمنون.
003-014 آ«زُيَّن للناس حبُّ الشهواتآ» ما تشتهيه النفس وتدعوا إليه زينها الله ابتلاءً أو الشيطانُ آ«من النساء والبنين والقناطيرآ» الأموال الكثيرة آ«المقنطرةآ» المجمعة آ«من الذهب والفضة والخيل المسومةآ» الحسان آ«والأنعامآ» أي الإبل والبقر والغنم آ«والحرثآ» الزرع آ«ذلكآ» المذكور آ«متاع الحياة الدنياآ» يتمتع به فيها ثم يفنى آ«والله عنده حسن المآبآ» المرجع وهو الجنة فينبغي الرغبة فيه دون غيره.
003-017 آ«الصابرينآ» على الطاعة وعن المعصية نعت آ«والصادقينآ» في الإيمان آ«والقانتينآ» المطيعين لله آ«والمنفقينآ» المتصدقين آ«والمستغفرينآ» الله بأن يقولوا اللهم اغفر لنا آ«بالأسحارآ» أواخر الليل خُصت بالذكر لأنها وقت الغفلة ولذة النوم.
003-018 آ«شهد اللهآ» بيَّن لخلقه بالدلائل والآيات آ«أنه لا إلهآ» أي لا معبود في الوجود بحق آ«إلا هو وآ» شهد بذلك آ«الملائكةُآ» بالإقرار آ«وأولوا العلمآ» من الأنبياء والمؤمنين بالاعتقاد واللفظ آ«قائماًآ» بتدبير مصنوعاته ونصبه على الحال والعامل فيها معنى الجملة أي تفرد آ«بالقسطآ» بالعدل آ«لا إله إلا هوآ» كرره تأكيدا آ«العزيزآ» في ملكه آ«الحكيمآ» في صنعه.
003-020 آ«فإن حاجوكآ» خاصمك الكفار يا محمد في الدين آ«فقلآ» لهم آ«أسلمت وجهي للهآ» أنقدت له أنا آ«ومن اتبعنآ» وخص الوجه بالذكر لشرفه فغيره أولى آ«وقل للذين أوتوا الكتابآ» اليهود والنصارى و آ«الأميينآ» مشركي العرب آ«أأسلمتمآ» أي أسلموا آ«فإن أسلموا فقد اهتدواآ» من الضلال آ«وإن تولواآ» عن الإسلام آ«فإنما عليك البلاغآ» أي التبليغ للرسالة آ«والله بصير بالعبادآ» فيجازيهم بأعمالهم وهذا قبل الأمر بالقتال
003-021 آ«إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلونآ» وفي قراءة يقاتلون آ«النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسطآ» بالعدل آ«من الناسآ» وهم اليهود رُوى أنهم قتلوا ثلاثة وأربعين نبياً فنهاهم مائة وسبعون من عبَّادهم فقتلوهم من يومهم آ«فبشِّرهمآ» أعلمهم آ«بعذاب اليمآ» مؤلم وذكر البشارة تهكم بهم ودخلت الفاء في خبر إن لشبه اسمها الموصول بالشرط.
003-023 آ«ألم ترآ» تنظر آ«إلى الذين أوتوا نصيباآ» حظاً آ«من الكتابآ» التوراة آ«يُدْعَوْنَآ» حال آ«إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضونآ» عن قبول حكمه نزلت في اليهود زنى منهم اثنان فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحكم عليهما بالرجم فغضبوا فجيء بالتوراة فوجدا فيها فرجما.
003-024 آ«ذلكآ» التولي والإعراض آ«بأنهم قالواآ» أي بسبب قولهم آ«لن تمسنا النار إلا أياما معدوداتآ» أربعين يوما مدة عبادة آبائهم العجل ثم تزول عنهم آ«وغرَّهم في دينهمآ» متعلق بقوله آ«ما كانوا يفترونآ» من قولهم ذلك.
003-025 آ«فكيفآ» حالهم آ«إذا جمعناهم ليومآ» أي في يوم آ«لا ريبآ» لا شك آ«فيهآ» هو يوم القيامة آ«ووفِّيت كل نفسآ» من أهل الكتاب وغيرهم جزاء آ«ما كسبتآ» عملت من خير وشر آ«وهمآ» أي الناس آ«لا يُظلمونآ» بنقص حسنة أو زيادة سيئة.
003-026 ونزلت لما وعد صلى الله عليه وسلم أمته مُلك فارس والروم فقال المنافقون هيهات: آ«قل اللهمآ» يا الله آ«مالك الملك تؤتيآ» تعطي آ«الملك من تشاءآ» من خلقك آ«وتنزع الملك ممن تشاء وتعز
003-027 آ«تولجآ» تدخل آ«الليل في النهار وتولج النهارآ» تدخله آ«في الليلآ» فيزيد كل منهما مما نقص من الآخر آ«وتخرج الحيَّ من الميتآ» كالإنسان والطائر من النطفة والبيضة آ«وتخرج الميتآ» كالنطفة والبيضة آ«من الحي وترزق من تشاء بغير حسابآ» أي رزقا واسعا.
003-028 آ«لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياءآ» يوالونهم آ«من دونآ» أي غير آ«المؤمنين ومن يفعل ذلكآ» أي يواليهم آ«فليس منآ» دين آ«الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاةآ» مصدر تقيته أي تخافوا مخافة فلكم موالاتهم باللسان دون القلب وهذا قبل عزَّة الإسلام ويجري فيمن هو في بلد ليس قويا فيها آ«ويحذركمآ» يخوفكم آ«الله نفسهآ» أن يغضب عليكم إن واليتموهم آ«وإلى الله المصيرآ» المرجع فيجازيكم.
003-029 آ«قلآ» لهم آ«إن تخفوا ما في صدوركمآ» قلوبكم من موالاتهم آ«أو تبدوهآ» تظهروه آ«يعلمْه الله وآ» هو آ«يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قديرآ» ومنه تعذيب من والاهم.
003-031 ونزل لما قالوا ما نعبد الأصنام إلا حبّا لله ليقربونا إليه آ«قلآ» لهم يا محمد آ«إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم اللهآ» بمعنى يثيبكم آ«ويغفر لكم ذنوبكم والله غفورآ» لمن اتبعني ما سلف من قبل ذلك آ«رحيمآ» به.
003-032 آ«قلآ» لهم آ«أطيعوا الله والرسولآ» فيما يأمركم به من التوحيد آ«فإن تولَّواآ» أعرضوا عن الطاعة آ«فان الله لا يحب الكافرينآ» فيه إقامة الظاهر مقام المضمر أي لا يحبهم بمعني أنه يعاقبهم.
003-035 اذكر آ«إذ قالت امرأة عمرانآ» حنة لما أسنت واشتاقت للولد فدعت الله وأحست بالحمل يا آ«رب إني نذرتآ» أن أجعل آ«لك ما في بطني محرَّراآ» عتيقا خالصا من شواغل الدنيا لخدمة بيتك المقدس آ«فتقبَّل مني إنك أنت السميعآ» للدعاء آ«العليمآ» بالنيات، وهلك عمران وهي حامل.
003-037 آ«فتقبلها ربهاآ» أي قبل مريم من أمها آ«بقبول حسن وأنبتها نباتا حسناآ» أنشأها بخلق حسن فكانت تنبت في اليوم كما ينبت المولود في العام وآتت بها أمها الأحبار سدنة بيت المقدس فقالت: دونكم هذه النذيرة فتنافسوا فيها أنها بنت إمامهم فقال زكريا أنا أحق بها لأن خالتها عندي فقالوا لا حتى نقترع فانطلقوا وهم تسعة وعشرون إلى نهر الأردن وألقوا أقلامهم على أن من ثبت قلمه في الماء وصعد فهو أولى بها فثبت قلم زكريا فأخذها وبنى لها غرفة في المسجد بسلم لا يصعد إليها غيره وكان يأتيها بأكلها وشربها ودهنها فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف كما قال تعالى آ«وَكَفَلَهَا زَكَريَّاُآ» ضمها إليه وفي قراءة بالتشديد
003-038 آ«هنالكآ» أي لما رأى زكريَّا ذلك وعلم أن القادر على الإتيان بالشيء في غير حينه قادر على الإتيان بالولد على الكبر وكان أهل بيته انقرضوا آ«دعا زَكَريَّاُ ربَّهآ» لما دخل المحراب للصلاة جوف الليل آ«قال ربِّ هب لي من لدنكآ» من عندك آ«ذرية طيبةآ» ولدا صالحا آ«إنك سميعآ» مجيب آ«الدعاءآ».
003-039 آ«فنادته الملائكةآ» أي جبريل آ«وهو قائم يصلي في المحرابآ» أي المسجد آ«أنَّآ» أي بأن وفي قراءة بالكسر بتقدير القول آ«الله يُبشِّركآ» مثقلا ومخففا آ«بيحيى مصدِّقاً بكلمةآ» كائنة آ«من اللهآ» أي بعيسى أنه روح الله وسُمي كلمة لأنه خلق بكلمة كن آ«وسيِّداآ» متبوعا آ«وحصوراآ» ممنوعا من النساء آ«ونبيا من الصالحينآ» رُوي أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها.
003-040 آ«قال ربِّ أنَّىآ» كيف آ«يكون لي غلامآ» ولد آ«وقد بلغني الكبرآ» أي بلغت نهاية السن مائة وعشرين سنة آ«وامرأتي عاقرآ» بلغت ثمانية وتسعين سنة آ«قالآ»
003-041 آ«قال رب اجعل لي آيةآ» أي علامة على حمل امرأتي آ«قال آيتكآ» علية آ«أآ» ن آ«لا تكلم الناسآ» أي تمتنع من كلامهم بخلاف ذكر الله تعالى آ«ثلاثة أيامآ» أي بلياليها آ«إلا رمزاآ» إشارة آ«واذكر ربَّك كثيرا وسبِّحآ» صلِّ آ«بالعشي والإبكارآ» أواخر النهار وأوائله.
003-042 آ«وآ» اذكر آ«إذ قالت الملائكةآ» أي جبريل آ«يا مريم إن الله اصطفاكآ» اختارك آ«وطهركآ» من مسيس الرجال آ«واصطفاك على نساء العالمينآ» أي أهل زمانك.
003-044 آ«ذلكآ» المذكور من أمر زكريا ومريم آ«من أنباء الغيبآ» أخبار ما غاب عنك آ«نوحيه إليكآ» يا محمد آ«وما كنت لديهم إذ يُلْقُون أقلامهمآ» في الماء يقترعون ليطهر لهم آ«أيهم يكْفُلُآ» يربي آ«مريم وما كنت لديهم إذ يختصونآ» في كفالتها فتعرف ذلك فتخبر به وإنما عرفته من جهة الوحي.
003-047 آ«قالت ربِّ أنَّىآ» كيف آ«يكون لي ولد ولم يمسني بشرآ» بتزوج ولا غيره آ«قالآ» الأمر آ«كذلكآ» من خلق ولد منك بلا أب آ«الله يخلق ما يشاء إذا قضي أمراآ» أراد خلقه آ«فإنما يقول له كن فيكونآ» أي فهو يكون.
003-049 آ«وآ» يجعله آ«رسولا إلى بنى إسرائيلآ» في الصبا أو بعد البلوغ فنفخ جبريل في جيب درعها فحملت، وكان من أمرها ما ذكر في سورة مريم فلما بعثه الله إلى بني إسرائيل قال لهم إني رسول الله إليكم آ«إنيآ» أي بأني آ«قد جئتكم بآيةآ» علامة على صدقي آ«من ربكمآ» هي آ«أنِّيآ» وفي قراءة بالكسر استئنافا آ«أخلقآ» أصوِّر آ«لكم من الطين كهيئة الطيرآ» مثل صورته فالكاف اسم مفعول آ«فأنفخ فيهآ» الضمير للكاف آ«فيكون طيراآ» وفي قراءة طائرا آ«بإذن اللهآ» بإرادته فخلق لهم الخفاش لأنه أكمل الطير خلقا فكان يطير وهم
003-050 آ«وآ» جئتكم آ«مصدقاً لما بين يديآ» قبلي آ«من التوراة ولأحلَّ لكم بعض الذي حرم عليكمآ» فيها فأحل لهم من السمك والطير مالا صيصة له وقيل أحل الجميع فبعض بمعنى كل آ«وجئتكم بآية من ربكمآ» كرره تأكيدا وليبنى عليه آ«فاتقوا الله وأطيعونآ» فيما آمركم به توحيد الله وطاعته.
003-054 قال تعالى: آ«ومكرواآ» أي كفار بني إسرائيل بعيسى إذ وكلوا به من يقتله غيلة آ«ومكر اللهآ» بهم بأن ألقى شبه عيسى على من قصد قتله فقتلوه ورفُع عيسى إلى السماء آ«والله خير الماكرينآ» أعلمهم به.
003-055 اذكر آ«إذ قال الله يا عيسى إني متوفيكآ» قابضك آ«ورافعك إليَّآ» من الدنيا من غير موت آ«ومطهركآ» مبعدك آ«من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوكآ» صدقوا بنبوتك من المسلمين والنصارى آ«فوق الذين كفرواآ» بك وهم اليهود يعلونهم بالحجة والسيف آ«إلى يوم القيامة ثم إليَّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفونآ» من أمر الدين.
003-058 آ«ذلكآ» المذكور من أمر عيسى آ«نتلوهآ» نقصه آ«عليكآ» يا محمد آ«من الآياتآ» حال من الهاء في نتلوه وعامله ما في ذلك من معنى الإشارة آ«والذكر الحكيمآ» المحكم أي القرآن.
003-059 آ«إن مثل عيسىآ» شأنه الغريب آ«عند الله كمثل آدمآ» كشأنه في خلقه من غير أب وهو من تشبيه الغريب بالأغرب ليكون أقطع للخصم وأوقع في النفس آ«خلقهآ» أي آدم أي قالبه آ«من تراب ثم قال له كنآ» بشرا آ«فيكونآ» أي فكان وكذلك عيسى قال له كن من غير أب فكان.
003-062 آ«إن هذاآ» المذكور آ«لهو القصصآ» الخبر آ«الحقآ» الذي لاشك فيه آ«وما منآ» زائدة آ«إله إلا الله وإن الله لهو العزيزآ» في ملكه آ«الحكيمآ» في صنعه.
003-064 آ«قل يا أهل الكتابآ» اليهود والنصارى آ«تعالوا إلى كلمة سواءٍآ» مصدر بمعنى مستو أمرها آ«بيننا وبينكمآ» هي آ«أآ» ن آ«لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا أربابا من دون اللهآ»
003-065 ونزل لما قال اليهود: إبراهيم يهودي ونحن على دينه، وقالت النصارى كذلك: آ«يا أهل الكتاب لِمَ تُحَاجُّونَآ» تخاصمون آ«في إبراهيمآ» بزعمكم أنه على دينكم آ«وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعدهآ» بزمن طويل وبعد نزولها حدثت اليهودية والنصرانية آ«أفلا تعقلونآ» بطلان قولكم.
003-066 آ«هاآ» للتنبيه آ«أنتمآ» مبتدأ آ«هؤلاءآ» والخبرُ آ«حاججتم فيما لكم به علمآ» من أمر موسى وعيسى وزعمكم أنكم على دينهما آ«فلمَا تُحاجُّون فيما ليس لكم به علمآ» من شأن إبراهيم آ«والله يعلمآ» شأنه آ«وأنتم لا تعلمونآ» قال تعالى تبرئة لإبراهيم.
003-068 آ«إنَّ أولى الناسآ» أحقهم آ«بإبراهيم للَّذِينَ اتبعوهآ» في زمانه آ«وهذا النبيآ» محمد لموافقته له في أكثر شرعه آ«والذين آمنواآ» من أمته فهم الذين ينبغي أن يقولوا نحن على دينه لا أنتم آ«والله ولي المؤمنينآ» ناصرهم وحافظهم.
003-072 آ«وقالت طائفة من أهل الكتابآ» اليهود لبعضهم آ«آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنواآ» أي القرآن آ«وجه النهارآ» أوله آ«واكفرواآ» به آ«آخره لعلهمآ» أي المؤمنين آ«يرجعونآ» عن دينهم إذ يقولون ما رجع هؤلاء عنه بعد دخولهم فيه وهم أولو علم إلا لعلمهم بطلانه.
003-073 وقالوا أيضاً آ«ولا تؤمنواآ» تصدَّقوا آ«إلا لمن تبعآ» وافق آ«دينكمآ» قال تعالى: آ«قلآ» لهم يا محمد آ«إن الهدى هدى اللهآ» الذي هو الإسلام وما عداه ضلال، والجملةُ اعتراض آ«أنآ» أي بأن آ«يؤتى أحدّ مثل ما أوتيتمآ» من الكتاب والحكمة والفصائل وأن مفعول تؤمنوا، والمستثنى منه أحد قدم عليه المستثنى المعنى: لا تقروا بأن أحدا يؤتى ذلك إلا لمن اتبع دينكم آ«أوآ» بأن آ«يحاجوكمآ» أي المؤمنون يغلبوكم
003-075 آ«ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطارآ» أي بمال كثير آ«يؤدَّه إليكآ» لأمانته كعبد الله بن سلام أودعه رجل ألفا ومائتي أوقية ذهبا فأعادها إليه آ«ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليكآ» لخيانته آ«إلا ما دمت عليه قائماآ» لا تفارقه فمتى فارقته أنكره ككعب بن الأشرف استودعه قرشي دينارا فجحده آ«ذلكآ» أي ترك الأداء آ«بأنهم قالواآ» بسبب قولهم آ«ليس علينا في الأميينآ» أي العرب آ«سبيلآ» أي إثم لاستحلالهم ظلم من خالف دينهم ونسبوه إليه تعالى، قال تعالى آ«ويقولون على الله الكذبآ» في نسبة ذلك إليه آ«وهم يعلمونآ» أنهم كاذبون.
003-076 آ«بلىآ» عليهم فيهم سبيل آ«من أوفى بعهدهآ» الذي عاهد الله عليه أو بعهد الله إليه من أداء الأمانة وغيره آ«واتقىآ» الله بترك المعاصي وعمل الطاعات آ«فإن الله يحب المتقينآ» فيه وضع الظاهر موضع المضمر أي يحبهم بمعنى يثيبهم.
003-077 ونزل في اليهود لما بدلوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الله إليهم في التوراة وفيمن حلف كاذبا في دعوى أو في بيع سلعة: آ«إن الذين يشترونآ» يستبدلون آ«بعهد اللهآ» إليهم في الإيمان بالنبي وأداء الأمانة آ«وأيمانهمآ» حلفهم به تعالى كاذبين آ«ثمنا قليلاآ» من الدنيا آ«أولئك لا خَلاقآ» نصيب آ«لهم في الآخرة ولا يكلمهم اللهآ» غضبا عليهم آ«ولا ينظر إليهمآ» يرحمهم آ«يوم القيامة ولا يزكِّيهمآ» يطهرهم آ«ولهم عذاب أليمآ» مؤلم.
003-078 آ«وإنَّ منهمآ» أي أهل الكتاب آ«لفريقاآ» طائفة ككعب بن الأشرف آ«يلوون ألسنتهم بالكتابآ» أي يعطفونها بقراءته عن المنزل إلى ما حرفوه من نعت النبي صلى الله عليه وسلم ونحو آ«لتحسبوهآ» أي المحرف آ«من الكتابآ» الذي أنزله الله آ«وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمونآ» أنهم كاذبون.
003-079 ونزل لما قال نصارى نجران إن عيسى أمرهم أن يتخذوه ربا ولما طلب بعض المسلمين السجود له صلى الله عليه وسلم آ«ما كانآ» ينبغي آ«لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكمآ» أي الفهم للشريعة آ«والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكنآ» يقول آ«كونوا ربانيينآ» علماء عاملين
003-080 آ«وَلا يأمُرُكُمْآ» بالرفع استئنافا أي الله والنصب عطفا على يقول أي البشر آ«أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباآ» كما اتخذت الصابئة الملائكة واليهود عُزيرا والنصارى عيسى آ«أيأمُرُكم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمونآ» لا ينبغي له هذا.
003-081 آ«وآ» اذكر آ«إذاآ» حين آ«أخذ الله ميثاق النبيينآ» عهدهم آ«لماآ» بفتح اللام للابتداء وتوكيد معنى القسم الذي في أخذ الميثاق وكسرها متعلقة بأخذ وما موصولة على الوجهين أي للذي آ«آتيتكمآ» إياه، وفي قراءة آتيناكم آ«من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكمآ» من الكتاب والحكمة وهو محمد صلى الله عليه وسلم آ«لتؤمنن به ولتنصرنهآ» جواب القسم إن أدركتموه وأممهم تبع لهم في ذلك آ«قالآ» تعالى لهم آ«أأقررتمآ» بذلك آ«وأخذتمآ» قبلتم آ«على ذلكم إصريآ» عهدي آ«قالوا أقررنا قال فاشهدواآ» على أنفسكم وأتباعكم بذلك آ«وأنا معكم من الشاهدينآ» عليكم وعليهم.
003-084 آ«قلآ» لهم يا محمد آ«آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباطآ» أولاده آ«وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهمآ» بالتصديق والتكذيب آ«ونحن له مسلمونآ» مخلصون في العبادة ونزل فيمن ارتد ولحق بالكفار.
003-086 آ«كيفآ» أي لا آ«يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدواآ» أي شهادتهم آ«أن الرسول حق وآ» قد آ«جاءهم البيناتآ» الحجج الظاهرات على صدق النبي آ«والله لا يهدي القوم الظالمينآ» أي الكافرين.
003-091 آ«إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرضآ» مقدار ما يملؤها آ«ذهبا ولو افتدى بهآ» أدخل الفاء في خبر إن لشبه بالشرط وإيذانا بتسبب عدم القبول عن الموت على الكفر آ«أولئك لهم عذاب أليمآ» مؤلم آ«وما لهم من ناصرينآ» مانعين منه.
003-092 آ«لن تنالوا البرَّآ» أي ثوابه وهو الجنَّةُ آ«حتى تنفقواآ» تَصَّدَّقُوا آ«مما تحبونآ» من أموالكم آ«وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليمآ» فيجازي عليه.
003-093 ونزل لما قال اليهود إنك تزعم أنك على ملة إبراهيم وكان لا يأكل لحوم الإبل وألبانها: آ«كل الطعام كان حِلاآ» حلالا آ«لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيلآ» يعقوب آ«على نفسهآ» وهو الإبل لما حصل له عرق النَّسا بالفتح والقصر فنذر إن شفي لا يأكلها فحرم عليه آ«من قبل أن تُنَزَّل التوراةآ» وذلك بعد إبراهيم ولم تكن على عهده حراما كما زعموا آ«قلآ» لهم آ«فأتوا بالتوراة فاتلوهاآ» ليتبين صدق قولكم آ«إن كنتم صادقينآ» فيه فبهتوا ولم يأتوا بها قال تعالى.
003-095 آ«قُل صدق اللهآ» في هذا كجميع ما أخبر به آ«فاتبعوا ملة إبراهيمآ» التي أنا عليها آ«حنيفاآ» مائلا عن كل دين إلى الإسلام آ«وما كان من المشركينآ» به.
003-096 ونزل لما قالوا قبلتنا قبل قبلتكم (إن أول بيت وضع) متعبدا (للناس) في الأرض (للذي ببكة) بالباء لغة في مكة سميت بذلك لأنها تبك أعناق الجبابرة أي تدقها، بناه الملائكة قبل خلق آدم ووضع بعده الأقصى وبينهما أربعون سنة كما في حديث الصحيحين وفي حديث "" أنه أول ما ظهر على وجه الماء عند خلق السماوات والأرض زبدة بيضاء فدحيت الأرض من تحته "" (مباركا) حال من الذي أي ذا بركة (وهدى للعالمين) لأنه قبلتهم.
003-097 آ«فيه آيات بيناتآ» منها آ«مقام إبراهيمآ» أي الحجر الذي قام عليه عند بناء البيت فأثر قدماه فيه وبقي إلى الآن مع تطاول الزمان وتداول الأيدي عليه ومنها تضعيف الحسنات فيه وأن الطير لا يعلوه آ«ومن دخله كان آمناآ» لا يتعرض إليه بقتل أو ظلم أو غير ذلك آ«ولله على الناس حجُّ البيتآ» واجب بكسر الحاء وفتحها لغتان في مصدر حج بمعنى قصد ويبدل من الناس آ«من استطاع إليه سبيلاآ» طرقاً فسره بالزاد والراحلة رواه
003-099 آ«قل يا أهل الكتاب لِمَ تصدونآ» تصرفون آ«عن سبيل اللهآ» أي دينه آ«من آمنآ» بتكذيبكم النبي وكتم نعته آ«تبغونهاآ» أي تطلبون السبيل آ«عوجاآ» مصدر بمعنى معوجة أي مائلة عن الحق آ«وأنتم شهداءآ» عالمون بأن الدين المرضي القيم هو دين الإسلام كما في كتابكم آ«وما الله بغافل عما تعملونآ» من الكفر والتكذيب وإنما يؤخركم إلى وقتكم ليجازيكم.
003-100 ونزل لما مر بعض اليهود على الأوس والخزرج وغاظهم تألفهم فذكروهم بما كان بينهم في الجاهلية من الفتن فتشاجروا وكادوا يقتتلون: آ«يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرينآ».
003-103 آ«واعتصمواآ» تمسكوا آ«بحبل اللهآ» أي دينه آ«جميعا ولا تفرقواآ» بعد الإسلام آ«واذكروا نعمة اللهآ» إنعامه آ«عليكمآ» يا معشر الأوس والخزرج آ«إذ كنتمآ» قبل الإسلام آ«أعداء فألَّفآ» جمع آ«بين قلوبكمآ» بالإسلام آ«فأصبحتمآ» فصرتم آ«بنعمته إخواناآ» في الدين والولاية آ«وكنتم على شفاآ» طرف آ«حفرة من النارآ» ليس بينكم وبين الوقوع فيها إلا أن تموتوا كفارا آ«فأنقذكم منهاآ» بالإيمان آ«كذلكآ» كما بيَّن لكم ما ذكر آ«يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدونآ».
003-104 آ«ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخيرآ» الإسلام آ«ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئكآ» الداعون الآمرون الناهون آ«هم المفلحونآ» الفائزون ومن للتبغيض لأن ما ذكر فرض كفاية لا يلزم كل الأمة ولا يليق بكل أحد كالجاهل وقيل زائدة أي لتكونوا أمه.
003-110 آ«كنتمآ» يا أمة محمد في علم الله تعالى آ«خير أمة أخرجتآ» أظهرت آ«للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكانآ» الإيمان آ«خيرا لهم منهم المؤمنونآ» كعبد الله بن سلام رضي الله عنه وأصحابه آ«وأكثرهم الفاسقونآ» الكافرون.
003-111 آ«لن يضروكمآ» أي اليهود يا معشر المسلمين بشيء آ«إلا أذًىآ» باللسان من سبِّ ووعيد آ«وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبارآ» منهزمين آ«ثم لا ينصرونآ» عليكم بل لكم النصر عليهم.
003-112 آ«ضربت عليهم الذلة أين ما ثُقفواآ» حيثما وجدوا فلا عز لهم ولا اعتصام آ«إلاآ» كائنين آ«بحبل من الله وحبل من الناسآ» المؤمنين وهو عهدهم إليهم بالأمان على أداء الجزية أي لا عصمة لهم غير ذلك آ«وباءُواآ» رجعوا آ«بغضب من الله وضربت
003-113 آ«ليسواآ» أي أهل الكتاب آ«سواءًآ» مستوين آ«من أهل الكتاب أمة قائمةآ» مستقيمة ثابتة على الحق كعبد الله بن سلام رضي الله عنه وأصحابه آ«يتلون آيات الله آناء الليلآ» أي في ساعاته آ«وهم يسجدونآ» يصلُّون، حال.
003-114 آ«يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئكآ» الموصوفون بما ذكر الله آ«من الصالحينآ» ومنهم من ليسوا كذلك وليسوا من الصالحين.
003-115 آ«وما تفعلواآ» بالتاء أيها الأمة والياء أي الأمة القائمة آ«من خير فلن يُكفروهآ» بالوجهين أي تعدموا ثوابه بل تجازون عليه آ«والله عليم بالمتقينآ».
003-116 آ«إن الذين كفروا لن تغنيآ» تدفع آ«عنهم أموالهم ولا أولادهم من اللهآ» أي من عذابه آ«شيئاآ» وخصها بالذكر لأن الإنسان يدفع عن نفسه تارة بفداء المال وتارة بالاستعانة بالأولاد آ«وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدونآ».
003-118 آ«يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانةآ» أصفياء تطلعونهم على سرِّكم آ«من دونكمآ» أي غيركم من اليهود والنصارى والمنافقين آ«لا يألونكم خبالاآ» نصب بنزع الخافض أي لا يقصرون لكم في الفساد آ«ودُّواآ» تمنَّوا آ«ما عنتمآ» أي عنتكم وهو شدة الضرر آ«قد بدتآ» ظهرت آ«البغضاءآ» العداوة لكم آ«من أفواههمآ» بالوقيعة فيكم وإطلاع المشركين على سركم آ«وما تخفي صدورهمآ» من العداوة آ«أكبر قد بينا لكم الآياتآ» على عدواتهم آ«إن كنتم تعقلونآ» ذلك فلا توالوهم.
003-119 آ«هاآ» للتنبيه آ«أنتمآ» يا آ«أولاءآ» المؤمنون آ«تحبونهمآ» لقرابتهم منكم وصداقتهم آ«ولا يحبونكمآ» لمخالفتهم لكم في الدين آ«وتؤمنون بالكتاب كلهآ» أي بالكتب كلها ولا يؤمنون بكتابكم آ«وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأناملآ» أطراف الأصابع آ«من الغيظآ» شدة الغضب لما يرون من ائتلافكم ويعبر عن شدة الغضب بِعَضِّ الأنامل مجازا وإن لم يكن ثم عض آ«قل موتوا بغيظمآ» أي ابقوا عليه إلى
003-120 آ«إن تَمْسَسْكُمْآ» تصبكم آ«حسنةآ» نعمة كنصر وغنيمة آ«تسؤهمآ» تحزنهمآ» آ«وإن تصبكم سيئةآ» كهزيمة وجدب آ«يفرحوا بهاآ» وجملة الشرط متصلة بالشرط قبل وما بينهما اعتراض والمعنى أنهم متناهون في عداوتكم فلم توالوهم فاجتنبوهم آ«وإن تصبرواآ» على أذاهم آ«وتتقواآ» الله في موالاتهم وغيرها آ«لا يضركمْآ» بكسر الضاد وسكون الراء وضمها وتشديدها آ«كيدهم شيئا إن الله بما يعلمونآ» بالياء والتاء آ«محيطآ» عالم فيجازيهم به.
003-121 آ«وآ» اذكر يا محمد آ«إذ غدوت من أهلكآ» من المدينة آ«تبوئآ» تنزل آ«المؤمنين مقاعدآ» مراكز يقفون فيها آ«للقتال والله سميعآ» لأقوالكم آ«عليمآ» بأحوالكم وهو يوم أحد خرج النبي صلى الله عليه وسلم بألف أو إلا خمسين رجلا والمشركون ثلاثة آلاف ونزل بالشعب يوم السبت سابع شوال سنة ثلاثٍ من الهجرة وجعل ظهره وعسكره إلى أحد وسوى صفوفهم وأجلس جيشا من الرماة وأمَّر عليهم عبد الله ابن جبير بسفح الجبل وقال: انضحوا عنا بالنبل لا يأتونا من ورائنا ولا تبرحوا غُلبنا أو نُصرنا.
003-123 ونزل لما هزموا تذكيرا لهم بنعمة الله آ«ولقد نصركم الله ببدرآ» موضع بين مكة والمدينة آ«وأنتم أذلةآ» بقلة العدد والسلاح آ«فاتقوا الله لعلكم تشكرونآ» نعمه.
003-125 آ«بلىآ» يكفيكم ذلك وفي الأنفال بألف لأنه أمدهم أولا بها ثم صارت ثلاثة ثم صارت خمسة كما قال تعالى آ«إن تصبرواآ» على لقاء العدو آ«وتتقواآ» الله في المخالفة آ«ويأتوكمآ» أي المشركون آ«من فورهمآ» وقتهم آ«هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مُسَوَّمينَآ» بكسر الواو وفتحها أي معلمين وقد صبروا وأنجز الله وعده بأن قاتلت معهم الملائكة على خيل بلق عليهم عمائم صفر أو بيض أرسلوها بين أكتافهم.
003-127 آ«ليقطعآ» متعلق ينصركم أي ليُهلك آ«طرفا من الذين كفرواآ» بالقتل والأسر آ«أو يكبتهمآ» يذلهم بالهزيمة آ«فينقلبواآ» يرجعوا آ«خائبينآ» لم ينالوا ما راموه.
003-128 ونزلت لما كسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم وشج وجهه يوم أحد وقال: "" كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم "" (ليس لك من الأمر شيء) بل الأمر لله فاصبر (أو) بمعنى إلى أن (يتوب عليهم) بالإسلام (أو يعذبهم فإنهم ظالمون) بالكفر.
003-129 آ«ولله ما في السماوات وما في الأرضآ» ملكا وخلقا وعبيدا آ«يغفر لمن يشاءآ» المغفرة له آ«ويعذب من يشاءآ» تعذيبه آ«والله غفورآ» لأوليائه آ«رحيمآ» بأهل طاعته.
003-130 آ«يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفةآ» بألف ودونها بأن تزيدوا في المال عند حلول الأجل وتؤخروا الطلب آ«واتقوا اللهآ» بتركه آ«لعلكم تفلحونآ» تفوزون.
003-134 آ«الذين ينفقونآ» في طاعة الله آ«في السراء والضراءآ» اليُسر والعسر آ«والكاظمين الغيظآ» الكافين عن إمضائه مع القدرة آ«والعافين عن الناسآ» ممن ظلمهم أي التاركين عقوبتهم آ«والله يحب المحسنينآ» بهذه الأفعال، أي يثبهم.
003-135 آ«والذين إذا فعلوا فاحشةآ» ذنبا قبيحا كالزنا آ«أو ظلموا أنفسهمآ» بدونه كالقُبلة آ«ذكروا اللهآ» أي وعيده آ«فاستغفروا لذنوبهم ومنآ» أي لا آ«يغفر الذنوب إلا الله ولم يصرواآ» يداوموا آ«على ما فعلواآ» بل أقلعوا عنه آ«وهم يعلمونآ» أن الذي أتوه معصية.
003-136 آ«أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيهاآ» حال مقدرة، أي مقدرين الخلود فيها إذا دخلوها آ«ونعم أجر العاملينآ» بالطاعة هذا الأجر.
003-137 ونزل في هزيمة أحد آ«قد خلَتآ» مضت آ«من قبلكم سُنَنآ» طرائق في الكفار بإمهالهم ثم أخذهم آ«فسيرواآ» أيها المؤمنون آ«في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبينآ» الرسل أي آخر أمرهم من الهلاك فلا تحزنوا لغلبتهم فإنا أمهلناهم لوقتهم.
003-139 آ«ولا تهنواآ» تضعفوا عن قتال الكفار آ«ولا تحزنواآ» على ما أصابكم بأحد آ«وأنتم الأعلونآ» بالغلبة عليهم آ«إن كنتم مؤمنينآ» حقا وجوابه دل عليه مجموع ما قبله.
003-143 آ«ولقد كنتم تمنونآ» فيه حذف إحدى التاءين في الأصل آ«الموت من قبل أن تلقوهآ» حيث قلتم ليت لنا يوما كيوم بدر لننال ما نال شهداؤه آ«فقد رأيتموهآ» أي سببه الحرب آ«وأنتم تنظرونآ» أي بصراء تتأملون الحال كيف هي فلم انهزمتم؟ ونزل في هزيمتهم لما أشيع أن
003-144 آ«وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قُتلآ» كغيره آ«انقلبتم على أعقابكمآ» رجعتم إلى الكفر والجملة الأخيرة محل الاستفهام الإنكاري أي ما كان معبودا فترجعوا آ«ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرَّ اللهَ شيئاآ» وإنما يضر نفسه آ«وسيجزى الله الشاكرينآ» نعمه بالثبات.
003-145 آ«وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن اللهآ» بقضائه آ«كتاباآ» مصدر أي: كتب الله ذلك آ«مؤجَّلاآ» مؤقتا لا يتقدم ولا يتأخر فلم انهزمتم والهزيمة لا تدفع الموت والثبات لا يقطع الحياة آ«ومن يُردآ» بعمله آ«ثواب الدنياآ» أي جزاءه منها آ«نؤته منهاآ» ما قسم له ولا حظَّ له في الآخرة آ«ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منهاآ» أي من ثوابها آ«وسنجري الشاكرينآ».
003-146 آ«وكأيِّنآ» كم آ«من نبي قاتِلَآ» وفي قراءة قَُتل والفاعل ضميره آ«معهآ» خبر مبتدؤه آ«ربِّيون كثيرآ» جموعٌ كثيرة آ«فما وهَنواآ» جبنوا آ«لما أصابهم في سبيل اللهآ» من الجراح وقتل أنبيائهم وأصحابهم آ«وما ضعفواآ» عن الجهاد آ«وما استكانواآ» خضعوا لعدوهم كما فعلتم حين قبل قُتل النبي آ«والله يحب الصابرينآ» على البلاء أي يثيبهم.
003-151 آ«سنلقى في قلوب الذين كفروا الرعبآ» بسكون العين وضمها الخوف، وقد عزموا بعد ارتحالهم من أُحد على العود واستئصال المسلمين فرعبوا ولم يرجعوا آ«بما أشركواآ» بسبب إشراكهم آ«بالله ما لم ينزل به سلطاناآ» حجة على عبادته وهو الأصنام آ«ومأواهم النار وبئس مثوىآ» مأوى آ«الظالمينآ» الكافرين هي.
003-152 آ«ولقد صدقكم الله وعدهآ» إياكم بالنصر آ«إذ تحسونهمآ» تقتلونهم آ«بإذنهآ» بإرادته آ«حتى إذا فَشِلْتُمْآ» جبنتم عن القتال آ«وتنازعتمآ» اختلفتم آ«في الأمرآ» أي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالمقام في سفح الجبل للرمي فقال بعضكم: نذهب
003-153 اذكروا آ«إذ تصعدونآ» تبعدون في الأرض هاربين آ«ولا تلوونآ» تعرجون آ«على أحد والرسولُ يدعوكم في أخراكمآ» أي من ورائكم يقول إليَّ عباد الله آ«فأثابكمآ» فجازاكم آ«غمّاًآ» بالهزيمة آ«بغمٍّآ» بسبب غمِّكم للرسول بالمخالفة وقيل الباء بمعنى على، أي مضاعفا على غم فوت الغنيمة آ«لكيلاآ» متعلق بعفا أو بأثابكم فلا زائدة آ«تحزنوا على ما فاتكمآ» من الغنيمة آ«ولا ما أصابكمآ» من القتل والهزيمة آ«والله خبير بما تعملونآ».
003-156 آ«يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفرواآ» أي المنافقين آ«وقالوا لإخوانهمآ» أي في شأنهم آ«إذا ضربواآ» سافروا آ«في الأرضآ» فماتوا آ«أو كانوا غُزٌىآ» جمع غاز فقتلوا آ«لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلواآ» أي لا تقولوا كقولهم آ«ليجعل الله ذلكآ» القول في عاقبة أمرهم آ«حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميتآ» فلا يمنع عن الموت قعود آ«والله بما تعملونآ» بالتاء والياء آ«بصيرآ» فيجازيكم به.
003-157 آ«ولئنآ» لام قسم آ«قُتِلْتُمْ في سبيل اللهآ» أي الجهاد آ«أو مُتُّمْآ» بضم الميم وكسرها من مات يموت أي أتاكم الموت فيه آ«لمغفرةآ» كائنة آ«من اللهآ» لذنوبكم آ«ورحمةآ» منه لكم على ذلك واللام ومدخولها جواب القسم وهو في موضوع الفعل مبتدأ خبره آ«خير مما تجمعونآ» من الدنيا بالتاء والياء.
003-160 آ«إن ينصركم اللهآ» يُعنكم على عدوكم كيوم بدر آ«فلا غالب لكم وإن يخذلكمآ» يترك نصركم كيوم أُحد آ«فمن ذا الذي ينصركم من بعدهآ» أي بعد خذلانه أي لا ناصر لكم آ«وعلى اللهآ» لا غيره آ«فليتوكلآ» ليثق آ«المؤمنونآ».
003-161 ونزلت لما فقدت قطيفة حمراء يوم أحد فقال بعض الناس: لعل النبي أخذها: آ«وما كانآ» ما ينبغي آ«لنبي أن يّغُلَّآ» يخون في الغنيمة فلا تظنوا به ذلك، وفي قراءة بالبناء للمفعول أن ينسب إلى الغلول آ«ومن يغلُل يأت بما غلَّ يوم القيامةآ» حاملا له على عنقه آ«ثم تُوفَّى كل نفسآ» الغال وغيره جزاء آ«ما كسبتآ» عملت آ«وهم لا يُظلمونآ» شيئا.
003-163 آ«هم درجاتآ» أي أصحاب درجات آ«عند اللهآ» أي مختلفوا المنازل فلمن اتبع رضوانه الثواب ولمن باء بسخطه العقاب آ«والله بصير بما يعملونآ» فيجازيهم به.
003-164 آ«لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهمآ» أي عربيا مثلهم ليفهموا عنه ويشرُفوا به لا ملكا ولا عجميا آ«يتلو عليهم آياتهآ» القرآن آ«ويُزكِّيهمْآ» يطهرهم من الذنوب آ«ويعلمهم الكتابآ» القرآن آ«والحكمةآ» السنة آ«وإنآ» مخففة أي إنهم آ«كانوا من قبلُآ» أي قبل بعثه آ«لفى ضلال مبينآ» بيِّن.
003-165 آ«أولّما أصابتكم مصيبةآ» بأحد بقتل سبعين منكم آ«قد أصبتم مثليهاآ» ببدر بقتل سبعين وأسر سبعين منهم آ«قلتمآ» متعجبين آ«أنَّىآ» من أين لنا آ«هذاآ» الخذلان ونحن مسلمون ورسولُ الله فينا والجملةُ الأخيرة محل للاستفهام الإنكارى آ«قلآ» لهم آ«هو من عند أنفسكمآ» لأنكم تركتم المركز فخُذلتم آ«إن الله على كل شيء قديرٌآ» ومنه النصر وحده وقد جازاكم بخلافكم.
003-168 آ«الذينآ» بدل من الذين قبله أو نعت آ«قالوا لإخوانهمآ» في الدين آ«وآ» قد آ«قعدواآ» عن الجهاد آ«لو أطاعوناآ» أي شهداء أحد أو إخواننا في القعود آ«ماقتلوا قلآ» لهم آ«فادرَءُواآ» ادفعوا آ«عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقينآ» في أن القعود ينجي منه ونزل في الشهداء.
003-169 آ«ولا تحسبن الذين قتلواآ» بالتخفيف والتشديد آ«في سبيل اللهآ» أي لأجل دينه آ«أمواتا بلآ» هم آ«أحياءٌ عند ربهمآ» أرواحهم في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت كما ورد في الحديث آ«يرزقونآ» يأكلون من ثمار الجنة.
003-170 آ«فرحينآ» حال من ضمير يُرزقون آ«بما آتاهم الله من فضله وآ» هم آ«يستبشرونآ» يفرحون آ«بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهمآ» من إخوانهم المؤمنين ويبدل من الذين آ«أآ» نْ أي بأن آ«لا خوف
003-172 آ«الذينآ» مبتدأ آ«استجابوا لله والرسولآ» دعاءه لهم بالخروج للقتال لما أراد أبو سفيان وأصحابه العود تواعدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم سوق بدر العام المقبل من يوم أحد آ«من بعد ما أصابهم القرحآ» بأحد وخبرُ المبتدأ آ«للذين أحسنوا منهمآ» بطاعته آ«واتقواآ» مخالفته آ«أجر عظيمآ» هو الجنة.
003-173 آ«الذينآ» بدل من الذين قبله أو نعت آ«قال لهم الناسآ» أي نعيم بن مسعود الأشجعي آ«إن الناسآ» أبا سفيان وأصحابه آ«قد جمعوا لكمآ» الجموع ليستأصلوكم آ«فاخشوهمآ» ولا تأتوهم آ«فزادهمآ» ذلك القول آ«إيماناآ» تصديقا بالله ويقينا آ«وقالوا حسبنا اللهآ» كافينا أمرهم آ«ونعم الوكيلآ» المفوَّض إليه الأمر هو، وخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فوافوا سوق بدر وألقى الله الرعب في قلب أبي سفيان وأصحابه فلم يأتوا وكان معهم تجارات فباعوا وربحوا قال الله تعالى.
003-175 آ«إنما ذلكمآ» أي القائل لكم إن الناس إلخ آ«الشيطان يخوِّفُآ» ـكم آ«أولياءهآ» الكفار آ«فلا تخافوهم وخافونآ» في ترك أمري آ«إن كنتم مؤمنينآ» حقَّا.
003-176 آ«ولا يُحْزِنْكَآ» بضم الياء وكسر الزاي وبفتحها وضم الزاي من أحزنه آ«الذين يسارعون في الكفرآ» يقعون فيه سريعا بنصرته وهم أهل مكة أو المنافقون أي لا تهتم لكفرهم آ«إنَّهمُ لن يضروا الله شيئاآ» بفعلهم وإنما يضرون أنفسهم آ«يريد الله ألا يجعل لهم حظّاآ» نصيبا آ«في الآخرةآ» أي الجنة فلذلك خذلهم الله آ«ولهم عذاب عظيمآ» في النار.
003-178 آ«ولا يحسبنَّآ» بالياء والتاء آ«الذين كفروا أنما نمليآ» أي إملاءنا آ«لهمآ» بتطويل الأعمار وتأخيرهم آ«خير لأنفسهمآ» وأن ومعمولاها سدت مسد المفعولين في قراءة التحتانية ومسد الثاني في الأخرى آ«إنما نمليآ» نمهل آ«لهم ليزدادوا إثماآ» بكثرة المعاصي آ«ولهم عذاب مهينآ» ذو إهانة في الآخرة.
003-180 آ«ولايحسبنآ» بالياء والتاء آ«الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضلهآ» أي بزكاته آ«هوآ» أي بخلهم آ«خيرا لهمآ» مفعول ثان والضمير للفصل والأول بخلهم مقدرا قبل الوصول وقبل الضمير على التحتانية آ«بل هو شر لهم سيطوَّقون ما بخلوا بهآ» أي بزكاته من المال آ«يوم القيامةآ» بأن يجعل حية في عنقه تنهشه كما ورد في الحديث آ«ولله ميراث السماوات والأرضآ» يرثهما بعد فناء أهلهما آ«والله بما تعلمونآ» بالتاء والياء آ«خبيرآ» فيجازيكم به.
003-181 آ«لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياءآ» وهم اليهود قالوه لما نزل (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) وقالوا لو كان غنيا ما استقرضناه آ«سنكتبآ» نأمر بكتب آ«ما
003-182 آ«ذلكآ» العذاب آ«بما قدَّمت أيديكمآ» عبَّر بها عن الإنسان لأن أكثر الأفعال تزاول بها آ«وأن الله ليس بظلامآ» أي بذي ظلم آ«للعبيدآ» فيعذبهم بغير ذنب.
003-183 آ«الَّذينآ» نعت للذين قبله آ«قالواآ» لمحمد آ«إن اللهآ» قد آ«عهد إليناآ» في التوراة آ«ألا نؤمن لرسولآ» نصدقه آ«حتى يأتينا بقربانٍ تأكله النارآ» فلا نؤمن لك حتى تأتينا به وهو ما يتقرب به إلى الله من نعم وغيرها فإن قُبل جاءت نار بيضاء من السماء فأحرقته وإلا بقي مكانه وعُهد إلى بني إسرائيل ذلك إلا في المسيح ومحمد قال تعالى آ«قلآ» لهم توبيخا آ«قد جاءكم رسلٌ من قبلي بالبيناتآ» بالمعجزات آ«وبالذي قلتمآ» كزكريا ويحيى فقتلتموهم والخطابُ لمن في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإن كان الفعل لأجدادهم لرضاهم به آ«فلم قتلتموهم إن كنتم صادقينآ» في أنكم تؤمنون عند الإتيان به.
003-185 آ«كل نفس ذائقة الموت وإنما توفَّون أجوركمآ» جزاء أعمالكم آ«يوم القيامة فمن زُحزحآ» بعد آ«عن النار وأدخل الجنة فقد فازآ» نال غاية مطلوبه آ«وما الحياة الدنياآ» أي العيش فيها آ«إلا متاع الغرورآ» الباطل يتمتع به قليلا ثم يفنى.
003-186 آ«لَتُبْلَوُنَّآ» حذف منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين، لتختبرن آ«في أموالكمآ» بالفرائض فيها والحوائج آ«وأنفسكمآ» بالعبادات والبلاء آ«وَلَتَسْمَعُنَّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكمآ» اليهود والنصارى آ«ومن الذين أشركواآ» من العرب آ«أذى كثيراآ» من السب والطعن والتشبيب بنسائكم آ«وإن تصبرواآ» على ذلك آ«وتتقواآ» الله بالفرائض آ«فإن ذلك من عزم الأمورآ» أي: من معزوماتها التي يعزم عليها لوجوبها.
003-187 آ«وآ» اذكر آ«إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتابآ» أي العهد عليهم في التوراة آ«لَيُبَيِّنَنَّهُآ» أي الكتاب آ«للناس ولا يكتمونهآ» أي الكتاب بالياء والتاء في الفعلين آ«فنبذوهآ» طرحوا الميثاق آ«وراء ظهورهمآ» فلم يعملوا به آ«واشتروا بهآ» أخذوا بدله آ«ثمنا قليلاآ» من
003-188 آ«لا تحسبنآ» بالتاء والياء آ«الذين يفرحون بما أتواآ» فعلوا من إضلال الناس آ«ويحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلواآ» من التمسك بالحق وهم على ضلال آ«فلا تحسبنهمآ» في الوجهين تأكيد آ«بمفازةآ» بمكان ينجون فيه آ«من العذابآ» في الآخرة بل هم في مكان يعذَّبون فيه وهو جهنم آ«ولهم عذاب أليمآ» مؤلم فيها، ومفعولا يحسب الاولى دل عليهما مفعولا الثانية على قراءة التحتانية وعلى الفوقانية حذف الثاني فقط.
003-190 آ«إن في خلق السماوات والأرضآ» وما فيهما من العجائب آ«واختلاف الليل والنهارآ» بالمجيء والذهاب والزيادة والنقصان آ«لآياتآ» دلالات على قدرته تعالى آ«لأولي الألبابآ» لذوي العقول.
003-191 آ«الذينآ» نعت لما قبله أو بدل آ«يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهمآ» مضطجعين أي في كل حال، وعن ابن عباس يصلون كذلك حسب الطاقة آ«ويتفكرون في خلق السماوات والأرضآ» ليستدلوا به على قدرة صانعهما يقولون آ«ربنا ما خلقت هذاآ» الخلق الذي نراه
003-192 آ«ربَّنا إنك من تدخل النارآ» للخلود فيها آ«فقد أخزيتهآ» أهنته آ«وما للظالمينآ» الكافرين، فيه وضع الظاهر موضع المضمر إشعارا بتخصيص الخزي بهم آ«منآ» زائدة آ«أنصارآ» يمنعونهم من عذاب الله تعالى.
003-193 آ«ربَّنا إننا سمعنا مناديا يناديآ» يدعو الناس آ«للإيمانآ» أي إليه وهو محمد أو القرآن آ«أنآ» أي بأن آ«آمنوا بربكم فآمناآ» به آ«ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفِّرآ» حط آ«عنا سيئاتناآ» فلا تظهرها بالعقاب عليها آ«وتوفَّناآ» اقبض أرواحنا آ«معآ» في جملة آ«الأبرارآ» الأنبياء الصالحين.
003-194 آ«ربَّنا وآتناآ» أعطنا آ«ما وعدتناآ» به آ«علىآ» ألسنه آ«رسلكآ» من الرحمة والفضل وسؤالهم ذلك وإن كان وعده تعالى لا يخلف سؤال أن يجعلهم من مستحقيه لأنهم لم يتيقنوا استحقاقهم له وتكرير ربَّنا مبالغة في التضرع آ«ولا تُخزنا يوم القيامة إنك لا تُخلف الميعادآ» الوعد بالبعث والجزاء.
003-195 آ«فاستجاب لهم ربهمآ» دعاءهم آ«أنِّيآ» أي بأني آ«لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكمآ» كائن آ«من بعضآ» أي الذكور من الإناث وبالعكس والجملة مؤكدة لما قبلها أي هم سواء في المجازاة
003-198 آ«لكن الذين اتقوا ربَّهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدينآ» أي مقدرين بالخلود آ«فيها نُزُلاآ» وهو ما يعد للضيف ونصبه على الحال من جَنَّاتٍ والعامل فيها معنى الظرف آ«من عند الله وما عند اللهآ» من الثواب آ«خير للأبرارآ» من متاع الدنيا.
003-200 آ«يا أيها الذين آمنوا اصبرواآ» على الطاعات والمصائب وعن المعاصي آ«وصابرواآ» الكُفَّار فلا يكونوا أشد صبرا منكم آ«ورابطواآ» أقيموا على الجهاد آ«واتقوا اللهآ» في جميع أحوالكم آ«لعلَّكم تفلحونآ» تفوزون بالجنة وتنجون من النار.